[الباحث عادل الايهم]

الورقة الثانية

من المعروف اجمل ايام الحياة بالدراسة ايام الابتدائية ولانها عامل اساسي ومهم لذكريات الانسان ولما لها من ذكرى جميلة وبراقة على وجه الانسان الضاحك للحياة
فى عام 1988 كنت طالبا فى الصف الثانى ابتدائي عمري سبع اعوام كنا كعادتنا لحضات انتهاء الحلقة الدراسية التى اما 5 دروس او ست دروس هذا قانون الدراسي بالعراق
عند الانتهاء من الدراسة نركض جريا لنعود الى البيت مسرعين وتقريبا تكون الساعه 12 ظهرا وعشر دقائق
على العموم كان لي احد الاصحاب والاصدقاء اسمه احمد وهو الان طبيب باطنى فى احد الدول الاوربية تخرج عام 2004 وانا قبله بعام اى 2003
المهم .....عادة الامهات والاباء ينتظرون الاطفال باب المدرسة ( باب الخروج ) حتى ياخذون ابناءهم الى البيت
ما ان وصلنا انا والبقية من التلامذة وكان احمد بجانبي ..... الى باب الخروج هرع احمد الى امه التى كانت تنتظره بشغف ورايت بقية التلاميذ ( كنا مختلط اى بنات وبنين وقتذاك) وهم يتجهون نحو الاب وذاك نحو الام
المهم
احمد صرخ امى امى امى وهو فرحان ...ابتسمت امه بوجهه واخذت تشمه وتحضنه
فكنت قريبا منهما ... فقال لي والعذر معه لانه طفل ولم يدرك المعنى
وهو يضحك هكذا ههههههههه ضحكة بريئة .... هاى امى هاى امى هاى امى
انت ماعندك ام
انت ماعندك ام
امك ميتة
امك ميتة

عندها ....... ابتعدت منه وانا مبتسم امامه
ولكن قلبي شواظ محرق
ناجيت ربي
الهى انت ترى ذلك
الهى ارحمنى برحمتك الواسعة
الهى انا يتيمك يا الله يالله
...... عدت الى بيتى ولم اتناول اى شيء فلذت الى الفراش حزينا هربا من الفقدان
والحرمان
.......... وهنا ساعطى ..... معنى للام
رغم اننى لا املك معنى حنان الا حنان مصطنع اصطنعته لنفسي

أمــــــاهُ يــا أعزُ من في الوجود
يـــاحبَ الحيــاة لمْ يزلْ
يـــاقلبَ الحنــانِ لنْ يُمَلْ
يـا إشراقـةَ الفجـــرِ وألاملْ
....
أمـــاهُ أيّتهــا الوفيةُ المقدّسة
كيفَ لـي أنْ اخْدّمِكِ وأنتِ مَنْ خــدّمتيـنى
كيف لـي أنْ أُ رّ ضّيكِ وأنتِ منْ أرضّيـتيـنى
كيف لـي أنْ أحْملّـكِ وأنتِ اول منْ حملّتينـى
حمـلّتينى تِسْــعٌ مِنَ الشهــورِ
وأضعـتِ العمـرَ بين الزُهـــورِ
وبَكيْتيــنى ساعات الظُلَمِ والنُـورِ
.....
أمــاهُ أيّتهــا الزهْرّةَ الفوّاحـة
أيْنعْـــتِ كظِلِ اليــاسمين والحــريرْ
وأنــرّتــِ بعْينيكِ ضياءُ القمر المُنــيرْ
وأعطــيت ِ بتلكَ اليدينِ عطاءٌ كَثــيـرْ
أمــــاهُ ... أمــــاهُ .... أمـــــاهُ
أنــا روحـــكِ أيتهــا الامُّ كلُّ أوان
أنــا قلْبّــــك بإلامــن وألامــان
أنــا حنــــانكِ ومـا مِـنْ حنــان
دُعــائِي لكِ أمــاه بالبقاءِ مـدى الزمـان
فانــا ضائِعٌ دونــكِ يـا أُمُّ وخسْـــران
.........
أمـــــــاهُ لا تبـْعّدي عنّى
إن رحـــلتْي فساعيــشُ بغُربّتــي وحيدا
إن رحـــلّتي فساعيــشُ دونــكِ بعيـدا
إن رحـــلّتى فسامـــوتُ موتــاً صديـدا
......أمــــاهُ أنْتـــي ؟؟؟؟؟
انْتــى قلــبٌ وقلبٌ وأغلــى قلبْ
أنتــى حُــبُّ ورأفةٌ وبركـــةُ ربْ
أنتــى جَنّـــةٌ حُفّتْ بياقـوتٍ وذهبْ
أنتـى أمــواجُ حنــانٍ أشــدُّ اللهبْ
....
أمـــاهُ كيف لي أنْســـاكْ ؟؟
كيفَ لـي أنســـاكِ وأنــتِ لوحُ بصري
كيفَ لـي ترْكـــكِ وأنــتِ نورُ قمـري
كيفَ لـي هجْرّانــكِ وأنــتِ غطاء سِتْري
كيف لـي أنْ أُرّضيكِ يـا اغلى وأعزُّ منْ عمري
........ ألام ......... ألآم ......ألامُّ
ليست حروف الف ولام والف وميم
وليست مجرد طنطنة الفاظ نرددها
الام مصدر الاشعاع بالقول والفعل
الامم منبع الحياة وعنوان الامل
الام سر الله فى الوجود وخير العمل
الام جنة الدنيا ورحيق الاخرة
.........ألامُّ .......ألامُّ
تحمل بين الاحشاء طفل بتسع شهور
تحمل الالم وتكابد الضيم كل ساعٍ وساعه
تحمل فى طياتها ذلك الوليد الذي سيفرحها
تحمل فى قلبها ذلك الطفل الذى ستعتنقه وتقبله
وتقول ولــــدي ......أبنتى ....قٌرّة عينى
........ الام ........ألامُ .......ألام
هى التى تحملتكم ايام الصغر
تحملت نظافتكم ولباسكم كل العمر
تحملت السهر والعناء بساعات الدهر
تحملت الدموع لحظات المرض والبكاء
تحملت كل هذا لاجل راحتك وسعادتك
تحملت كي تكون رجلٌ وتكونِ إمـراءةٌ.
.... فهل يكون جزاء هذا ؟؟؟؟
ان يتزوج الابن ويودع اما ولدته
او تتزوج البنت وتودع اما ولدتها
ام انها كانت مجرد اشفاق ايام وجودهما ببيت واحد
واليوم لا حاجة لامٍ أو لابِ
وان تزوج الابن أو البنتِ
هل فكروا بزيارة لتلك الارض المقدسة
والام هى الارض المقدسة
والام منبع الارض المقدسة
هل فكروا باعادة البسمة الى وجهها الوضّاء
هل احتضنوا الام مثلما حضنتهم سنين تلو سنين
ايتها الام ..................ايتها الام
ستبقين الشعاع والوجود
وسيظل ظلك وردٍ ومورود
وستظلين الافق وجنة خلود
وسيبقى الجمع ينادي باعلى صوت ومسموع
أمــــاهُ
أمــــى
أيتـــها ألامُّ يـــــا أغلى
من القلب والروح والعمر

ساوافيكم بحول الله
الورقة الثالثة
والقلم سيتكلم