منذ مدة ليست بالقصيرة , و انا اتابع القضية الاجتماعية التي يعيشها الفرد العراقي ..
و لست اخفيك سرا , فقد كنت امني النفس بدراسة علم الاجتماع بجامعة بغداد , و لكن حالت الظروف دون ذلك ..
سنين طويلة و انا اقرأ و اتابع , و احاول فهم التفكير للفرد العراقي , و اسباب سلوكه و ازدواجيته في كثير من الاشياء ..
و مع ان ما كتبه الدكتور علي الوردي يثير الكثير من اللغط و يضع علامات استفهام حول صحة استنتاجاته و جلده لذات الشخصية العراقية و تحليله لازدواجيته بين الدين و العادات العشائرية و غيرها كثير ..
الا ان في افكاره شيء من الصحة , خصوصا حينما نقرأ بعض افكاره و نسقطها حول واقع الفرد العراقي ..
سيدي الكريم ..
يبحث الباحث كثيرا , في شخصية ذلك الفرد العراقي , و يخصص وقتا طويلا في ذلك و يراجع المراجع التاريخية و الاجتماعية و يدرس الدوافع و النفسية , و قد يدخل حتى في دراسة الفرد من ناحية انتروبولوجية موغلا في ثقافة ذلك الفرد , للوصول الى تفسير لظواهره و سلوكياته ...
الا انني _ على الاقل لحد الان _ لم اطلع على تفسير لسلوكيات المسؤولين و الازدواجية الفضيعة التي يعيشونها ...
فلست ادري , هل ينطبق عليهم ما ينطبق على الفرد العراقي نفسه , فيكفي دراسة للفرد العراقي لتطبيقها على المسؤولين اليوم ؟
ام انهم لا يمتون للفرد العراقي باي صلة , و ان السلطة حالة تجعل المتسلط استثنائيا في تصرفاته , و بالتالي لا بد من دراسة ازدواجيته و سلوكياته بصورة منفردة عن باقي افراد شعبه ..
كيف يفكر , و ما هي نظرته للمواطن ,
و كيفية عيشه بين التناقضات , بين تناقضات الشعارات التي يرفعها كاساس للحكم ( النظرية الاسلامية و منهج علي ع الحاكم ) , و بين سلوكيات لا تمت لتلك الشعارات باي صلة , بل قد يكون التطبيق اموي مئة في المئة !!!
قد تستطيع ان تفيدنا بهذا المجال و تسلط الضوء على جزء من تناقضات شخصية المسؤول ( برلماني او وزير او غير ذلك ) , و انعاكسها على الواقع الذي يعيشه الفرد اليوم في العراق .
العرض الشجري