|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 23036
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 9,776
|
بمعدل : 1.61 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الامام الكاظم
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 30-11-2009 الساعة : 04:35 PM
العودة إلى الذنب بعد التوبة
إذا تاب الشخص ، ولكن غره الشيطان ، وغلبه هوى نفسه ، وارتكب الذنب مرّة اخرى ، ونقض العهد الذي قطعه مع ربّه ، لا تبطل توبته السابقة بل يجب عليه الاستغفار من الذنب الذي ارتكبه بعد التوبة ، ويجب أن لا ييأس من رحمة الله ، ولا يتصور ان الله لا يغفر الذنب الذي ارتكبه ثانية .. لأن اليأس بحد ذاته من الكبائر ، وانّه تعالى قد وصف نفسه بالمغفرة والتجاوز عن المسيء .
روى محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام انّه قال :
« يا محمد بن مسلم!.. ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له .. فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله انها ليست إلاّ لأهل الإيمان.
قلت : فان عاد بعد الإستغفار والتوبة من الذنوب وعاد في التوبة؟..
فقال : يا محمد بن مسلم!.. اترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟..
قلت : فان فعل ذلك مرارً؟.. يذنب ثم يتوب ويستغفر الله.
فقال : كلّما عاد المؤمن بالإستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة ، وان الله غفور رحيم ، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فاياك ان تقنط المؤمنين من رحمة الله» . أصول الكافي: ج2 ص434
كان في بني اسرائيل شاب عَبَدَ الله عشرين سنة ، ثم عصاه عشرين سنة ، ثم نظر في المرآة فرآى الشيب في لحيته فساءه ذلك فقال :
إلهي!.. اطعتك عشرين سنة ، ثم عصيتك عشرين سنة ، فان رجعت اليك اتقبلني ؟.. فسمع قائلاً يقول :
احببتنا فأحببناك ، وتركتنا فتركناك ، وعصيتنا فأمهلناك ، وان رجعت قبلناك.
هذه الرحمة الإلهية كانت لجميع الاُمم ، ولهذه الاُمة اكثر من تلك الف مرّة .
و على كل حال يجب ان يكون للمرء امل بالله اوصى لقمان الحكيم ابنه:
«يا بني خف الله خوفا لو اتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك ، وارج الله رجاءً لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك».بحار الأنوار: ج13 ص412
يقول ابو بصير : سألت الصادق عليه السلام : ما معنى التوبة النصوح التي امرنا ؟.. قال :«يتوب العبد من ذنب ثم لا يعود فيه»
قلت : وأينا لا يعود ؟..
فقال : «يا ابا محمد!.. ان الله يحب من عباده المفتن التواب».بحار الأنوار: ج6 ص39
جاء في «حقائق الأسرار» ان رسول الله صلّى الله عليه و ﺁله قال:
«... يا بن ﺁدم !.. انك ان تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء ثم تستغفرني اغفر لك ولا ابالي». حقائق الأسرار ، مسند أحمد بن حنبل: 5 ص167، 172
قال الشاعر :
الا من لنفسي بالهوى قد تمـــادت إذا قلت قد مالت عن الجهل عــادت
و حسب امرىءﹴشراً بـأهمال نفسه وﺇمكـانها مـن كلّ شــيء أرادت
تزاهدت في الدنيا و اني لــراغب أرى رغـــبتي مزوجةً بزهـادتي
ديوان أبي العتاهية: ص89
و أجاد بعض الصلحاء بقوله :
قرأت كتابه وعصيت أمره وقد عرضت نفسي للمضرة
أتـوب اليه ثم اعـود اليه فمن لي بالنجاة مـن المعرّة
وما أبغي سوى مال و جاه وأهـل الله قد قنعوا بكسرة
و قد ولى الشباب بغير نفع وما استكملت اسباب المسرّة
فلا الدنيا بلغت بها الأماني وآخرتي تركت لهــا مبرّة
ولي عمل علي به شـهود وما يسوي علـى التقديم ذرّة
فحـالي لا يسر بها صديق ونفسي في هواهــا مستمرة
ولو فكرت في عقبى اموري قطعت العمر بين اسى و حسرة
حدائق الأنس: ج1 ص182
باب التوبة مفتوح حتّى النفس الأخير
ان باب التوبة مفتوح أمام الإنسان حتّى النفس الأخير من حياته ، كما قال الإمام الباقر عليه السلام :ان آدم صلّى الله عليه وآله قال : يا رب !.. سلطت عليّ الشيطان ، واجريته مني مجرى الدم ، فاجعل لي شيئاً .. فقال: يا اَدم !.. جعلت لك ان من همّ من ذريتك بسيّئة لم تكتب عليه سيئة ، ومن هم ّمنهم بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة ، فان هو عملها كتبت له عشراً.
قال : يا رب زدني !..
قال : جعلت لك من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له.
قال : يا رب زدني !..
قال : جعلت لهم التوبة ، وبسطت لهم التوبة حتّى تبلغ النفس الحنجرة .
قال : يا رب حسبي !.. جامع السعادات: ج3 ص67
وجاء في اصول الكافي حديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله انّه قال: « من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ، ثم قال : ان السنة لكثيرة ، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ، ثم قال : ان الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعة قبل موته بجمعة قبل الله توبته ، ثم قال : ان الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته ، ثم قال : ان يوماً لكثير ، من مات قبل ان يعاين قبل الله توبته». أصول الكافي: ج2 ص440
احتمل العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه ان يكون المراد من هذا الحديث بيان مراتب التوبة ، من حيث القبول والكمال ؛ لان التوبة الكاملة تجلو القلب من كدورة الذنوب والمعاصي .. ويجب بعد التوبة وبعد زوال الرين عن القلب المبادرة إلى اصلاح النفس.. فبعد غسل القلب بالمساحيق والمنظفات يلجأ حينها إلى التضرع والحسنات ، ليزيده بياضاً ونقاءً، وهذا غالباً لا يتحقق في أقل من سنة ، والا لا يكون في اقل من الشهر ، والاّ فلا يكون دون الاُسبوع .. الإنسان كالغزال الذي لم يرمه الصياد بعد ، ولا أمل له في اصطياده ، ولكنه ما إن يصوب اليه سهمه ويجرحه حتّى يزّداد امله في امساكه ، ويبقى يتابعه حتى يمسكه .. والإنسان ما دام لم يذنب ، فلا أمل للشيطان في اغوائه ، ولكنه إذا ارتكب ذنباً واحداً ولم يتب ، يعظم أمل الشيطان ويبقى يسايره حتى يغويه ويوقعه في المعصية ، ويشحن قلبه يأساً من رحمة الله ، ويجرأه على المعصية .. إلا ان الانسان مهما ارتكب من الذنوب والمعاصي لا ينبغي له اليأس من رحمة الله حتى لحظة الموت .. لكن هذا لا يعني انّه يعصي ثم يقول : لا زال أمامي متسع من الوقت ، لأننا لا نعلم متى نموت ؛ في عمر الشباب ام عند الشيخوخة ، صغاراً أم كباراً ، وفي أية ساعة نموت ، وعلى اية حالة .. اذن تجب علينا المبادرة إلى التوبة قبل حلول الموت.
قال الشاعر:
خير اكتساب الفتى مـــا كان من عمل ذاك مصبر على عسر و ميسرة
و أفضل الزهد زهد كــان عــن جدة وأفضل العفو عفو عـن مقدرة
اســتغفر الله مـن ذنبي وأســـأله عيشاً هنياً بــاخلاق مــطهرة
ديوان أبي العتاهية: ص98
حقيقة التوبة
حقيقة التوبة الندم على الذنب لقبحه عند الله تعالى ، ولأن الإتيان به يكون خلافاً لرضاه تعالى .. قال عليَّ عليه السلام :
« لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى من عصيت ».
اي لا تكن كغلام يعصي مولاه وهو غافل عن انّه يراه . وإذا فهم انّه يراه يندم قطعاً على سوء فعله .. أو كتاجر يخسر رأس ماله في تجارة ، ويصبح بذمته قرض عظيم ، فكم يا ترى يندم على تلك التجارة ؟.. ولاسيما ان كان صديقا عاقلا قد نهاه مسبقاًعن هذه التجارة .. او كرجل حذّره الطبيب من تناول طعام معين ، ولكن اكل منه فوقع في المرض ، فكم يندم على فعله؟..
و من البديهي انّه كلّما ازداد ايمان المرء بالله واليوم الاَخر ، وبالاخبار الواردة في القراَن وعن الرسول والأئمة المعصومين ، كان ندمه على الذنب اشد.
اذن حقيقة التوبة هي ان الإنسان إذا ارتكب معصية وندم عليها وتاب منها ، كفاه ذلك .. قال رسول الله صلّى الله عليه و اَله :
« الندامة توبة ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
و جاء في كتاب اصول الكافي عن الإمام الباقر عليه السلام انّه قال :
« كفى بالندم توبة ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
و قال الإمام الصادق عليه السلام :
« ما من عبد اذنب ذنباً فندم عليه ، إلاّغفر الله قبل ان يستغفر ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
أجل ان حقيقة التوبة هو الندم القلبي واستشعار الالم من وقوع الذنب ، وكلما كانت الحسرة في القلب عليها أشد كانت التوبة اقرب إلى القبول ؛ لأنه كلما استعظم الذنب كَثر ندمه عليه ، وهو في ذلك كمن يفقد ماله وثروته في حادث حريق ، فكلما كانت ثروته التي احترقت عظيمة ازداد ألمه وحسرته على تهاونه في الحفاظ عليها ، وخاصة إذا كانت النار مما يصعب اطفأوه ، ثم يجد نفسه هو الاَخر عرضة للاحتراق ، بحيث لا يجد أمامه سبيلاً للهرب منها ولا يأتيه مغيث ولا يسعفه مسعف .
و على المذنب أن يعلم أن نار الذنب الذي اقترفه لا مفر منها ولا احد قادر على إطفائها ، لانها نار يؤججّها غضب الله وسخطه ، كما وصفها امير المؤمنين عليه السلام في دعاء كميل بقوله :
« فكيف احتمالي لبلاء الاَخرة وهو بلاء لا يكون إلا عن غضبك و انتقامك ».
روي عن رسول الله صلّى الله عليه و اَله انّه قال :
« فالويل من النار التي تكون نار الدنيا بالمقارنة معها راحة ».
ثمة اَيات كثيرة في القراَن تتحدث عن غضب الله وسخطه ، وخلاصة مفادها ان المذنب عليه ان يخشى ربه ، ويكون في فرق شديد من عذابه ، ويداوم على البكاء والعويل ، ولا يقر له قرار ما دام غير متيقّن من طهارته من الذنب.. ومثل هذا اليقين لا يمكن بلوغه إلا عند الموت وحين تبشره ملائكة الرحمة.
والعجيب هنا انّما قيل في انها - اي التوبة - ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ ، والدموع والأنين والاَهات هي التي تطفئ نار جهنم ولهيبها ، حتى يصبح كما كان قبل اقتراف ، كما قال رسول الله صلى الله عليه واَله:
« التائب من الذنب كمن لا ذنب له ». الصحيفة السجادية
بل وقد يغدو حاله افضل مما سبق ؛ اي نتيجة لاستمرارالبكاء والأسف على ما صدر منه ، وسعيه الى ترويض نفسه ، يقرّبه من خالقه حتىّيصبح حبيباً له.. ﴿ ان الله يحب ّالتوابين﴾
ولهذا قال الامام السجاد عليه السلام : « واوجب لي توبة توجب لي محبّتك ». بحار الأنوار: ج6 ص21 ح16
او كما جاء في دعاء ابي حمزة الثمالي : « وانقلني إلىدرجة التوبة اليك ».
أما تأثير التوبة في تطهير الذنوب ، فيتوقف مداه على مدى الندم .. وهذا ما يوجب عليه الندم على اشد ما يكون ، وافضل وسيلة في هذا الصدد هي التدبّر في الاَيات والاحاديث و قصص التوابين.
قال الشاعر:
تتوبَ من الذنوب إذا مرضتا وترجع للذنوب إذا بريتا
إذا ما الضرُّ مسك أنت باكﹴ وأخبث ما يكون إذا قويتا
فكم من كربة نجـاك منها وكم كشف البلاء إذابـليتا
ديوان أبي العتاهية: ص96
و قال الشاعر:
ان المكارم أخــلاق مــطهرة فــالدين اولهـا و العقل ثانيها
والعــلم ثالثها والحـلم رابعها والجود خامسها والعرف سادسها
والبر سـابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللـين عـاشيها
والعين تعرف من عيني محدثها إن كان من حزبها أو مـن أعاديها
والنفس تعلم اني لا أصــدقها ولســت أَرشد إلاّ حين اعـصيها
سنابل الحكمة: ص195 ، ديوان الإمام علي (ع): ص132 ، باختلاف يسير بالألفاظ
من كتاب/ هكذا تاب التائبون
تأليف حجة الاسلام الشيخ علي مير خلف
للأمانه . منقول ,
|
التعديل الأخير تم بواسطة ليلى^^ ; 30-11-2009 الساعة 10:49 PM.
سبب آخر: تم التعديل للأمانة
|
|
|
|
|