عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية أبو علي حمزة
أبو علي حمزة
عضو متواجد
رقم العضوية : 38185
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 76
بمعدل : 0.01 يوميا

أبو علي حمزة غير متصل

 عرض البوم صور أبو علي حمزة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Exclamation الدروس والعِبر من فدك
قديم بتاريخ : 24-07-2009 الساعة : 09:06 AM


الدروس والعِبر من فدك

نَحل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدكاً إلى بضعته الزهراء ( عليها السلام ) بوحيٍ من الله وتعالى : ( فَآتِ ذَاالْقُرْبَى حَقَّهُ ) الروم : 38 ، سنة سبع من الهجرة ، وبقيت بيدها أكثر منثلاث سنين ، فهل تغيَّرت حياة فاطمة الزهراء والإمام علي ( عليهما السلام ) ، حيثأنَّ فدكاً كثير الغلاَّت ، وفيرة الثمار ؟
كلاَّ وألف كلاَّ ، فلم يزل ذلكالقرص من الشعير ، ولم يزل ذلك الملح أو اللبن .
وهناك سؤال يتبادر إلى الأذهان ،وهو : أين تذهب غلاَّت وثِمار وأموال فدك ؟
والجواب : لقد كانت تقسَّم علىالفقراء والمحتاجين من المسلمين ، بينما الإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) يعيشان حياة الزهد ، والعزوف عن الدنيا وزَبَارِجِها وبَهَارِجها .
وهنا تتبادر أسئلة أخرى : لماذااستولى عليها الحُكَّام ، ومنعوا من استمرار إنفاق ثمارها في سبيل الله ؟ ومنانتفاع الفقراء والمحتاجين لها ؟
ولماذا هذا الإصرار من الزهراءوالإمام عليٍّ ( عليهما السلام ) بمطالبتهما بأموال بني النظير وفدك وسهم خيبر ،وبإرث فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من أبيها ، وغير ذلك ؟
فهذا الإصرار على تحدِّي السلطة فيإجراءاتها الظالمة ، ومغاضبة الزهراء ( عليها السلام ) للغاصبين حتى توفِّيَت ،حيثُ أوصَتْ أنْ تُدفن ليلاً ، كل ذلك يجعلنا نتساءل عن السرِّ الكامن وراء تلكالمطالبة ، وذلك الإصرار .
ولعلنا نستطيع أن نستلْهِمَ من ذلكدروساً وعبراً للحياة ، منها:
إنَّ انتصار الحق و تأكيده ،ورفض الباطل وإدانته ، مِن المُثُل الإسلامية العُليا ، التي سَعَى النبي ( صلىالله عليه وآله ) والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) إلى تثبيتها في المجتمعالإسلامي ، والتأكيد عليها في مختلف ظروف الحياة الإسلامية .
فكانت هذه المطالبة شُعلةوَهَّاجَة ، تُنير الدرب أمام المظلومين المغصوب حقَّهم ، وتحرق بوهجها وشَرَرِهاالحُكَّام الظالمين على مَرِّ الأيام والدهور .
إن موقف فاطمة الزهراء ( عليهاالسلام ) في هذا الظرف الحَرِج ، واحتجاجاتها بالدستور الإسلامي القرآن الكريم ،واستشهادها بالصحابة ، يبيِّن مَدَى الانحراف الخطير الذي حدث بمسيرة الإسلاموالمسلمين بعد وفاة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) .
فحاولت الزهراء وعلي ( عليهماالسلام ) تحييد هذا الانحراف وتعديله منذ لحظاته الأولى ، وكان هذا واجبهما أمامالله والمجتمع ، سواء أعادَ الحقُّ إلى أصحابه أو لم يعد .
إن فاطمة الزهراء ( عليهاالسلام ) أعطَتْ درساً لكُلِّ المسلمين من وجوب قول الحق ، والوقوف بوجه الحاكمالغاصب والظالم ، وأنَّه ليس بمنأىً عن الحساب والعتاب والعقاب ، وليس فوق القانونشيء .
وأنَّ الحاكم موجود لِحِمايةالقانون ، والالتزام بما يفرضه الشرع عليه من التزامات في نِطاق موقفه ومنصبه هذا .
إن الاعتراض والمطالبة بالحقوالعدالة ليسَتْ من اختِصاص الرجال ، بل من اختصاص كُلِّ شرائح المجتمع ، بما فيهالنساء ، لأنَّهُنَّ عنصر من عناصره .
إن المطالبة بالحق ، والانتصارلله تعالى ليس مشروط بإمكانية الحصول على الهدف ، وإنما هو تسجيل موقف عقائدي مرتبطبالتصدِّي للانحراف ، ومطالِبٌ بتصحيح الأخطاء ، ومُنبِّه لِمَن غفل أو تغافل عنهذا الانحراف .
وكذلك هو إظهار مواقف كلا الطرفين، من الظالم والمظلوم ، وصاحب الحق ومغتصبِه ، والحاكم والرعيَّة ، فإظهار مواقفالطرفين على حقيقتها أمام المجتمع تؤدِّي إلى تثبيت أُسُس الحقِّ والعدالة ،وتنوُّر فِكر الرعيَّة ، حتى لو كان الظالم شاهراً سيفَه ، أو مفرِّقاً أموالهلشراء العقول ، فإن العقل سيحكمُ ولو بداخل نفسه وتحت أستار ستائره ، بالحق والعدل .
إن فاطمة الزهراء ( عليهاالسلام ) معصومة بِنَصِّ القرآن الكريم ، بالآية الشريفة التي نقَلَها الفريقان :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِوَيُطَهِّرَكُمْتَطْهِيرًا )الأحزاب : 33 .
ومن غير المُمكن أن تطالِب الزهراءبِحقٍّ ليس لها ، لأنَّ ذلك ينافي العصمة ، وغيرها غير معصوم ، وهذا يعني أن كلامها ( عليها السلام ) حُجَّة ، يجب الالتزام به ، وكلام غيرها ادِّعاءً وليس بِحُجَّة .
وأنَّ غضبَها وسخطَها غضبُ وسخطُلله تعالى ، ولا يُخفَى أنها ( عليها السلام ) ماتت وهي واجدة وغاضبة على أولئكالذين أخذوا حقَّها ، واستأثروا به دونها .
وحينما أرادوا زيارتها في مرضِهاالذي استشهدت فيه ، فإنَّها لم تجب بالقبول ، بل قالت للإمام علي ( عليه السلام ) : ( البيتُ بيتُك ، والحُرَّة زوجتُك ، اِفعل ما تشاء ) .
وحينما دخلا عليها وحاولااسترضاءها وبكيا لديها ، أوضحت ( عليها السلام ) أنها غير راضية عليهما ، وأنهماأغضباها .
ولا زالت ( عليها السلام ) غاضبةساخطة عليهما ، لأنها تعرف أنَّهما بَكَيا للتأثير عليها عاطفياً ، وليس عن تراجععن موقفهما ، أو تقديم تنازُلات واعتذارات منهما .
ومعنى ذلك إنهما أرادا استرضائهاولو لَفظياً ، أو الإظهار للناس بأنها راضية عنهما ، وأنها قد استقبَلَتْهُما ، فهيمُقرَّة على أفعالهما ، وقد طابَت نفسُها عن فدك ، وعن حقوقها المغتصَبَة الأخرى .
لكن وصيَّتها بأن تُدفَن ليلاً ،ومن ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل الإمام علي ( عليه السلام ) قد فوَّت الفرصة ،وسدَّ السبيل على كل مُفترٍ مدافع عن الباطل ، ومبرِّرٍ للأفعال اللاأخلاقية ، التيتتابعت على الزهراء ( عليها السلام ) .
ولمْ يبقَ لديهم من سلاح إلا الطعنبالطاهرة بنت المصطفى ( عليها السلام ) ، والانتقاص من شأنها ، وعدم الاعتناء بها ،والنيل من مقامها ، من أمثال قولهم : مَالَنَا والنساء ؟ وكذلك ردُّ طلبها ، وتمزيقكتابها ، وعدم الاعتناء بما تقوله ( عليها السلام ) ، ومطالبتها بالشهود ، وإلخ.


توقيع : أبو علي حمزة
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه
وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً
وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تُسكنهُ
أرضك طوعاً وتُمتِّعهُ فيها طويلاً برحمتك
يا أرحم الراحمين
من مواضيع : أبو علي حمزة 0 اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
0 مجموعة عتابة إنشا الله تعجبكم
0 أول فـــرح يـــبن الحسن عــــــيد الـــولادة
0 أنا شــــعري عــــــن الأطهار من فــاح
0 الدروس والعِبر من فدك
رد مع اقتباس