عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية اميرة القطيف
اميرة القطيف
عضو برونزي
رقم العضوية : 32766
الإنتساب : Mar 2009
المشاركات : 1,043
بمعدل : 0.19 يوميا

اميرة القطيف غير متصل

 عرض البوم صور اميرة القطيف

  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي !۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩خفايا البرزخ "2" ۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩
قديم بتاريخ : 04-07-2009 الساعة : 12:09 AM



نلتقيكم مع الجزء الثاني من "خفايا البرزخ"

من حضرني الموت صورة اتصورت
عقدت الساني ورجف وجداني
حضر ملك الموت والعصرة دنت
يسلب الروح وتظل ابداني
ودارت الدنيا عليه بالعجل
وصار عد عيني ركام أعمالي
وشفت أهوال القبر قامت تحوم
ولن حليب أمي طفر قدامي
انسحقت إعظامي سحق مثل الطحين
وغبت عن وعيي لشد آلامي
وشفت منكر يايني ويايب نكير
وأول ألنشده صحيح إسلامي
قال :اسمك ؟ ومن شدة ألخوفه نسيت !!
قال :اسمك ؟ ومن شدة ألخوفه نسيت !!

تصفُ لنا هذه الأبيات حالة الموالي بعد الدفن الموالي
مؤدي جميعا لواجبات العبادية
إلا إنّ هناكب عض الشوائب التي لا يخلوا منها كل من هو خارج العصمة
بغض النظر عن تفاوت تلك الشوائب
فكيف الحال بمن كان مقصراً في عبادته والتي هي الهدف من خلقه حيث يقول الله سبحانه
َ‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق وماأريدأن يطعمون‏َ
‏[‏الذاريات‏:‏ 56،75‏]‏
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة, فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له
والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة,فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ, ومركب عبورلا منزل حبور,ومشروع انفصام لا موطن دوام‏.
فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد,وأعقل الناس فيها هم الزهاد‏.

‏قال الله تعالى‏:‏ً‏إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍأنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعامحتى إذا أخذتالأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهمقادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراًفجعلناهاحصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون‏َ
‏[‏يونس‏:‏ 24‏]‏
فعلى هذا إنقسم البشر إلى قاصر لم تصل إليه الأوامر الإلهية
ليتعلمها ومقصر لم يكلف نفسه التعلم رغم توفر السبل لديه...

وهنا تبدد المشهد الأول وعادت الظلمة التي يشوبها الحزن وسرعان ما زال السؤال الاول عني وغزاني ألمٌ يفتت الروح وحزنٌ غير معالم المشهد وقفت وقفة أمل أتذكر الأصحاب والأحباب والإخوان والمعارف من كانت تجمعني بهم علاقة حميمة في دار الدنيا فبدأت أشعر بغربة ..
وبدأت أتسائل هل ستستمر غربتي ؟؟
انتابتني رعشةٌ وشعرتُ بإهتزازاتٍ عظيمة في روحي وأخذ الدمع مني مأخذه
وفجأةً شممتُ ريحاً طيبة تأخذ بتلابيب القلب حاولت إن التمس اتجاهها
فإذا بشابٍ حسنَ الوجه إقترب مني وكفكف دموعي المنسابة بحرقة
فوجدتني دون شعور اردد : تبارك الله احسن الخالقين ..
ثم سألته بصوت واضح :
من انتَ ايها الملاك الرحيم أنتَ بمثابة الرحمة المنزلة علي في هذه اللحظات المؤلمة ..
فأجاب مبتسماً:
لست غريبا وهذه الديار تعرفني..
ثم لا عليك سأكون لك قرينا ًورفيقاً ومؤنساً في هذا الطريق...
فقلتُ لهُ: لم أرى في عالمي السابق بجمالك وجلالك ابداً...
فقال: متبسماً لك الحق بعدم معرفتي فقد كنت مهملاً في عالمكم ..
فأنا ثمرةٌ لأعمالك الصالحة واسمي(حسن ) وأنا سأكونُ رفيقكَ في هذا الطريق والمنزلق الوعر..

وبينما كنا نسير أنا و حسن شدني صوتٌ رهيب ..!!
فنظرت الى ناحية الصوت فإذا بشخصينِ عظيمين الجثة أسودينِ تتطاير من أفواههما وانفيهما النيران والدخان,وشعرهما يخطُ على الارض
يحمل كل منهما عمودا ضخما من حديد..!!
واضطربت أيما إضطراب وأرتعدت فرائصي
وقلت الى :حسن من هؤلاء؟؟.أخشى أن يكونا متجهين نحونا
تبسم حسن وقال: لا تخف فهؤلاء منكر ونكير..!!
متوجهان نحو كافر قد جاء لتوه من الدنيا ليسألاه كما سألاك
قلت : لهما شكلٌ مرعب ومخيف..
. قال :هذا ما يستوجبهُ الكفار بأعمالهم
ومضى قليلٌ من الوقت وسمعتُ صوت سقوط شي ما هز الارض تحت اقدامي ولما سألت حسن عن السبب ؟؟.
أجاب: إنها ضربةٌ نزلت على ذاك الكافر
واسترسل قائلاً: من الآن فصاعداً ستسمعُ الكثير من هذه الأصوات التي تهتز منها الأرض...

ذهب حسن وبقيت وحدي أفكرُ وأقول ياحسرتي على ما فرطتُ في جنب الله إلا أن الندم لا ينفع الآن...
فقد أُغلق باب التوبة ,,
بينماأنا في هذا الهم والغم ...

وإذ بشخصين أمامي أحداهما حسن الوجه والآخر قبيح
جلس أحداهما عن يميني والآخر عن شمالي وهما يشمانَ كلَ عضو من أعضائي..
من أخمص قدمي حتى هامة رأسي ويكتبا شيئاً في ورقة طويلة بيديهما
ومعهما عُلب صغيرة وكبيرة..!!
ليضعا فيها شيئا ويختمانها بالشمع الأحمر ,,
وكانا يكررا أسماءً لبعض الأعضاء كالقلب , العين , الأذن , اليد واللسان ..!!!
ويتحدثان ثمَ يعودا مرةً أخرى للشم ثم يكتبان ,
كنتُ شديد الخوف منهما
ولكني أدركت أنهما يضبطان حسناتي وسيئاتي ...
بعد أن أنتهى كل شيء...
طويا السجل وعلقاه برقبتي...
ثم جمعا تلك العلب في كيس ووضعاه فوق رأسي
ثم أتيا بقفص من الحديد فوضعاني فيه...
وأخذا يديران ما فيه من مقابض ولوالب حتى أخذ القفص يضيق ويضيق وأحسست بأن نفسي ينقطع شيئاً فشياً
والقفص يضيقُ أكثر وأكثر حتى أحسست بأن عظم ظهري قد التصق ببطني
وتكسرت عظامي واعتصر كل مافيّ من دهن , فقدتُ الوعي ولم أدرك شيئاً ,


وعيت بعد ذلك وأنا في حجر حسن وأنظر لنفسي فقد كانت عظامي محطمة وأنفاسي ثقيلة وكلماتي متقطعة وصوتي ضعيف ودموعي منسابة ..وصرت أعاتب حسن كيف تركني لوحدي


إلا أن حسن أخذ يهون علي قائلاً :إن هذه المرحلة طبيعية في هذا العالم ولا يُستثى منها أحد

أن هذا القفص الذي ظننته من حديدما هو الا خليط من الأخلاق الذميمة عند الإنسان تتحول في هذا العالم إلى قفص وتسمى هذه المرحلة
بضغطة القبر...
كان يمر بيده على جسمي فتعود الأعضاء المهشمة سليمة كما كانت ويزيل الألم ..

نظر حسن إلى الكيس الموجود على رأسي
فقال: إن هذا الكيس كيسك أفتحه لترى ما يحتويه , فتحته وإذا بعلب مختومة قد كُتب على بعضها (زاد المنزل الفلاني) , !!
وبعضها الآخر (أخطار المنزل الفلاني وعقباته)..!!
سألته عن العلب فقال : هي ساعاتالليل والنهار من عمرك التي قضيتها وأعمالك الحسنة والسيئة فتبقى هذه الأعمال حتىتصبح كالعلبة المختومة .
سألته: وما هذا المعلق في رقبتي ؟
قال : هذه صحيفة أعمالك تبقى معكإلى يوم الحساب
َوكُلَّ إنسانٍ ألْزَمْنَاهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُيَوْمَ الْقِيامَةِ كِتابَاً يَلْقَاهُ مَنْشُورَاً ََ

قال لي: زادك قليل للسفر أمكث هنا لبضعة أيام لعله يأتيك شيء من أهلك وأقربائك يزيد في زادك
وإذا لم يصلك شيء أذهب لزيارةأهلك ليلة الجمعة فلعلهم يتذكرونك بشي من الرحمة والمغفرة ,,
مكثت لأيام ولم يصلني شيء وحزنتُ لهذا أشد الحزن ..
وفي ليلة الجمعة مضيتُ لزيارة أهلي كهيئة الطير ووجدت زوجتي وأبنائي يعدون الطعام لعمل مأتم باسم الإمام الحسين لي ولكني رأيت أن عملهم لا ينفعني في شيء لأن هدفهم الحقيقي هو إعلاء سمعتهم أمام الناس وليس من أجلي
عُدت إلى منزلي في المقابر بحال من اليأس والهوان
ودخلت قبري فوجدتُ حسن جالسٌ وبين يديه طبقٌ من التفاح ..!!!
فسألته منأين لك هذا ؟؟؟
فأجاب : أن أحد المارة جاء لزيارة قبركَ وقرأ لك الفاتحة وهذا هو ثوابها
وزاد زادي للسفر ,,

وبينما أنا جالساً مع حسن وإذابي أراه قائماً على قدمية ليرتب الغرفة
ويضع كراسي منالذهب والفضة ويرتب المائدة
فسألته باستغراب: لماأنت منهمك في ترتيب الغرفة ونحن مسافرون ؟!؟
فأجابني :قد سمعت أن الأئمةوأبناء الأئمة والعلماء التي قمت بزيارتهم في الدنيا سيقومون بزيارتك في هذا المكان لأداء حقك
ففرحِتُ وابتهجت وزال عني كل ما أهمني من زيارتي لأهلي
فقلت لحسن :لكن حجرتي صغيرة؟!
أجابني: أنها فعلاً صغيرة ولكن تتسع بحضورهم..
بينما نحن في كلامنا إذ حضروا فما أبهاهُ من حضور بوجوههم النيرة وعظمتهم وجلس كل واحد منهم حسب منزلته , تقدمهم أبو الفضل العباس عليه السلام وألتفتُ إلى حسن وسأله :
إن كان تَسلم تذكرة عبور من أبيه أمير المؤمنين علي أم لا ؟؟
فأجاب حسن بالإيجاب ثم تلى :
َيَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إنْ اسْتَطَعْتُم أنْ تَنْفُذُوا مِنْ أقْطَارِالسَّماواتِ والأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَان ََ
ثم ألتفت ألي وقال :أُبشركب الفلاح , فإن سلطان ولاية أبي هي تذكرة نجاتك

فرحتُ وصارت دموعي تجري من شدة الفرح,
فسمعت أحدهم يقول لي : لا تخشى شيئاً في رحلتك المحفوفة بالأسرار المملوءةبالمخاطر ,ولا تيأس من خلاصك لأن هؤلاءالعظام وآبائهم المعصومين لن ينسوك فإن قدومهم كان بإمر من آبائهم فهم يدركون شيعتهم ومحبيهم ولكن الهدف من هذه الزيارة حتى تطمئن..
كما أن السيدة زينب تُبلغك سلامها تقول:لك أنها لا تنسى مسيرتك لزيارة أخيها الحسين مع ما كنت تلاقيه من الصعوبات

فقلت :السلام عليكِ سيدتي ومولاتي يا زينب ورحمة الله وبركاته ..



نلتقيكم بإذن الله الإسبوع القادم مع الجزء الثالث والآخير من
(خفايا الموت)




توقيع : اميرة القطيف
من مواضيع : اميرة القطيف 0 ~ في اعماق المنتدى العام فلنبحر 3~ ْ
0 غزل بسات
0 °ˆ~*¤®‰« ô_°خوف عاقبته أمان°_ô »‰®¤*~ˆ°
0 تعزية للإمام صاحب العصر والزمان وللنبي ولأهل البيت جميعاً
0 {$"~ مشو على الرمال دون أن يتركوا أثر ~"$}
رد مع اقتباس