عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مصطفى الهادي
مصطفى الهادي
باحث عقائدي
رقم العضوية : 63498
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 108
بمعدل : 0.02 يوميا

مصطفى الهادي غير متصل

 عرض البوم صور مصطفى الهادي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي اصناف الصحابة في الأديان وفي القرآن .من أين جاء مصطلح الصحابة؟
قديم بتاريخ : 15-06-2021 الساعة : 05:56 PM


اصناف الصحابة في الأديان وفي القرآن .من أين جاء مصطلح الصحابة؟
مصطفى الهادي.
عبادة الاشخاص من اخطر العبادات وأضرها على ألإنسان وهي وراء سفك الدماء وخراب البلدان وزوال ألحضارات والمجاعات، وهي وراء استعباد العقول أيضا. ولذلك وجب الحذر كل الحذر من الركض وراء الاشخاص من دون تفكير او دراسة.

ولعل من اخطر أنواع العبادة هي تلك التي تصاحبها قدسية فتضفي على بعض الاشخاص قدسية وهالة غير شرعية لم يُنزل الله بها من سلطان بل أن أهل المصالح والأهواء هم من اضفى عليهم هذه القدسيات الزائفة. ويقف وراء ذلك أنانية الإنسان ومصالحه الضيقة التي يكون الحسد اساسها الذي تقف عليه وتنطلق منه.

نحتكم إلى القرآن فهل نرى فيه عدالة مطلقة للصحابة، أو أننا سنرى العكس من ذلك ، لا بل هل وردت اصلا كلمة صحابة في القرآن؟ والقرآن لا يأتيه الباطل فيما أخبر عما مضى ولا فيما أخبر عما يكون.

ولابد أن نقول أولا :
لم ترد كلمة الصحابة او اصحابي ولا مرة في القرآن بالمعنى الشائع المتعارف عليه اليوم. ولكنها وردت في معان اخرى وكلها ذم وقدح مثل : (أصحاب النار ، أصحاب الجحيم،وأصحاب السبت). ووردت مرة واحدة مثل قوله : (إذ يقول لصاحبه لا تحزن أن الله معنا).(1) وقد شرّق القوم وغرّبوا في تفسير هذه المفردة (صاحبه). وكلٌ انطلق في تفسيرها مذهبيا. مع أنها تُفيد للكافر والمشرك وصحبة الحيوان.والآية لا تصرّح بوجود شخص أبي بكر في الغار،فهي مبهمة، لأن هناك روايات تشير إلى وجود أبي بكر في المدينة في مسجد قباء يصلي خلف سالم مولى أبي حذيفة ليلة هجرة النبي (ص).(2) وأن الذي كان مع النبي في هجرته هو : عبد الله بن أريقط بن بكر. وليس ابو بكر. لان الآية تذكر وجود اثنين في الغار ، فأين ابو بكر مع وجود الدليل. المفروض يصبح العدد ثلاث.

من كل ذلك نسأل من أين جاء المسلمون بهذه المفردة واستخدموها هذا الاستخدام الواسع حتى اصبحت من علامات الكفر والأيمان. ولدى البحث في آيات القرآن لم نجد لها ذكرا، ولكن عند البحث في (التوراة والإنجيل) وجدنا أن كلمات مثل : (صحابي ، اصحابي ، اصحابه ، صحابة) وردت مئآت المرات بعضها يخص اصحاب الأنبياء وبعضها مذموم لا بل رأينا أن الكتاب المقدس يقوم بالتحذير من أفعال الصحابة فيما بينهم : (احترزوا كل واحد من صاحبه،كل صاحب يسعى إلى الوشاية، ويختل الانسان صاحبه ولا يتكلمون بالحق، علموا ألسنتهم التكلم بالكذب والافتراء، لسانهم سهم قتّال يتكلم بالغش.بفمه يُكلم صاحبه بسلام،وفي قلبه يضع له كمينا).(3)

ومن خلال استعراض كلمة (الصحابة) في الكتاب المقدس تبين أن عرب الجزيرة ونتيجة لاحتكاكهم مع اليهود والنصارى طابت لهم هذه التسمية فأخذوها عنهم وقد أنبأهم النبي محمد صلوات الله عليه بأنهم سوف يتبعون اليهود والنصارى : باعا بباع وذراع بذراع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا جحر ضب دخلوه ورائهم.(4) والقرآن يؤكد لنا ذلك حيث يُشير لنا بأن كلمة (أصحاب) من متعلقات اليهود كما نقرأ في سورة الشعراء ، 61 : (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون).ولم تنفعهم صحبة موسى لانهم بمجرد أن عبروا البحر عبدوا العجل وحاولوا قتل هارون. و القرآن يطلق على من آمن بالنبي (المسلمون ، المؤمنون ، الأتباع) مفهوم الصاحب حيادي لا يدل على مدح أو ذم، فأبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف هم صحابة النبي، وهو صاحبهم : (وما صاحبكم بمجنون).

البحث : يذكر لنا القرآن طبقات الصحابة كالتالي :

1- السابقون الأولون. فيقول تعالى عنهم : (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان).(5)

2- الذين بايعوا تحت الشجرة : (لقد رضي اللهُ عن المؤمنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة).(6)

3- المهاجرون: (المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم).(7)

4- أصحاب الفتح. وهم الذين ذكرهم الله تعالى في آخر سورة الفتح.(

5- المنافقون ، وهم قسمان. المنافقون المشهورون ، والمنافقون المتسترون.

6 – المنافقون المشهورون ، وهم الذين كانوا يُجادلون ويُظهرون نفاقهم مثل قوله تعالى عنهم : (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك رسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).(9) وقد انزل الله تعالى سورة كاملة بحقهم ذكر فيها بعض افعالهم.

7- المنافقون المتسترون ، وهم بعض الأعراب وبعض من يسكن المدينة وقد ذكرهم القرآن بقوله : (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة .. لا تعلمهم نحن نعلمهم).(10)

8- صحابة مرضى القلوب ، وهم حلفاء للمنافقين ، قال عنهم تعالى : (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض).(11) وهؤلاء هم الذين تنطق السنتهم بالعدالة ولكن قلوبهم مليئة بالحقد.

9- السمّاعون اصحاب الاراجيف والإشاعات قال عنهم تعالى : (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا .. يبتغون الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليهم بالظالمين).(12) فجعلهم الله ضمن زمرة الظالمين.

10- التائهون من الصحابة هؤلاء خلطوا العمل الصالح بالسيئ ، قال عنهم تعالى : (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا).(13) وهؤلاء مثل الذي يشرب الخمر ويُصلي.

11- صحابة جاهليون ، قال عنهم تعالى : (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية).(14) وهؤلاء اقرب وأسرع في الارتداد عن الدين.

12- صحابة جهّال لا عقل لهم : (إن الذين يُنادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون).(15)

13- صحابة فسّاق ، قال عنهم تعالى : (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).(16) وكذلك قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).(17) وقد نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط.

14ـ صحابة طلقاء. لا تصح الخلافة ولا الزعامة او الرئاسة لهم.

15- صحابة مؤلفة قلوبهم. يأخذون المال مقابل إسلامهم.

والغريب أنه بعد تقسيم القرآن لأنواع الصحابة وتصنيفهم ووضوح ذلك وبيان النبي صلوات الله عليه وآله لحالهم وقيام النبي بذكر بعض اسماء المنافقين للصحابي (حذيفة بن اليمان).إلا أننا نرى طائفة كبيرة من المسلمين وضعوا قواعد في تحريم الخوض في سيرة الصحابة وأفعالهم. وكل من يبحث في سيرة صحابي سوف يرمونه بالزندقة والمروق من الدين.

ومن أغرب الأمور أن الله خصص ثلث القرآن في ذكر هذه الشريحة من الصحابة المنحرفة الحائدة عن طريق الحق ولو تابعتم سور مثل : (البقرة ، آل عمران، المائدة، التوبة، العنكبوت، الأحزاب ، الفتح. محمد ، الحديد، المجادلة ، الحشر، والمنافقون).(18) لعرفتم أن المنافقين والمنافقات ومن شاكلهم كانوا قوة هائلة يُحسب لها الف حساب. هذه العصابة هي التي اخبرنا تعالى بأنهم سيرتدون بعد وفاة النبي صلوات الله عليه وآله وهم الذين أسسوا دولة الاسلام التي نراها اليوم.

ولم تكن ظاهرة النفاق والفسق وغيرها من مختصات الدين الاسلامي ابدا. بل هي ظاهرة عامة شملت كل الأديان وهي من ابغض الافعال إلى الله كما يقول : (فإن الله يبغض المنافق ونفاقه على السواء).(19) وكذلك نقرأ مثلا وصف النبي هوشع لبعض اصحابه قائلا لهم : (لقد حرثتم النفاق، حصدتم الإثم، أكلتم ثمر الكذب).(20) ويقول الكتاب المقدس بأن المنافقين لا يتورعون عن نيل رضا الحاكم الظالم من اجل أن يكونوا رجال دين كبار كما نقرأ من توسل كبير حاخامات اليهود وهو يتوسل للإمبراطور (ديمتريوس) لكي يصبح كاهنا أعظم : ( فأتاه جميع رجال النفاق والكفر من إسرائيل وفي مقدمتهم ألكيمس، وهو يطمع أن يصير كاهنا أعظم).(21)

وموسى (ع) ضج إلى الله من أصحابه الذين عبدوا العجل وحاولوا قتل أخيه حتى صرخ موسى إلى ربه طالبا الحماية منهم : (صرخ موسى إلى الرب قائلا : ماذا افعل بهذا الشعب؟ بعد قليل يرجمونني).(22) وهي نفس صرخة أخيه هارون : (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني).(23)

وهذا عيسى عليه السلام مع وداعته وسلامه يفقد صبره بسبب تعامل اصحابه معه فيصرخ في أعز أصحابه بطرس قائلا : (اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله ولكن بما للناس).(24)

وآخر من أصحاب عيسى الكبار (يهوذا) يبيعهُ لليهود بثلاثين قطعة من الفضة لكي يقتلوه : (وقال: ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمهُ لكم؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة).(25) وهذا ما حصل لنبينا محمد (ص) عندما خذلوه في معركة أحد وسلّموه إلى سيوف المشركين.

ومن المعروف أن علامة المنافق أنه يكره اوصياء الأنبياء لأن هؤلاء هم علامة معرفة المنافق من المؤمن كما ورد في اكثر الأحاديث من أن حب علي إيمان وبغضه نفاق.(26) والأديان السابقة تؤكد ذلك فتُبين علامة المنافق أنه يستهين بالصدّيقين (خلفاء الرسل بعدهم) كما نقرأ : (أما المنافقون فسينالهم العقاب ، إذ استهانوا بالصدّيق، وارتدوا عن الرب).(27) فبيّن تعالى أن بغض الصدّيق علامة من علامات الارتداد عن الدين. (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).(28)

وهناك اصناف أخرى للصحابة لم نذكرها ومنهم مثلا: الكاذبون ، القاسطون ، المارقون، الناكثون ، المنقلبون.وفي الاحاديث النبوية اصناف كثيرة ونظرا لكثرتهم قال أحد الصحابة وهو العارف بحالهم : (لو مات المنافقون لخلت شوارع المدينة من الناس).(29)
فهل بعد معرفتنا لكل ذلك لازلنا نركض وراء كل من هب ودب أو صقع ولكع.

المصادر:
1- سورة التوبة آية : 40.
2- ذكرت بعض مصادر أهل السنة أن النبي خرج مهاجرا وحيدا فريدا ومن هذه المصادر: مسند أحمد:ج1 ص : 331 . و المستدرك ج3 ص : 133. و: فتح الباري ج7 ص:8. و : سنن النسائي : ج5 ص : 113. وشواهد التنزيل ج1 ص : 135.
3- سفر إرمياء 9 : 4 ـ 8.
4- صحيح البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء الجزء الرابع ص : 169. (لتتبعن سنن من قبلكم باعا فباع، وذراعا فذراعا، وشبرا فشبرا، حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتم معهم. قيل: يا رسول الله (ص) اليهودُ والنصارى، قال:فمن إذا؟).
5- سورة التوبة آية : 100.
6- سورة الفتح آية: 18.
7- سورة الحشر آية : 8.
8- (محمد رسول الله ۚوالذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ... وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). سورة الفتح آية : 29.
9- سورة المنافقون آية : 1.
10- سورة التوبة آية : 101.
11- سورة الأحزاب آية : 12.
12- سورة التوبة آية : 45.
13- سورة التوبة آية : 102.
14- سورة آل عمران آية : 154.
15- سورة الحجرات آية: 4.
16- سورة السجدة آية : 18.
17- سورة الحجرات آية : 6.
18- أنزل الله تعالى أكثرَ من ثلاثمائة وأربعين آية تكشف بواطن المنافقين وتُجَلِّي للمؤمنين صفاتِهم وتُبْرِزُ مواقِفَهم.
19- سفر الحكمة 14 : 9.
20- سفر هوشع 10 : 13.
21- سفر المكابيين 7 : 5.
22- سفر الخروج 17 : 4.
23- سورة الأعراف آية : 150.
24- إنجيل متى 16 : 23.
25- إنجيل متى 26 : 15.
26- في سنن الترمذي باب مناقب علي بن ابي طالب الجزء 12 صفحة 180 رقم الحديث 3651 عن ام سلمة قالت (كان رسول الله (ص) يقول لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن).
27- سفر الحكمة 3 : 10.
28- سورة البقرة آية : 217.
29- سمع حذيفة رجلا يقول : اللهم أهلك المنافقين. فقال : يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم طرقكم من قلة السالكين).مدارج السالكين ، لابن القيم ج : 1 ص : 364.وفي رواية ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج1 ص 135. قال : (لو خلق الله للمنافقين أذنابا ما وجد الناس أرضا يمشون عليها).وقال : (أدركت ثلاثين من أصحاب النبي (ص) كلهم يخافُ على النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقولُ إنه على الإيمان).كل ذلك وفي رأي الأكثرية أن الصحابة كلهم عدول اجمعين اكتعين كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.


توقيع : مصطفى الهادي
إن كنت لا تراه فهو يراك .


من مواضيع : مصطفى الهادي 0 قالوا يا موسى إن فيها قوما جبّارين.
0 هل أمر موسى أمته بالصيام ، وماذا عن عيسى؟
0 انظر مع من تكون.
0 هل كان عليٌ مع الأنبياء. ومن هو إيليا ؟.
0 متى اختفى اسم فلسطين؟
رد مع اقتباس