عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.16 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-08-2009 الساعة : 11:21 AM






لقد عرفت الآن بأن جون ويلسن كان يملك أداة الجريمة... ولكن ماذا عن الدوافع؟ كان قد جاء الى بلجيكا في عمل وطلب من السيد ديرولار -الذي كان على معرفة سطحية به- أن يستضيفه. كان واضحا أنه ما من طريقة يمكن أن يكون بها موت السيد ديرولار مفيدا له وفوق ذلك فقد أدركت من خلال تحريات في انكلترا بأنه كان يعاني منذ سنوات عديدة من ذلك النوع من مرض القلب الذي يدعى الخناق الصدري ولذلك فقد كان له حق مطلق في الاحتفاظ بتلك الحبوب في متناول يده ومع ذلك كنت مقتنعا بأن شخصا ما ذهب الى علبة الحوى وفتح العلبة الملأى في البداية عن طريق الخطأ ثم نزع لب أو محتويات آخر قطعة في العلبة القديمة ثم حشاها بدل ذلك بكل ما يمكن أن تستوعبه من حبات الترينترين لقد كانت قطعة الحلوى كبيرة وكنت واثقا أنه كان بالامكان ادخال ما بين عشرين الى ثلاثين حبة في القطعة ولكن من الذي فعل ذلك؟

كان في المنزل ضيفان وكانت لدى جون ويلسن أداة الجريمة ولدى سان آلار الدافع لها تذكر أنه كان متعصبا وليس من متعصب كالمتعصب لدينه أيمكن أن يكون قد حصل -بطريقة أو بأخرى- على حبوب جون ويلسن؟

خطرت لي فكرة صغيرة أخرى آه انك تبتسم لأفكاري الصغيرة! لماذا استنفذ جون ويلسن حبوبه؟ من المؤكد أن يكون قد أحضر معه ذخيرة تكفيه من انكلترا عدت مرة أخرى لزيارة البيت في شارع لويس كان ويلسن خارجا ولكنني رأيت فيليس الفتاة التي تنظف غرفته وسألتها فورا ان كان صحيحا أن السيد ويلسن قد فقد زجاجة دواء من فوق مغسلته قبل بعض الوقت أجابت الفتاة بلهفة بأن ذلك كان صحيحا تماما وأنها قد تعرضت للوم بسبب ذلك وقد ظن السيد الانكليزي بأنها كسرتها ولم ترغب بالاعتراف بذلك بينما هي لم تلمسها أبدا وقالت: انها بلا شك جانيت التي تدس أنفها دوما في أمور لا علاقة لها بها...

هدأت من سخطها واستأذنت بالانصراف لقد عرفت الآن كل ما احتجت لمعرفته بقي علي أن أثبت قضيتي وشعرت بأن ذلك لن يكون سهلا قد أكون أنا واثقا من أن سان آلار قد أخذ زجاجة الترينيترين عن مغسلة جون ويلسن ولكن حتى أقنع الآخرين لا بد لي من ابراز دليل ولم يكن لدي لأبرزه!

ولكن لا يهم... انني أعرف الحقيقة كان ذلك هو الأمر العظيم انك تتذكر الصعوبة التي واجهتنا في قضية ستايلز يا هيستنغز؟ هناك أيضا كنت أعرف ولكنني استغرقت وقتا طويلا حتى أجد الصلة الأخيرة المفقودة التي جعلت من سلسلة دلائلي ضد القاتل سلسلة كاملة.

طلبت مقابلة مع الآنسة منسار وجاءت على الفور طلبت منها عنوان السيد دوسان آلار اعترت وجهها مسحة قلق وقالت: لماذا تريده يا سيد بوارو؟

- انه ضروري يا آنستي.

بدت مرتابة قلقة قالت: انه لايستطيع أن يخبرك بشئ فهو رجل يعيش خارج هذا العالم ولا يكاد يلاحظ مايدور حوله!

- هذا ممكن يا آنسة ولكن مع ذلك فقد كان صديقا قديما للسيد ديرولار وربما كان يعرف أشياء يستطيع أن يخبرني عنها أشياء من الماضي... عداوات قديمة... علاقات حب قديمة.

توردت وجنتا الفتاة وعضت شفتها ثم قالت: كما ترغب ولكني... ولكني أشعر الآن بأنني على ثقة من أنني كنت مخطئة لقد كان لطفا منك أن توافق على طلبي ولكنني كنت منزعجة... بل كنت شديدة الاضطراب في ذلك الوقت انني أدرك الآن بأنه لم يكن في الأمر لغز يتطلب حلا اترك الأمر أرجوك يا سيدي.

تأملتها بامعان ثم قلت: يا آنستي من الصعب أحيانا على كلب الصيد أن يعثر على الأثر الذي يقوده الى طريدته ولكن -اذا وجده فعلا- فما من قوة تجعله يتركه! ذلك اذا كان كلب صيد جيدا... وأنا يا آنستي هيركيول بوارو كلب صيد جيدا جدا!

دارت دون أن تنبس بشفة وبعد بضع دقائق عادت بالعنوان مكتوبا على ورقة صغيرة غادرت المنزل وكان الخادم فرانسوا ينتظرني في الخارج نظر الي بلهفة وقال: أما من أخبار يا سيدي؟

- حتى الآن كلا يا صديقي.

تنهد وقال: آه! السيد ديرولار المسكين! أنا أيضا كانت لي نفس طريقة تفكيره ولكن هذا لا يعني أنني استطيع التصريح بذلك في البيت فالنساء هناك ورعات كلهن وربما كان ذلك أمرا جيدا ان السيدة تقية جدا والآنسة فيرجيني كذلك أيضا.

تساءلت: الآنسة فيرجيني؟ أهي تقية جدا؟

تعجبت من ذلك وأنا أفكر بوجهها العاطفي الذي أهزلته الدموع الذي رأيته في ذلك اليوم الأول.

وعندما حصلت على عنوان السيد سان آلار لم أضيع أي وقت وصلت الى جوار بيته الريفي في مقاطعة آردين ولكن أعياني العثور على عذر لدخول المنزل لبضعة أيام وفي النهاية وجدت ذلك العذر كيف تظنني دخلت؟ كسمكري ياصديقي! استغرقت مسألة ترتيب تسرب صغير في الغاز في غرفة نومه دقيقة واحدة تركت المنزل لاحضار أدواتي وحرصت على العودة بأدواتي في ساعة عرفت فيها أنني سأكون في الساحة وحدي لم أكد أعرف ما الذي أبحث عنه ولم أستطع اقناع نفسي بوجود أية فرصة للعثور على الأمر الوحيد المفيد بالنسبة للقضية فلم يكن يجازف للاحتفاظ به.

ومع ذلك فعندما وجدت الخزانة الصغيرة فوق المغسلة مقفلة لم أستطع مقاومة اغراء رؤية ما بداخلها كان القفل من النوع الذي يسهل تماما فتحه انفتح باب الخزانة وكانت مليئة بالزجاجات القديمة أخرجتها واحدة واحدة بيد ترتعش وفجأة ندت عني صرخة تصور يا صديقي لقد أمسكت بيدي قارورة صغيرة عليها ملصق الصيدلي النكليزي وقد كتب عليه: "حبوب ترينيترين تؤخذ حبة واحدة عند اللزوم. السيد جون ويلسن".

سيطرت على انفعالي وأغلقت الخزانة ودسست القارورة في جيبي وتابعت تصليح تسرب الغاز... اذ أن الانسان ينبغي أن يكون منظما! بعدها غادرت البيت الريفي وركبت القطار عائدا الى بلدي بأسرع ما يمكن وصلت الى بروكسل في وقت متأخر من تلك الليلة وفي الصباح كنت أكتب تقريرا لرئيس جهاز التحري عندما جاءتني ملاحظة وكانت الملاحظة من مدام ديرولار تطلبني فيها الى المنزل في شارع لويس دون تأخير.

فتح فرانسوا الباب لي وقال: السيدة البارونة في انتظارك.

قادني الى جناحها كانت تجلس على كرسيها بكل جلالها ولم أر أثرا للآنسة فيرجيني قالت السيدة العجوز: سيد بوارو لقد سمعت لتوي بأنك ليس كما ادعيت وأنك ضابط شرطة.

- هذا صحيح يا سيدتي.

- وجئت هنا لتحقق في ظروف وفاة ابني؟

أجبت ثانية: هذا صحيح يا سيدتي.

- سأكون سعيدة ان تكرمت باخباري بالتقدم الذي أحرزته.

ترددت ثم قلت: خبريني كيف عرفت كل ذلك يا سيدتي؟

- من شخص لم يعد من هذا العالم.

كلماتها والطريقة التي نطقت بها جعلت قشعريرة رعب تسري في صدري وعجزت عن الكلام قالت: ولذلك يا سيدي أتوسل اليك بكل الحاح أن تخبرني بالضبط بالتقدم الذي أحرزته في تحرياتك.

- سيدتي لقد انتهت تحرياتي.

- وابني؟

- قتل عمدا.

- هل تعرف القاتل؟

- نعم يا سيدتي.

- فمن هو اذن؟

- السيد دوسان آلار.

- أنت مخطئ فهو غير قادر على ارتكاب مثل هذه الجريمة.

- الأدلة في يدي.

- أتوسل اليك ثانية أن تخبرني بكل شئ.

أطعتها هذه المرة مستعرضا كل خطوة قادتني الى كشف الحقيقة أصغت الي بانتباه وفي النهاية هزت رأسها وقالت: نعم، نعم كل شئ كما قلت كل شئ باستثناء أمر واحد فليس السيد دوسان آلار هو من قتل ابني بل أنا الذي قتلته... أمه!


يتبـــع...


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس