[الزلزال العلوي]

اخي الكريم ابو طالب

السلام عليكم

بعيدا عن التوجه السياسي لك وللاخوة الاحبة اود ان ابين نقطة مهمة
كلام الامير عليه السلام لم يكن موجها لاتباعه وانما المتلونين الذين كانوا بينهم
لذلك كان لا يترك فرصة الا ويفضحهم فيها

اما اصحابه الخلّص فكان ايضا لا يترك فرصة الا ويمدحهم فيها
كمالك وعمار والمقداد رضوان الله عليهم اجمعين وغيرهم كثير
فارجو من جنابك الكريم عدم الخلط واعلم مسبقا ان نيتك سليمة

اما المسألة السياسية الاخيرة فلي وجهة نظر متواضعة ارجوا ان تتقبلها انت والاخوة الاعزاء
بدون ان يكون ثقيلا على قلوبكم واعلم ان ما يهمني ليس المالكي ولا مقتدى ولا افراد اخرين بعينهم قدر ما يهمني المذهب

فارجوا ان يكون صدركم واسعا واعذروني على ضيق افقي السياسي وساقول باختصار شديد

ان المحاولة الاخيرة من البرزاني وعلاوي لم تكن لاسقاط المالكي ابداااااا
بل كانت لاسقاط مقتدى وقد بلع الطعم بسهولة بالغة

قد تستغرب وتقول كلام غير معقول وهذا من حقك , اسمح لي ان افسر وجهة نظري
من وضع في الواجهة هو مقتدى وليس البرزاني حرامي النفط القومي الانفصالي
ولم يوضع علاوي البعثي المكروه من قبل كل الشيعة ولا الثعلب الطالباني

والحكمة من ورائها الاتي :

يقنعون مقتدى بهذا الطلب الغريب العجيب باستقالة المالكي بدون سبب ( حسب قناعتي)
اذ ان موضوع الدكتاتورية لا تقنع طفل في الاول الابتدائي
اذ ان المالكي جاء بعد انتخابات وتوافقات هذا اولا
ثانيا لم تمضي من مدة رئاسته سوى سنتان فاين التمسك بالكرسي الذي اصبحت اسطوانة
تعاد على لسان العالم والجاهل بسبب وبدون سبب
ثم الانتخابات هي من ستقرر من سيبقى ومن يزول وليس بضعة رؤوس لا نعلم ما
يدور بداخلها

ثالثا الطلبات التي جاء بها البرزاني بالسماح بسرقة النفط , وهذا لا يقبل به اي شريف
ناهيك عن المالكي الذي انتبه لهذا الامر ,لدعم حزب العمال الكردستاني
كي تعمل ضغطا كبيرا على تركيا فيقبل الاخير بحل مطروح من قبل البرزاني لاقامة دولة كردية على ارض العراق
مقابل تهدئة اكراد تركيا وعلى ان تكون تركيا صاحبة الحظ الاكبر من النفط الكردي والاستثمار في كردستان ولو اطلع جنابك الكريم على التحركات الاقتصادية للاكراد ولتركيا في كردستان وفي كركوك حصرا لما خفيت هذه النقطة ولتركيا فائدة اخرة وهي اضعاف العراق الذي يستعيد عافيته في المنطقة وهذا ما لا تحتمله تركيا بعد ان خسرت الرهان على الانضمام الى الاتحاد الاوربي واقامت تحالفا جديدا مع الماسونيين العرب من ال سعود وحاكم قطر

رابعا مطالبات العراقية بغض النظر عن قضية الهاشمي لا يقبل بها اي غيور
وعندما اصر المالكي على ان لا يكون الحل سياسيا بل قضائيا جن جنونهم
اضف الى ذلك ما فعله علي الاديب مع الاستاذة البعثيين الذي صعقهم

اتهم المالكي بالدكتاتورية لهذه الاسباب اساسا وليس لغيرها

نعود الى كيف تم الايقاع بمقتدى , جعل راس الحربة لمواجهة من؟ شريكه الاكبر في التحالف الوطني
علما انهم يعرفون مسبقا ان شعبية المالكي كبيرة وليس المالكي من النوع السهل الذي يؤكل من دون رد

والكل يعلم ان الفضل في الاستقرار الامني يعود لسياسة المالكي و تعامله الذكي مع الاحداث
لذلك كانت امريكا راضية عن ادائه نوعا ما , ( ملاحظة لا يهم كثيرا من يعتقد باراء مغايرة نابعة من توجهات وليس حقائق )

اذن ضع مقتدى في مواجهة المالكي الذي يمثل الرقم السياسي الاصعب في البيت الشيعي ( وهذه حقيقة )
اذ ان المجلس الاعلى رغم شعبيته الهائلة في زمن المقبور هدام وبعد السقوط لم يستطع ان يلبي ولو بعض طموح الشارع الشيعي فلذلك حصل المالكي على اعلى اصوات داخل البيتي الشيعي متجاوزا المجلس والتيار الصدري فالاستهانة بالمالكي رقم خاطئ في معادلة معقدة جدا

اذن وضعوا مقتدى في المواجهة واصبح هو ممثل القوميين الانفصاليين والبعث الارهابي المجرم ( حتى وان كانت نواياه جيدة )
لكن تم استغلاله بان قيل له ان الموضوع منته وان طالباني يسحب الثقة وعلى اسوء تقدير فان النجيفي يقدم المالكي للتصويتفي البرلمان وان الكل سيصوت , اليس هذا ما حدث ؟

ما الذي حدث الان , سحب المالكي البساط من تحت اقدام العراقية بعد ان فضح اتفاقاتهم حول كركوك الامر الذي جعل النواب عن كركوك من العراقية اول من ندد بها وانظموا الى المالكي وبعد ان احرجت العراقية لم يكن منها الا ان ظهر علاوي بطريقة غريبة ورخيصة يقول ان احدى نائبات العراقية البيضاء بعثية ودفعت رشوة ثم اراد ان يلقي الكرة في ملعب الطالباني بان قال ان صاحب الفكرة هو الطالباني وليست العراقية بكلام اخر تنصل من انه هو من دفع بالامور الى سحب الثقة بعد ان علم ان المالكي اقوى واكبر منه بكثير وانه ليس ندا للمالكي

ولو تابعت اخبار اليوم فان البرزاني تنصل ايضا من القضية وقال ان سحب الثقة لم يكن مطروحا وانما آلت الامور في النهاية لطرحه

ظهر لنا المطلك وقال ان القضية ليست شخصية مع المالكي بعد ان هدد المالكي باحالة مزوري التواقيع الى القضاء ( وهذا ما سيحدث )

وبقى السيد وحيدا ينادي بسحب الثقة عن من؟؟ عن حليفه الاكبر داخل بيته الذي حتى اعدائه مجتمعين لم يستطيعوا ان يزحزحوا منه شعرة ؟؟؟ اذن المطلوب ماذا مواجهة شيعية شيعية فمن بلع الطعم الان؟؟؟؟

واعتقد لو كان اتباع التيار الصدري على قدر من الوعي السياسي لانتبهوا من اللحظة الاولى لهذه الخديعة
فهل يمكن الوثوق بالبعث والارهابيين الذين ما ان سنحت لهم الفرصة حتى شربوا دمائنا كما فعلوا في الزيارة الاخيرة ليتهموا المالكي بعدم ضبط الملف الامني؟؟؟ ام البرزاني الذي وضع يده في يد هدام الملعون لقتل باقي الاكراد الذين خالفوه الرأي والان ينادي بالدولة الكردية!!!
احبتي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

هل يمكن الركون الى الظالمين يا احبتي ؟ وعلى حساب ماذا ؟ هدم البيت الشيعي ؟؟

ما اود قوله انهم وصلوا الى مبتغاهم تقريبا بشق الصف ولكن نأمل ان ينتبه العاقلون ولا يهدم البيت
فقوتنا في اتحادنا
وما زال الامر قابلا للاصلاح

وارجوا منكم جميعا ان لا تجعلوا من اي فرد مقدسا وانما كل تصرفاته قابلة للنقد فالمالكي ليس بنبي مرسل ولا ملك منزل لكي يكون معصوما من الخطأ والامر ذاته بالنسبة للسيد مقتدى فهو ليس مرجعا دينيا واجب التقليد ولا ذو خبرة سياسية عظيمة كي نجعل من انفسنا اتباع بلا عيون ولا اذان ,, فكان لزوما ان يكون التابع الحق المحب الناصح ناصحا في مثل هذه الامور وان يحاول ان يبين دسائس اعداء اهل البيت واتباعهم لا ان تأخذه العصبية تجاه ابناء مذهبه فاولا واخيرا المذهب فوق كل المسميات

اعلم اني اطلت عليكم وكما قلت ارجوا ان يكون صدركم رحبا وان تفكروا فيما قلت فدم الشيعي غالي وان كان ظالما
حفظكم الله ورعاكم وحفظ عراقنا الحبيب

الزلزال العلوي