[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ*(38)*قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ غ– وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ*(39)*قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ....

اقول : هناك ايضا اشكالين تحتاج الجواب عليهما لدعم الطرح اللطيف الذي قدمته

1- الآيات اعلاه ، فيها طلب من النبي سليمان ع بان يأتي ( بِعَرْشِهَا ) احد كبار قومه وخاصته وقوة سلطانه ( الْمَلَأُ ) ويظهر ان هذا الطلب يتطلب قدرة خاصة جدا فما فوق لا يستطيع التصدي لها إلا الجن ( عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ / والعفريت اعظم واقوى من المارد ) أو احد اولياء الله الذي يمتلك قدرة إلهية خاصة تمكنه التصرف بعالم التكوين ( كالمعجزة او ما هو قريب منها ) .
اذا كان هذا واضحا ، فان قول عفريت الجن ( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ) يوحي الى انه رغم قدرته على تنفيذ ذلك العمل .
لكنه يحتاج تقريبا من الزمن نهار يوم واحد ( قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ) رغم انه كما وصف نفسه ( لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) وهذا بمجموعه يوحي ان هناك عمل يتطلب قوة من جهة ولكن ايضا يتطلب وقت نهار يوم كامل ! حتى ولو تصدى له عفريت جن قوي معروف بسرعة انتقاله الخاطف لما يتصف بخصائصه الخلقية التكوينية ، وهذا يعني بالمحصلة ان هناك احتمال بعد مسافة وكبيرة بين عرش ملكة سبأ ومقام سليمان ، وإلا لما تطلب كل هذا الوقت منه ! فتأمل .

2- ان مملكة سبأ التي اشار اليها القرآن معروفة تأريخيا عند الباحثين وهي في اليمن كانت في القرن التاسع قبل الميلاد حسب التقادير ولازالت للآن إثارها باقية ( يمكنكم المراجعة والبحث اكثر ) ، لذلك كيف تفسر هذا الاشكال !

تحياتي مع التقدير