عرض مشاركة واحدة

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العام
افتراضي استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 2
قديم بتاريخ : 16-02-2014 الساعة : 09:20 AM


إلى أين نلجأ في تعاقيد والتواءات فتن آخر الزمان؟!/ لقد حدّد تاريخ الإسلام أهمّ الأحداث المتوقعة في المجتمع الإسلامي إلى قيام الساعة

كلّما نقترب من آخر الزمان نواجه مزيدا من التعاقيد والالتواءات في الأحداث ما أعيَت الكثير من المحلّلين عن معرفة زمانهم. وقد صرحت الروايات أن الناس لم يعودوا يميزون بين المؤمن والمنافق في ذاك الزمان. فقد روي عن الإمام الرضا(ع): «... إِنَّهُ إِذَا کَانَ کَذَلِکَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ یُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِق»[صفات الشیعة للشیخ الصدوق/ص8]. كما لم يعد تحليل الكثير ممن كنا نعتمد عليهم في آرائهم ومواقفهم نافعا لنا. فقد روي عن رسول الله(ص): «وَ سَتَکُونُ بَعْدِی فِتْنَةٌ صَمَّاءُ صَیْلَمٌ یَسْقُطُ فِیهَا کُلُّ وَلِیجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِکَ عِنْدَ فِقْدَانِ شِیعَتِکَ الْخَامِسَ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنْ وُلْدِکَ»[کفایة الأثر/ص156]. ففي فتن آخر الزمان تتفاقم الأزمات وتتعقد الأوضاع بكل معنى الكلمة. طبعا لم تتعقد ظروفنا لحد الآن ولكن نتوقع أن نواجه المزيد من الالتباسات والتعقيدات في الأحداث. إنه لمسار طبيعي فكل ما يمشي بنا الزمن تتعقد المحن وتزداد الفتن غموضا.

إلى أين نلجأ في هذه الفتن المعقّدة والغامضة؟ فهل يستطيع من يفتقد التحليل الصحيح عن تاريخ الإسلام أن يحصل على إدراك وتحليل سياسي صائب ودقيق عن زمانه؟! فمن الوهم الباطل أن نفترض إمكان معرفة الزمان لأهل السياسية دون معرفتهم بتاريخ الإسلام. فقد حدّد تاريخ الإسلام أهمّ الأحداث المتوقعة في المجتمع الإسلامي إلى قيام الساعة.

إنّ كنا بصدد مقارنة موقف النظام تجاه رؤساء الفتنة في عام 2009 وبين بعض ما حدث في التاريخ، فلابدّ أن نقارنه مع موقف النبي(ص) وأمير المؤمنين(ع) تجاه المتمردين من المؤمنين لا موقف النبي(ص) في عفو مشركي مكة

إن تطبيق القواعد العامة في تاريخ الإسلام على بعض الأزمنة والمواقف بغير صواب والذي ناتج عن عدم الالتفات إلى الظروف السائدة في الأحداث التاريخية، يؤدي بنا إلى الالتباس في فهم القواعد العامة لتاريخ الإسلام وبالنتيجة يؤول إلى خروجنا بتحليلات سياسية خاطئة. لقد أشار أحد النواب الأعزاء في مجلس الشورى الإسلامي إلى موقف رسول الله(ص) تجاه مشركي مكة حيث إنه عفا عن قتلة حمزة سيد الشهداء، ثم انطلق من هذه الواقعة التاريخية مستنتجا أنه لابد لنا من التأسي بموقف النبي(ص) في موقفنا تجاه قادة فتنة 2009.

فهل واقعا في هذه الظروف الراهنة ينبغي لنا أن نتحدث عن موقف النبي(ص) مع مشركي مكّة، أم لابدّ أن نتحدث عن موقف أمير المؤمنين(ع) مع بعض المتمردين في زمانه؟! إن المتمردين والمعارضين على قسمين: أحدهما هم المعارضون الخارجون عن نطاق المجتمع الإسلامي، والآخر هم المتمردون الذين هم في ضمن المجتمع الإسلامي. فالمثال الذي طرحه النائب المحترم في مجلس الشورى كان عبارة عن عفو النبي(ص) تجاه من كان خارجا عن نطاق المجتمع الإسلامي، أما قضيتنا الراهنة ترتبط بأولئك المتمردين الذين هم في ضمن المجتمع الإسلامي. فإذا أردنا أن نقارن قضيتنا بحدث تاريخي مشابه، لابدّ أن نفتش عن الأحداث التي تمرد فيها بعض المسلمين والمؤمنين على حاكمية الإسلام، ثم ننظر إلى موقف النبي(ص) وأميرالمؤمنين(ع) تجاههم. فإن أمثال هذه التحليلات تحكي عن نظرة سطحية إلى تاريخ الإسلام. فإذا أردنا أن نقارن بين ما حدث في زماننا وبين حدث تاريخي وقع في تاريخ صدر الإسلام لابدّ أن ننظر بعمق ودقّة.

لا يمكن الحصول على رؤية سياسية ثاقبة ما لم نحصل على رؤية صحيحة تجاه تاريخ الإسلام/ مدى أهمية التاريخ في كتاب أمير المؤمنين(ع) إلى ولده

يحظى تاريخ الإسلام بأهمية فائقة وكذلك الحال بالنسبة إلى تحليل تاريخ الإسلام فإنه مهم جدا، فحتى لو اطّلعنا على غيره من المعارف الدينية، لا يمكن الحصول على رؤية سياسية ثاقبة ما لم نحصل على رؤية صحيحة تجاه تاريخ الإسلام.

لقد استدلّ أمير المؤمنين(ع) في كتابه الأوّل بعد الثلاثين من نهج البلاغة على قيمة كلامه بإدراكه المعيق لتاريخ حياة الإنسان فقال فيها مخاطبا ولده وقاصدا جميع شباب الأمة الإسلامية: « أَیْ‏ بُنَیَ‏ إِنِّی‏ وَ إِنْ‏ لَمْ‏ أَکُنْ‏ عُمِّرْتُ‏ عُمُرَ مَنْ کَانَ قَبْلِی فَقَدْ نَظَرْتُ‏ فِی أَعْمَالِهِمْ وَ فَکَّرْتُ فِی أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِی آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ کَأَحَدِهِمْ بَلْ کَأَنِّی بِمَا انْتَهَى إِلَیَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ»[نهج البلاغة/الكتاب 31].

ولا يخفى أن هذه الرسالة لم تكن رسالة سرد للتاريخ، ولكن الإمام قد اعتبر هذه المواعظ والمعارف الدينية هي حصيلة نظرته العميقة والدقيقة في تاريخ حياة الإنسان.

يتبع إن شاء الله...



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
رد مع اقتباس