| 
	 | 
		
				
				
				عضو متواجد 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 377
  |  
| 
 
الإنتساب : Sep 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 134
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.02 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
 
مرقد الامام امير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 13-08-2009 الساعة : 04:16 AM
			
			 
			
			 
		
		
 
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
إنّ موضع القبر ظلّ سراً مكتوماً ، لا يعرفه إلاّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وخواصّ شيعتهم ، إلى انقضاء دولة الاُمويين ، ومجيء دولة العباسيين ، فحينئذ دلّ العلويون بعض الشيعة عليه ، وصاروا يتعاهدونه ، وصار في معرض الظهور والخفاء ، يُثْبته قوم وينفيه آخرون . 
 
فلما رأى داود بن علي العباسي ، إقبال الناس على موضع القبر ، أمر ـ على ما قيل ـ بعض الفعلة بالمضي إلى هذا القبر ، الذي افتُتن به الناس ، ويقولون : إنه قبر علي ، حتّى ينبشوه ويجيئوه بأقصى ما فيه ، فمضوا إليه وحفروا خمسة أذرع ، فوصلوا إلى موضع صلب لم يقدروا عليه ، فاستعانوا بغلام معروف بالشدة ، ولكن هذا الغلام بعد أن ضرب ثلاث ضربات صاح ، وصار لحمه ينتثر إلى أن مات ، فلما عرف داود بالأمر تاب ، وأمر عليَّ بن مصعب بن جابر ، بأن يبني على القبر صندوقاً ، ففعل . 
 
ولكن مطاردة العباسيين للعلويين وشيعتهم ، أوجبت أن يُهجَر القبر من جديد ، فلا يزوره زائر إلا خلسة . 
 
ثمّ جاء أبو جعفر المنصور ، وحاول أن ينبش القبر ، فأمر غلامه بذلك ، فبدأ بالحفر حتّى ظهر له القبر ، ثمّ أمر بطمّه ، وصرفه الله عنه . 
 
وبعد ذلك ، وفي زمن الرشيد ، عاد القبر إلى الظهور من جديد ، في قصة معروفة جرت للرشيد ، وهو يتصيّد حول القبر ، حيث رأى الظِّباء تحتمي بالأكمَة التي فيها القبر ، فلا تقتحم كلابُ الصيد وطيور الباز إليها ، الأمر الذي أثار عجَبه ، فسأل أحدَ شيوخ الكوفة عن ذلك ، فأخبره أنها تلوذ بقبر الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . 
 
فكان أن أقام أول عمارة على القبر ، وهو بناء مربع الشكل ، مبنيّ بحجارة بيضاء فوقه قبة من الطين الأحمر ، فوقها جرة خضراء . 
 
وبعد ذلك جاء المتوكل العباسي ، فخرّب عمارة النجف ، كما خرب عمارة الحسين ( عليه السلام ) . 
 
ثمّ قام بالعمارة الثالثة ، عمر بن يحيى القائم بالكوفة ، المقتول سنة 250 هـ . 
 
وكانت العمارة الرابعة ، على يد محمّد بن زيد الداعي ، المقتول سنة 287 هـ ، والذي ولي إمرة طبرستان ، بعد أخيه الحسن بن زيد ، فإنّه بنى على القبر الشريف قبة ، وحائطاً وحصناً فيه سبعون طاقاً ، والظاهر أنّ هذه العمارة هي التي أعقبت خراب المتوكل ، لبناء القبر كما يظهر من تاريخ طبرستان ( الفارسي ) ج 1 ص 95 . 
ثمّ كانت العمارة الخامسة ، على يد أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ، المقتول سنة 317 هـ ، وسترها بفاخر الستور ، وفرشها بثمين الحُصر . 
 
وبعد ذلك كانت العمارة السادسة ، وهي أجلّ العمارات وأحسنها ، على يد عضد الدولة ، المتوفّى سنة 372 هـ ، وقد بذل عليها الأموال الجزيلة ، وجلب إليها الزارة والنجارة والعملة من سائر الأقطار . 
 
 
لكنّ هذه العمارة ، وإن كان تأسيسها يرجع إلى عضد الدولة ، إلا أنّه قد طرأت عليها إصلاحات كثيرة ، وتحسينات ثمنية من البويهيين أنفسهم ووزرائهم ، ومن الحمدانيين ، وبعض العباسيين المتشيّعين . 
 
فإنّ المستنصر العباسي ، قد عمّر الضريح المقدس ، وبالغ فيه ، وزاره مراراً ، وكذلك فقد أصلحه وحسّن فيه ، وفي الأبنية الملحقة به ، ولكنّ عمارة عضد الدولة هذه قد احترقت ، في سنة 755 هـ ، وكانت حيطانها قد سترت بخشب الساج المنقوش ، فجُدّدت عمارة المشهد ، سنة 760هـ ، وهذه هي العمارة السابعة للمشهد . 
 
ولكن عمارة عضد الدولة لم تذهب آثارها بالكلّية ، بل بقيت إلى ما بعد التجديد الأخير للمشهد ، حيث يذكر النسّابة النجفي ، محمد حسين كتاب دار ، أنّه رأى في المشهد بقية عمارة عضد الدولة في سنة 1041 هـ .
 
ثمّ جاء الشاه عباس الأول ، فأصلح عمارة المشهد ، وعمّر الروضة والقبة ، والصحن الشريف على نظر الشيخ البهائي ( رحمه الله ) ، الذي عمل رسالة في عمارة المشهد ووضعِه الهندسي . 
 
وبعد ذلك جاءت العمارة الثامنة للمشهد الشريف ، على يد الشاه صفيّ الصفوي حفيد الشاه عباس الأول ، ووسع الصحن الشريف ، ووسع ساحة الحرم العلوي ، وأتمها ولده الشاه عباس الثاني ، بعد وفاة أبيه سنة 1052 هـ . 
وصف إجماليّ للمشهد العلَوي : 
 
إنّ عمارة المشهد القائمة في هذه الأيّام ، هي عمارة الشاه صفي ، وهي بديعة الشكل فخمة الصنعة . 
 
يقع القبر الشريف تحت قبة عالية ، ويحيط به فسحة طول كل ضلع منها 13 متراً ، ويحيط الروضة المقدسة من جوانبها الأربعة رواق مسقّف ، ثمّ من الجهة الشرقية إيوان الذهب ، الذي تقع على جانبيه مئذنتان مذهّبتان ، ويحيط بهذا المبنى كلّه الصحن الشريف ، الذي له سور عالٍ ، مؤلّف من طابقين ، فيه أربعة أبواب رئيسية ، وخامس جانبي ، وارتفاع سور الروضة ، والرواق المحيط بها ، ثمّ السور المحيط بالصحن كلّه واحد لا يختلف .
وصف الروضة المقدسة :
 
يقع القبر الشريف وسط الروضة المقدسة المربعة الشكل ، يعلوه قبتان : خارجية وداخلية : 
 
الخارجية مدببة الشكل ، يبلغ سمك جدرانها 8 سنتمترات ، وارتفاعها عن سطح الضريح 42 متراً ، وقطرها 16 متراً ، ومحيط قاعدتها 50 متراً ... 
 
والداخلية مستديرة الشكل ، سمك جدرانها 60 سنتمتراً ، وارتفاعها عن سطح الضريح 35 متراً ، وقطرها 12 متراً . 
 
وتقوم القبة على رقبة طويلة ، علوّها 12 متراً ، فُتح فيها 12 شبّاكاً للتهوية والإضاءة ، وقد زُخرفت القبة الداخلية والخارجية ، بزخارف تعتبر آية من آيات الفنّ الإسلامي ، فالمقرنص الكبير الذي حمل رقبة القبة كُسي بالمرايا المصنوعة على شكل بديع ، وبالقاشاني والكتابات الجميلة ، والنقوش الرائعة ، وكذلك القبة نفسها من الداخل .
 
أمّا القبة الخارجية ، فقد كانت مغشاة بالبلاط القاشاني ـ وكذلك المئذنتان والايوان وسائر الصحن الشريف ـ إلى أن جاء السلطان نادر شاه لزيارة النجف ، فأمر بقلع القاشاني عن القبة ، والإيوان والمئذنتين ، واستُبدلا بصفائح الذهب ، وصرف على ذلك مبالغ جسيمة ، وذلك سنة 1156 هـ . 
 
وفي وسط القبة يوجد القبر الشريف ، وقد وُضع عليه صندوق من خشب الساج الهندي المطعَّم بالصدف ، والعاج والأَبنوس ، وأنواع أخرى من الأخشاب المتعددة الألوان ، فجاء تحفة رائعة ، وقد حُفر على الصندوق الكثير من الكتابات العربية المتعددة الطرز ، وتاريخ صناعة هذا الصندوق هو 1202هـ . 
 
ووضع فوق الصندوق مقصورة من الحديد ، ثمّ فوق هذه المقصورة مقصورة أخرى من الفضة الخالصة ، يبدو أنها صُنعت ووضعت في عهد الصفويين ، وجُدّدت عدة مرات ، ثمّ استُبدلت أخيراً ، أي في سنة 1361 هـ بمقصورة أخرى تحوي : عشرة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب ، ومليوني مثقال من الفضة ، وتعتبر آية من آيات فن صناعة الذهب والفضة ، وكذا الترصيع بالميناء المتعددة الألوان . 
 
أما جدران المربع التي تقوم عليها القبة ، فيبلغ ارتفاعها 17 متراً ، قد غُشيت كلّها بأنواع متعددة من الزخارف النفيسة ، والألوان البديعة ، والكتابات الرائعة . 
 
كما فرشت أرض الروضة المقدسة ، وكذلك الجدران إلى ثلاثة أذرع ونصف بالمرمر ، فوقها على الجدران شريط من القاشاني المزين بالنقوش والآيات ، فوق هذا الشريط حتّى رقبة القبة ، طبقة من الفُسيفساء تتكوّن من أحجار كريمة ، كالياقوت والزمرّد والألماس واللؤلؤ النادر ، ثمّ يأتي بعد ذلك التزيين بالمرايا على شكل بديع جميل .
أبواب الروضة المطهّرة :
 
وللروضة المطهرة ستة أبواب تؤدّي إلى الرواق المسقّف المحيط بها ، إثنان من جهة الغرب لا ينفذان إلى الرواق ، لأنّ خلفهما شباكاً من الفضة ، وإثنان من جهة الشرق يؤديان إلى الرواق ، في مقابل باب الإيوان الذهبي ، واثنان خلف الإمام من جهة الشمال ، يؤديان إلى الرواق أيضاً . 
 
وأما البابان اللذان في مواجهة باب الإيوان الذهبي ، فالذي يكون على يمين الداخل ، نُصب سنة 1283 هـ ، والذي على يسار الداخل ، نصب سنة 1287هـ . 
 
والأول كان قد أهداه لطف علي خان الإيرواني ، والثاني أهداه ناصر الدين شاه القاجاري ، وكلاهما كانا من الفضة ، ولكنهما معاً قُلعا في سنة 1376 هـ ، واستُبدلا ببابين ذهبيين جميلَي الصنعة ، بذل نفقتهما الحاج محمّد تقي الاتفاق الطهراني . 
 
والبابان اللذان من جهة الشمال خلف الضريح ، ويؤديان إلى الرواق ، فهما من الفضة الخالصة ، وكانا في الأصل باباً واحداً ، لكنّه قُلع في سنة 1366 هـ ، وجُعل مكانه البابان اللذان كانا إلى جهة الغرب ، عند رأس الإمام ( عليه السلام ) ، ومن هذه الأربعة فقط يكون الدخول والخروج ، من الرواق إلى الروضة المطهرة . 
الرواق المحيط بالروضة المقدسة : 
 
ويحيط بمبنى القبة ( الروضة ) من جميع الجهات ، رواق مفروش أرضه ، وقسم من جدرانه متصل بجدار الروضة نفسها ، بسقف مزيّن بالمرايا الملونة ، ذات الأشكال الهندسية المختلفة البديعة ، وأرضه والقسم الأسفل من جدرانه مفروش بالمرمر ، ويساوي ارتفاع جداره ارتفاع جدار الروضة ، وجدار الصحن الخارجي ، ويبلغ طول ساحته من الشرق إلى الغرب 30 متراً ، ومن الشمال إلى الجنوب 31 متراً ، وله ثلاثة أبواب : 
 
بابان متقابلان : أحدهما من جهة الشمال مقابل لباب الصحن المعروف بباب الطوسي ، والثاني من جهة الجنوب ، مقابل لباب القبلة ، وهذا قد نصب فيه باب فضي ثمين مُحلّى بالذهب ، نصب سنة 1341هـ ، وقد بذلت نفقته والدة الحاج عبد الواحد زعيم آل فتلة ، وهو المعروف بباب المراد . 
 
والباب الثالث : هو الذي في الإيوان الذهبي ، ويدخل الداخل منه إلى الرواق ، وهو من الأبواب الثمينة المتقنة ، نُصب سنة 1373هـ ، وهو مرصّع بالأحجار الكريمة ومطعّم بالميناء ، وهو لوحة فنيّة رائعة كُتبت عليه الآيات القرآنية ، والأشعار اللطيفة . 
 
وفتح في سنة 1373هـ باب جديد ينفذ إلى الرواق ، ويمرّ على مرقد العلاّمة الحلّي ، الذي برز للرائح والغادي حين فُتح هذا الباب . 
 
وجدران مبنى الروضة والإيوان الخارجية مزينة بالقاشاني ، يرجع معظمها إلى العصر العثماني ، ويحيط بالجدران من أعلى شريط من الكتابة بخط الثلث الجميل .
الإيوان الذهبي الكبير :
 
ومن جهة الشرق يقع الإيوان الذهبي الكبير ، وسقفه وجدرانه مكسوّة بالذهب الإبريز الخالص ، وفي ركنيه المئذنتان الذهبيتان ، كُتب في وسطه على جانبي الباب قصيدة فارسية بحروف ذهبية بارزة ، وفي أعلاه كلمات عربية وحروفها ذهبية بارزة ، وفيها تاريخ تذهيب القبة ، والمئذنتين والايوان بأمر السلطان نادرشاه ، وقد دفن في هذا الايوان كثير من العلماء والأعيان . 
 
وفي غرفة تقع على يمين الداخل إلى الرواق ، يوجد قبر العلاّمة الحلّي ، وفي أخرى على يسار الداخل يقع قبر المقدس الأردبيليّ ، وهذه الغرفة اليوم مخزن لبعض النفائس الثمينة . 
 
أمام هذا الايوان رحبة كبيرة ، ترتفع عن أرض الصحن قدر متر ، ويبلغ طولها 33 متراً ، وعرضها 20 متراً .
المآذن :
 
تقع المئذنتان في ركنَي الايوان ، في الجهة الشرقية من الروضة الشريفة ، ومحيط كل منها ثمانية أمتار ، وارتفاع كل واحدة منها 35 متراً ، وقطرها متران ونصف ، ويقال : إنّ على كل واحدة منهما أربعة آلاف صفحة من الذهب الخالص . 
 
وعلى ارتفاع 25 متراً ، يحيط بالمئذنتين شريط عرضه متر من الكتابة العربية ، فيه آيات من سورة الجمعة ، ويعلو الكتابة صفّان من المقرنصات ، ترتكز عليهما شرفة المؤذّن ، التي قطرها متر ونصف ، وارتفاعها ثلاثة أمتار ، فوقها اُسطوانة ضيّقة ، يبلغ قطرها متراً ونصفاً ، وارتفاعها ستة أمتار ، ويتوّج الاسطوانة طاقية مصفّقة يعلوها الهلال . 
 
ونادر شاه هو الذي أمر بإزالة القاشاني الذي عليهما ، وعلى القبة والإيوان ، واستبداله بصفائح الذهب ، وذلك في سنة 1156 هـ ، وقد هُدّمت المئذنة الجنوبية ، في سنة 1281 هـ حتّى أساسها ، ونُزعت الصفائح الذهبية عنها ؛ لهدف إصلاحها ، ثمّ أعيد بناؤها على طرزها الأول . 
 
وفي سنة 1352 هـ ، قُلع الذهب عنها أجمع ، وهدم أعلاها ، ثمّ اُعيد كلّ ذلك كما كان ، واُصلحت المئذنة الشمالية المجاورة لمرقد العلاّمة الحلّي ، في سنة 1315هـ ، فنزع ما عليها من الذهب ، وهدمت إلى نصفها ، ثمّ أعيد بناؤها على طرازها السابق كذلك . 
 
وفي سنة 1367هـ ، قُلع الذهب عنها أجمع ، وهدم أعلاها ثمّ أعيد بناؤه . 
الصحن الشريف : 
 
يحيط بهذا المشهد الشريف سور مربع الشكل تقريباً ، طول كل من ضلعيه : الشرقي والغربي 84 متراً من الخارج ، و 77 متراً من الداخل ، وطول ضلعه الشمالي 74 متراً من الخارج ، و 72 متراً من الداخل ، والجنوبي من الخارج 75 متراً ، ومن الداخل 72 متراً . 
 
أما ارتفاع السور فيبلغ 17 متراً ، وهو مؤلّف من طابقين : 
 
الأول منهما : مؤلف من 54 ايواناً مقبباً ، يتقدم حجرة هي مقبرة لأحد المشاهير ، ويسكنها عادة طلاب العلم ، ولكنها أصبحت الآن مشغولة بالقرّاء على الأموات . 
 
أما الطابق الثاني : فهو عبارة عن إيوان معقود بعقود فارسية مدببة ، يتقدم مجموعة من الغرف المقبّبة يسكنها عادة الطلبة والمنقطعون للعبادة ، ويحتوي الطابق الأعلى على 78 غرفة ، وجميع جدران السور مكسوة بالقاشاني البديع النقش ، وعلى حواشي جدرانه العليا مكتوب بعض السور القرآنية بأحرف عربية جليّة . 
 
وهذا السور يحيط بالصحن الشريف الذي هو رحبة واسعة تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع مفروشة بالرخام ، كانت قبل فرشها بالرخام مملوءة بالقبور والمحاريب التي تعيق عن التحرّك بحريّة . 
 
وفي سنة 1306 هـ حُفرت السراديب التي نُقل إليها كثير من القبور ، ثمّ سُوّيت أرض الصحن ، وكسيت ببلاطات من المرمر . 
 
وفي هذا السور المحيط بالصحن خمسة أبواب : 
 
الباب الأول : الباب الكبير في الجهة الشرقية من السور مقابل السوق المشهور بـ: السوق الكبير ، وفوق هذا الباب توجد الساعة التي أمر بإرسالها من إيران الوزير أمين السلطنة سنة 1305 هـ ، وقد زُخرفت جهات الساعة الأربع ، وكذا القبة التي تعلوها ببلاطات من الذهب الخالص ، في سنة 1323هـ . 
 
والباب الثاني : باب ليس رئيسياً إلى يمين الباب الكبير ، ويسمى بـ: باب مسلم بن عقيل . 
 
والباب الثالث : هو المعروف بباب الطوسي ، لأن الخارج منه ينتهي إلى قبر الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة 460 هـ . 
 
والرابع : باب القبلة الذي جُدد بناؤه عدة مرات ، وهو أصغر الأبواب الرئيسية . 
 
والخامس : الباب السلطاني الذي هو في الجهة الغربية ، سُمّي بذلك لأنه فُتح في عهد السلطان العثماني عبد العزيز سنة 1279 هـ . 
 
ويسمى أيضاً : باب الفرج ، لأنه ينتهي إلى مقام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه . 
 
وعلى سائر الأبواب كتابات جميلة وتواريخ تجديد بنائها ، وفيها مدح لسيّد الأوصياء ( عليه السلام ) ، ونقوش جميلة بالقاشاني . 
 
وأخيراً.. ففي الجهة الشمالية من السور الخارجي يوجد إيوان العلماء ؛ لأن كثيراً من العلماء مدفونون فيه .
إعجاز هندسيّ للمشهد العلوي :
 
وبعد .. فقد كان ما تقدم وصفاً موجزاً للمشهد العلويّ المقدس ، ويبقى أن نشير إلى أن الهندسة العامة للمشهد المقدس تُحيّر العقول حقاً ، فقد رُوعي في المشهد الشريف أمران : 
 
الأول : أن يكون شكل البناء بحيث أنه كلّما وصل الظلّ إلى نقطة معينة عُرف أنّ الشمس قد زالت ، وأنّ وقت الظهر هو تلك اللحظة ، لا يختلف ذلك لا صيفاً ولا شتاءً . 
 
الثاني : أنّ الشمس كلّما طلعت فإنها تطلع وتشرق على الضريح المقدس مباشرةً ، سواءً في الصيف أو في الشتاء . 
 
وتحكيم هذين الأمرين ـ كما هو معلوم ـ صعب عادة ، يحتاج إلى الكثير من الدقة والمعرفة .
خزانة التحف والهدايا :
يوجد في مشهد الإمام علي ( عليه السلام ) مجموعة من التحف القيّمة ، والمنقطعة النظير ، التي اُهديت إليه عبر العصور من قبل الملوك والسلاطين ، وكبار رجال الدولة ، والأعيان ، وكبار التجار وغيرهم . 
 
ويرجع تاريخ أقدم هذه الهدايا إلى القرن الرابع الهجري ، أي من عهد البويهيين ، فقد أهدى عضد الدولة البويهي المتوفى سنة 372هـ أو بعدها غطاءَ قبر يعتبر آية من آيات فن النسيج والتطريز ، والزخرفة التي يعزّ لها مثيل حتّى في القرن العشرين رغم التقدم الآلي فيه . 
 
ثمّ توالت الهدايا على المشهد في سلسلة متصلة ، ويوجد العدد الأكبر من هذه المخلّفات في خزانة مبنية في جدار الروضة الحيدرية في الرواق الجنوبي من الحرم الشريف ، ويبلغ عددها (2020) . 
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |