[أبو يوسف التميمي ...]

أيها الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يختلف إثنان على إننا اليوم كشيعه تعصفُ بنا فتنة أشد من كل الفتن التي عصفت بنا من قبل وأسالت أنهراً من دماؤنا الزكية !!
فاليوم إستعرت الخصومة بين أبناء المذهب الواحد كالنار بالهشيم وللأسف إننا نجد من هو محسوبٌ علينا يضطلع بدور حمالة الحطب لتلك النار ويُشعلها كلما هدأت بكتاباته الإستفزازية والتسفيهية التي يُحرّض بها البسطاء من أهل العواطف على التجرأ على رموز المذهب ومؤمنينهم أينما كانوا !! ويجرح بها قُلوب آخرين !!
نحن يا أخوة المذهب والإيمان نحتاج الى الحوار الهاديء الذي يوصلنا وإياكم الى بر الأمان ..
حواراً يكون مبنياً على أُسس نبيلة ومقاصد شريفة ونزيهة ومن باب " الكلمة الطيبة صدقة " لا من باب التنابز والتحقير والتسفيه !!
نحن إذ نكتب للدفاع عن السيد مقتدى وتياره المُلتزم المجاهد الشريف حصراً ..
لا نعني بأنهم معصومون ومنزهون فهم بشر كغيرهم من البشر يُخطيء ويُصيب ..
وصدورنا رحبة لإستقبال كل نقد بناء ونصيحة من منطلق رحم الله إمرءاً أهدى لي عيوبي ..
ولكن أن يصل بالبعض من التعدي والوقاحة أن يستمر بترديد ما تكرهَهُ النفس من صفات وأوصاف يترفع عن قولها حتى مراهقي الكُتّاب ومنافقيهم فهذا يحز بأنفسنا كثيراً ويجعلنا نرد مُكرهين لرفع الظلامة عنّا والشبهات !!!

أخواني الأعزاء فلنكن واضحين ولنتكلم بصراحة
نحن كصدريين إختلافنا بالفترة الأخيرة مع السيد المالكي ما كان له أن يصل للذروة لولا غروره وعناده وتنصُلهُ من إتفاقياته معنا حصراً والتي كانت تقضي بأن يبادر الى إطلاق آلاف السجناء والمعتقلين من أبناء التيار الصدري الذين إودعوا السجن بسبب مقاومتهم للإحتلال الامريكي ولم تتلوث أيديهم بدماء العراقيين أو تتعدى على حقوقهم وممتلكاتهم !!
أما أولئك البعض منهم ممن ثبتت إدانته بجرائم وجنايات غير مقاومة المحتل الامريكي فهذا خارج الحِسبة والإتفاق ولا شأن لنا به لانه قد قد تم تجريمه وفقاً لِجُرمه وجريرته ..

ولكن السيد المالكي بدلاً من أن يُبادر الى إنصاف المقاومين المظلومين تنكّر لهم وسعى بعيداً الى حيث معاقل البعث وحواضنه وأعاد بشكل إستفزازي وسافر مئات الضباط البعثيين الصداميين من ذوي الرتب الكبيرة الى الخدمة ليتحكموا بمصائرنا من جديد !!
وهذه القشة التي قصمت ظهر البعير !!
بالاضافة الى العشرات من قضايا الاختلاف الأخرى إضافة الى تلك القضية المهمة والجوهرية بالنسبة للتيار الصدري ..
وعليه فإن ذهابنا الى حيث سحب الثقة عنه مع شُركاء الوطن الآخرين حتى وإن لم نلتقي معهم بالرؤى والتوجهات ما كان ليتم لولا عناد السيد المالكي وتفرده بالسلطة وتقريبه أهل الإجرام والنفاق !!

أيها الأحبة
إن هناك آلافاً من الأسر الشيعية الكريمة تضُم أطفال ونساء وكبار سن شَيبَه وعجزَه ممن سُجن آباؤهم أو أبناؤهم أو ولاة أمورهم لسبب مقاومتهم الإحتلال الامريكي الغاشم هم الآن يُعانون الأمرين حيث الفقر والعوز والقهر وغياب العائل الأقرب الموجّه لهم والمسئول عن تربيتهم والاهتمام بإحتياجاتهم !!
أستحلفكم بالله العلي العظيم بذمة من هؤلاء ؟؟؟
وهل تقريب ضباط البعث وضمّهم للخدمة من جديد أولى من إطلاق سراح هؤلاء الأبطال المجاهدين !!
هل نسكت ونستسلم بحجة عدم التعرض للمالكي لأنه إن تعرضنا له كأنما نتعرض للمذهب ككل ؟؟
وكيف يقبل بذلك عاقل ؟؟ هل المذهب أُختزل بشخص المالكي ؟؟
وكيف بنا إذا قضى الله أن يقبض روحه ويموت كبقية الخلق ؟؟ هل تتيه الطائفة وتنتهي ؟؟
أم نقوم بإستنساخه كما صرّح بذلك مجازيّاً النائب (المفوّه) عن إئتلاف دولة القانون عباس البياتي، ردا على سؤال وُجّه إليه في احدى الفضائيات بالأمس القريب !!!

أنا أشكركم جميعاً على هذه الروح الأخوية الطيبة والكتابات العقلانية الكريمة التي تجمع ولا تُفرّق
وأرجو أن نستمر بهكذا حوارات التي تُؤلّف القلوب وتجمعنا على طريق الوحدة والنجاة بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...