عضو  فضي 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 28390
  |  
| 
 
الإنتساب : Jan 2009
 
 |  
| 
 
المشاركات : 2,309
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.38 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
منتدى الجهاد الكفائي
 
جدي وجدتي , والانقسام السياسي ! 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 16-10-2010 الساعة : 06:20 AM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
كانت جدتي كعادتها , ان تستيقض مبكرا قبل ان تصيح الديكة ,  
كانت تقوم لتمارس رياضتها الصباحية , متمثلة بالمشي في جوانب المنزل الكبير المترامي الاطراف 
لتتفقد حاجات ذلك البيت واغراضه التي لم يكن يطمع بها سارق ابدا ..  
 
كانت تستعد لصلاة الفجر , استعدادا ,  
ومع فطرتها النقية , كانت تعتبر الامر الديني مقدسا , لا يمكن المساس به ..  
 
بعد الفطور كانت تعمل لها شايا , وتبدا بتسخين تنور الطين , لعمل خبزا صباحيا شهيا ..  
 
كان جدي , الامي , الذي لا يعرف القراءة والكتابة , هو الاخر كجدتي , يعيش حياة بسيطة بدون تعقيد ...  
 
هذه الفطرة السليمة التي يعيشانها , كانت تقودهما الى الاعتقاد الراسخ بامر الدين  
وان كل ما ياتي عبر رجال الدين , وعبر الدين نفسه , هو شيء واجب , ولا يخالفانه ابدا .. 
 
هكذا كان كل اهل ذاك الزمن ,  
مع عدم مواكبتهم للتطور , وعدم تعلمهم العلوم المختلفة , ولم يكونوا يعرفوا شيئا عن القراءة والكتابة ...  
الا انهم كانوا يعيشون يقين الاعتقاد , ولا تتزعزع عقائدهم ابدا ...  
 
لم يكونا (جدي وجدتي) قد مارسا حقهما الديموقراطي في الانتخاب الحر , في زمن البعث الصدامي  
 
فقد كان يذهب جدي , ليضع بطاقة قد اعدت مسبقا , فيها علامة (صح) على المربع الذي فيه صدام , وهو ينافس صدام .. 
 
فلم يكن لديه القرار كباقي افراد شعبنا ..  
 
بعد تغير الحال والاحوال , شهد جدي وجدتي بعد عمرهما الطويل , اول تجربة , تفيد بان مصير بلد سيتقرر بصوتهما , واصوات الاخرين ..  
 
و لفطرتهما السليمة , كانت اعينهم تتجه نحو مدينة النجف الاشرف , ينتظرون نصائح ترد من هناك ...  
 
و ذهبا في يوم العرس الانتخابي , وهما موقنان من صوتهما , وسيذهب لخدمة المذهب والتشيع ...  
 
ومضت فترة , لم يكن من اختاروهم يفكرون الا بانفسهم ,  
لم تكن جدتي ولا جدي , قد حصدا شيئا من ذي قبل سوى الام اعتقال ابنائهم واعدام بعضهم والتضييق عليهم  
حتى اثقلت كاهلهم السنين , وشابت قلوبهم ايام الشباب !!! 
 
وكانا ينتظران , ممن اختاروهم , ان يمسحوا عنهم تعب السنين وامواج الالم .. والامل معقود بمن عاشوا نفس معاناتهم , وجاهدوا نفس جهادهم , وناضلوا من اجل حقوقهم ..  
 
ولم ينزل غيثهم عليهم , ولم ينزل المطر ...  
 
وجاء موعد الزواج الثاني , وقالا , سيكون افضل من الاول , وانتخبا , نفس اول الامر ...  
 
ولم يواسيهما احد ... ولم يحدث أي تغير ...  
 
لكن التغير , بين جدي وجدتي , ظهر اخيرا , في العرس الثالث .. 
فقد انقسما بينهما , كانقسام (ربعنا الشيعة السياسي) ..  
وكل اخذ يدافع عن جهة , ويعتبرها هي الافضل ...  
 
ومع ان نقاشهما ساذج , ومن منطلق بسيط ,  
لكنهما قررا ان يصوتا كل منهما لاحد الاطراف ...  
 
وتوالت بينهما حملات الاقناع , واحد يريد ان يقنع الاخر ..  
 
واصبح كليهما , يؤيد طرفا ,  ويطعن الطرف الاخر ...  
هذه المرة , اصاب جداي , انحراف يعتبر خطير ... 
 
فقد كانا يضعان نصب اعينهما , الى رجال الدين , و تعليماتهم التي تصدر من النجف ...  
ولكنهما هذه المرة , اعتمدا على اجتهادهما وقناعاتهما , ولم يسألا احدا عن صحة اختيارهما ... 
 
اصبح الشرخ في افكار جدي , وافكار جدتي , كبيرا  
واصبح كرههما للطرف الاخر من الانتخاب كبيرا ...  
 
حتى صارا , يلاحظان المشهد ... 
فاذا اراد من انتخباهما ان ينضما مرة اخرى , ويتحالفا ... 
شن جدتي وجدي , حملة ضد من انتخبوهم , بانهم خانوا المبدا والميثاق  
 
واشارا انهم انتخبوهم حتى لا يتحالفوا مع الطرف الاخر ...  
 
وتستمر حكياتهما , وانقسامهما , ونقاشهما ...  
 
مررت بمشهدهما , ونظرت لنقاشهما ...  
وقلت على أي كاهل احمل هذا ؟؟؟ 
 
اعلى جدي ؟ 
ام جدتي ؟؟  
 
ام على من رفض ان يدخل بقائمة شيعية موحدة في الانتخابات ؟؟ 
 
قارئي الكريم ,. انت ما رايك ؟؟ 
على من تضع اللوم ؟ 
  
		
 |