عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.86 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-07-2009 الساعة : 04:20 PM


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

الأثر الثاني: الاستعداد للقاء الإمام المنتظر عليه السلام:


وهنا عندنا مقدمتان:

المقدمة الأولى: الغبية العنوانية والغيبة الشخصية:

يذهب العلماء إلى أن غيبة الإمام هي غيبة العنوان لا غيبة الشخص, فإن غيبة الشخص تعني أن نفس شخص الإمام غير موجود, مثل عيسى بن مريم عليه السلام, فعيسى بن مريم شخصه غائب؛ لأن شخصه قد رُفع إلى حظيرة القدس, فهي غيبة إعجازية وغير طبيعية, أما غيبة الإمام المنتظر عليه السلام فهي ليست كذلك, إن غيبة الإمام المنتظر غيبة العنوان وليست غيبة الشخص, أي أن الإمام المنتظر عليه السلام موجود مع الناس, إلاّ أن شخصه غير معروف, فالإمام المنتظر يحضر قضايا الناس العامة والخاصة, ولم يغب شخصه, وإنما الذي غاب هو عنوانه.

إذن غيبة الإمام المنتظر غيبة طبيعية وليست إعجازية.

والإمام المنتظر يحافظ على خفائه حفظاً شخصياً عادياً وطبيعياً, من خلال تغيير الاسم والعنوان والمكان وطرق الاتصال ونوع الارتباط بالبشر, فكلّما مرَّت فترة عليه غيَّر مكانه وعنوانه وطريقة اتصاله, فغيبته غيبة عنوانية طبيعية, فهو يقوم بحفظ نفسه عن أعين الظالمين, ولو كانت غيبة الإمام غيبة إعجازية فلا معنى أن ننتظر الإمام ونقول: (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً, وقائداً وناصراً, ودليلاً وعيناً, حتّى تسكنه أرضك طوعاً, وتمكّنه فيها طويلاً)(21), أي ندعو له بالحفظ, فعيسى عليه السلام لا يحتاج إلى أن ندعو له وأن نقول: اللهم احفظ عيسى بن مريم وهو في حظيرة القدس وبين الملائكة. إنما ندعو بالحفظ لمن كانت غيبته غيبة طبيعية عادية, فهو يقوم بحفظ نفسه من الأخطار, وهو الذي يقي جسمه من الأمراض, وهو الذي يقي نفسه من التلف والضياع, لذلك نحن ندعو الله فنقول: (اللهم أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك, وحفه بملائكتك, وأيّده بروح القدس من عندك, واسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً يحفظونه من كل سوء, وأبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً، ولا تجعل لأحد من خلقك على وليك سلطاناً, وائذن له في جهاد عدوّك وعدوّه, واجعلني من أنصاره, إنك على كل شيء قدير)(22), فالدعاء له بالحفظ شاهد على غيبة العنوان لا غيبة الشخص.

المقدمة الثانية:

إذا كان الإمام حاضراً بيننا وغيبته غيبة عنوان فالاتصال به أمر ممكن وميسور, فقد يتصل أحدنا بالإمام من حيث لا يشعر, وقد يختلط بالإمام ويتحدّث للإمام والإمام يوصل له بعض الأفكار الصالحة من حيث لا يشعر, وقد يوصل له بعض الأمور التي يهديه بها من حيث لا يشعر, فاتصالنا بالإمام عليه السلام اتصال ميسور وممكن, إنما نحن نريد أن نعرف العنوان, هل هذا هو الإمام أم غيره, كيف ذلك؟

الإمام يعلّمنا الطريق, (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل... ).(23)

ومحمّد بن عثمان العمري السفير الثاني للإمام عليه السلام يقول: (والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة _ يعني الحج _ يرى الناس ويعرفهم, ويرونه ولا يعرفونه)(24), هو موجود بينهم, ولكنهم لا يعرفون أن هذا الشخص هو الإمام المنتظر عليه السلام, إذن إذا أردت أن تلقى الإمام يعني أن تعرفه باسمه وعنوانه فالطريق واضح (فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم), وهو التخلص من الذنوب والمعاصي, فإن ذلك الطريق الواضح أمام رؤية الإمام بعنوانه وبشخصه.

وقد يقول الإنسان: ما الغرض من اللقاء؟ وما الذي يترتّب لو التقيت بالإمام؟

الجواب: إن هناك شيء اسمه الهداية الأمرية, (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا)(25), أتريد أن تصل إلى الهداية الأمرية, أتريد أن تكون مثل سلمان الفارسي وأبي ذر والمقداد وعمّار وكُميل؟ هؤلاء النخبة حينما التقوا بالأئمّة حصلوا على أعلى مرتبة من الهداية وهي الهداية الأمرية, فأيّ إنسان لا يرغب بهذا الهدف؟ فإذا أردت أن تصل إلى الهداية الأمرية فالطريق إليها هو لقاء الإمام, والطريق إلى لقاء الإمام هو رفض الذنوب والتخلي عنها.

وقد يستغرب أحد الرواية الواردة في تفسير الآية المباركة: (وَالَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(26), بأن معنى هداية السبيل هو سبيل أهل البيت عليهم السلام(27), إن الآية الشريفة اشتملت على تعبير دقيق: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا), ولم تقل: (لنهدينهم إلينا), فأنت إذا قمت بمجاهدة نفسك الأمّارة بالسوء فستصل إلى السبيل إلى الله, ولكن من هو السبيل إلى الله عندما تقرأ في دعاء الندبة: (وكانوا هم السبيل إليك, والمسلك إلى رضوانك... ), فإن السبيل إلى الله هم أهل البيت عليهم السلام, والهداية إلى السبيل فرع المجاهدة النفسية, وفرع نبذ الذنوب والمعاصي, وهكذا تصل إلى السبيل, إذن الأثر الثاني المترتّب على الغيبة هو استعداد الإنسان للقاء الإمام عليه السلام, لا أن ينكر وجود الإمام ويقول: الإمام ما ولد بعد, فهل التقي بمن هو لم يولد؟ من ينكر الإمام لا يحصل على هذا الأثر, ومن ينكر وجود الإمام عليه السلام محروم من هذا الأثر, أما من يعترف بوجود الإمام وأنه يمكن لقاؤه فطريق لقائه نبذ الذنوب, ومن خلاله يمكن الوصول إلى الهداية الأَمرية, فالأثر المترتّب على الغيبة هو الاستعداد للقاء الإمام المنتظر عليه السلام.

الأثر الثالث: تقوية العلاقة القلبية بيننا وبين الإمام عليه السلام:

ما معنى تقوية العلاقة القلبية؟

قال تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(28), إن مطلوب مودّة أهل البيت عليه السلام واجب شرعي, فكل طريق يقوّي المحبة فهو طريق مطلوب, وكل طريق يقوّي في قلوبنا محبّة أهل البيت عليهم السلام فهو طريق مرغوب, فالشعور بغيبة الإمام المنتظر يقوّي جانب المحبّة والعلاقة القلبية مع الإمام.

مثلاً إذا كان عندك شخص عزيز غائب ألا يأخذك الشوق إلى لقائه؟ ألا يشتدّ شوقك إلى رؤيته؟ ألا تنمو العلاقة القلبية معه أكثر مما لو كان مفقوداً؟ ولو قيل لك: إن فلان الذي تنتظره مات, فإن العلاقة القلبية تبرد وتنتهي, فشعورك بأن الإمام معدوم وليس بموجود يطفئ العلاقة القلبية, أما شعورك بأن الإمام غائب وأنت منتظر له, فهذا عامل من عوامل تقوية العلاقة القلبية وتقوية العلاقة النفسية بينك وبين الإمام. وإذا قويت علاقتك بالإمام فستنعكس هذه العلاقة القلبية على سلوكك, فتبعثك إلى الصدقة وإلى الحج وإلى الطواف وإلى الصلاة وإلى أيّ عمل قربي تقوم به وتهدي ثوابه إلى الإمام المنتظر عليه السلام.

إذن هذه الآثار كلها آثار سلوكية وروحية تترتّب على الاعتقاد بغيبة الإمام المنتظر, ومن لا يعتقد بالغيبة فليس عنده من هذه الآثار شيء.


الهوامش

(1) الأنبياء: 105.

(2) آل عمران: 104.

(3) كمال الدين: 484/ باب 46/ ح 4.

(4) المائدة: 117.

(5) البقرة: 143.

(6) الحجر: 9.

(7) وسائل الشيعة 1: 38/ ح 61/ 22.

(8) كمال الدين: 484/ باب 46/ ح 4.

(9) سبأ: 18.

(10) الكافي 8 : 312/ ح 485.

(11) الكافي 1: 377/ باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى/ ح 1 - 4.

(12) راجع: كمال الدين: 204/ باب 21/ ح 1 - 23.

(13) نهج البلاغة 4: 37/ رقم 147.

(14) ورد في التوقيع الشريف: (إنّا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون. إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم, ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء... ), راجع: (الاحتجاج 2: 323).

(15) التوبة: 33؛ الفتح: 28؛ الصف: 9.

(16) السجدة: 24.

(17) المائدة: 22.

(18) المائدة: 24.

(19) المائدة: 25 و26.

(20) راجع: كمال الدين: 644 - 647 / باب 55 ما روي في ثواب المنتظر للفرج/ ح 1 - 8 .

(21) تهذيب الأحكام 3: 103/ ح 265/ 37.

(22) مصباح المتهجد: 367.

(23) راجع التوقيع الشريف في: الاحتجاج 2: 325.

(24) غيبة الطوسي: 363/ ح 329.

(25) الأنبياء: 73.

(26) العنكبوت: 69.

(27) راجع: تفسير القمي 2: 151؛ تفسير فرات: 320/ ح 434/ 5.

(28) الشورى: 23.



من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس