عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية س البغدادي
س البغدادي
شيعي حسيني
رقم العضوية : 69152
الإنتساب : Nov 2011
المشاركات : 18,859
بمعدل : 4.14 يوميا

س البغدادي غير متصل

 عرض البوم صور س البغدادي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : س البغدادي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-05-2013 الساعة : 11:13 PM


يقول يوحنا في رؤياه الثانية عشر من سفر الرؤيا : ( وظهرت آية عظيمة في السماء ؛ امرأة متسربلة بالشمس , والقمر تحت رجليها , وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً , وهي حبلى , تصرخ متمخّضة ومتوجّعة لتلد .

وظهرت آية اُخرى في السماء ؛ هو ذا تنين عظيم أحمر , له سبعة رؤوس وعشرة قرون , وعلى رؤوسه سبعة تيجان , وذنَبه يجر ثلث نجوم السماء , فطرحها إلى الأرض .

والتنّين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتّى يبتلع ولدها متى ولدت , فولدت ابناً ذكراً عتيدا أن يرعى جميع الاُمم بعصا من حديد , واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه .

والمرأة هربت إلى البرية ؛ حيث لها موضع معدّ من الله لكي يعلوها هناك .

وحدث حرب في السماء ؛ ميخائيل وملائكته حاربوا التنّين , وحارب التنّين وملائكته . ولم يقووا ؛ فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء ؛ فطرح التنّين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يظل العالم كله.

طُرح إلى الأرض , وطُرحت مع ملائكته . وسمعت صوتاً عظيماً قائلاً في السماء : اليوم يوم الخلاص , القوة والملك لله ربنا وسلطان مسيحه .

من أجل هذا افرحي أيتها السماوات والساكنون فيها , ويل لساكني الأرض والبحر ؛ لأنّ إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم , عالماً أنّ له زماناً قليلاً .

ولما رأى التنّين أنه طُرح إلى الأرض اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذكر , فأُعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية , إلى موضعها حيث تُعال زماناً وزمانين ونصف زمان من وجه الحية .

فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماءً كنهر لتجعلها تُحمَل بالنهر , فأعانت الأرض المرأة . وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنّين من فمه , فغضب التنّين على المرأة , وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله )(رؤيا يوحنا 12 / 1 ـ 17) .

ولم يتمكّن علماء الكنيسة من تقديم تفسير واضح منطقي لهذه القصة وهذه الأوصاف ؛ فتارة يقولون : إن المقصود بالمرأة هي الكنيسة نفسها ، لكن هذا التفسير يصطدم بسؤال : كيف تلد الكنيسة ابناً ؟

ثم إنّ الكنيسة لم تظهر إلاّ في عهود متأخرة , ولم تكن على زمان عيسى (عليه السّلام) , فيكف يُدَّعى أنّ المقصود بالمرأة هي الكنيسة , وأنّ الابن الذي ستلده هو المسيح ؟!

وبعضهم ادعى أنّ المرأة المقصودة هي مريم العذراء (عليها السّلام) ، لكن هذا المعنى لا يستقيم ؛ فإنّ مريم (عليها السّلام) لم تكن لها ذرّية سوى ابنها المسيح (عليه السّلام) ، وليس لها (شمس) و(قمر) و(اثنا عشر كوكباً) , وهي لم تدخل في صراع مع تنّين أو حية يريد أن يبتلع أبناءها الذين يحملون شريعة الله .

أمّا ادّعاء بعضهم بأنّ الكواكب الاثني عشر التي تشكّل إكليلاً يزين رأس تلك المرأة هم حواريو عيسى الاثنا عشر , فهو ادّعاء مردود أيضاً ؛ بحكم ما ورد بحقِّهم على لسان عيسى نفسه في الإنجيل من تقريع وتشكيك في إخلاصهم لرسالته ؛ فهو تارة يؤنّبهم مخبراً إياهم بأنهم سيشكّون به في المحنة ، وتارة يوبّخهم لتردّدهم في إيمانهم بمعجزاته . ثمّ ما علاقة المرأة بهؤلاء ؟! هل هم أولادها حتّى يقال : إنّ ثمة علاقة بينها وبينهم ؟!

وحقيقة الأمر أنّ رؤيا يوحنا هذه جاءت لتروي لنا باُسلوب درامي كنائي ملحمة آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ضد أعداء الله الذين يريدون أن يطفئوا نوره ويأبى الله إلاّ أن يتمّه .

فالمرأة القدّيسة هي الزهراء (سلام الله عليها) ، والشمس التي تتسربل بها هي كناية عن أبيها المصطفى (صلوات الله عليه وآله) ، والقمر الذي تستند عليه هو كناية عن بعلها أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ، أمّا الكواكب الاثنا عشر فهم الأئمة الاثنا عشر من أبنائها (عليهم السّلام) الذين يخوضون دوماً صراعاً مع تنّين يمثّل الشر والفساد والكفر ، فيبتلع أحدهم , وليس هو سوى الحسين (عليه السّلام) .

لماذا الحسين (عليه السّلام) ؟ فلنترك الإجابة لنبي الله إرميا (عليه السّلام) إذ يقول : ( اصعدي أيتها الخيل , وهيجي أيتها المركبات , ولتخرج الأبطال ... فهذا اليوم للسيد ربّ الجنود (الله تعالى) يوم نقمة للانتقام من مبغضيه ؛ فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم ؛ لأنّ للسيد الرب ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات )(إرميا 46 / 7 ـ 10) .

فمن هو يا ترى ذبيح الله عند نهر الفرات سوى الحسين (عليه السّلام) ؟ ومن هو الشمس , ومن هو القمر ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( أنا الشمس وعلي القمر )) ؟ أسئلة تحتاج من القساوسة إجابات واضحة .

(*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال قد اُخذ من منتدى الخالدون , وهو منقول عن مجلة المنبر ـ بتصرّف من موقع معهد الإمامين الحسنين (عليهما السّلام)

توقيع : س البغدادي
من مواضيع : س البغدادي 0 السلام عليكم
0 الظهور بين الان والمستقبل
0 الشعائر الحسينية علاقتها بالشيعة
0 الحسين شهيد الكلمة والحريّة
0 ام البنين
رد مع اقتباس