|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.16 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 18-03-2009 الساعة : 04:30 PM
كان اليوم نصف الشهر ... الواحد و الثلاثين ، و سلطان كالعادة جالس ينتظر (الجرعة) التالية ....
انتظر ... و انتظر ... لكن الجرعة تأخرت ....
و الرجّال صار ما له حال ...
تأخر الوقت بالليل ، و ما وصلتنا العلبة المنتظرة ....
أنا بصراحة كنت تعبان ، و قلت له :
- يالله أنا ماشي ، ما بتروح ؟
صار يناظر الساعة ... بقلق و ضيق صدر ... و تالي قام وراح بنفسه يتأكد من صندوق البريد ... و ما لقى شي ...
اتصلت عليه زوجته بعد شوي تسأل عنه و ليه متأخر ، و سمعته يقول لها إنه يبي يروح مشوار و يرد بعدين ...
رجعت أنا البيت ، و قلت لشوق أنه أخوها مو بعلى بعضه ... و أن القمر ما سلم عليه الليلة !
شوق كانت قلقة ، لكنها ما علقت على الموضوع ...
يوم ثاني ، كان أسوأ و أسوأ ....
أنا قلت يمكن البريد متأخر أو حصل خلل أو شيء ... و أكيد القمر بيوصله اليوم !
اللي صار ... أن اليوم عدى ، و عدت بعده أيام و أيام .... و رحل الهلال ... من غير سلام ...
سلطان كان مثل المجنون .... كل شوي يسأل عن البريد ... يدخل يفتح الصندوق ، و يطلع يفتحه ...
أعصابه صارت مشدودة و تركيزه متشتت ... و كل اللي بالعمل ، و أكيد بالبيت ، لاحظوا ....
كان ينتظر الشهر الجديد ... يمكن القمر نسى الشهر الماضي ، و جل ما لا يسهو ؟
لكن ... اللي صار ... أن البدر اكتمل ... و ما سلم عليه ...
في ذاك اليوم أنا كنت مو موجود بالمدينة ، طالع مشوار عمل ... و شوق و حدها مع الأطفال بالبيت ...
................................
كانت الساعة وحدة الليل ... و كنا نايمين ، و رن جرس الباب ....
صحيت من النوم مفزوعة ، من يمرنا هالساعة ؟؟؟
زوجي ياسر ما كان موجود ، و مستحيل يكون هو رد و ما معه مفاتيح البيت ....
الجرس ظل يقرع باصرار و أنا قمت من سريري متوجسه ... و رحت أبي أطل من النافذة أشوف من يكون ؟
في نفس اللحظة رن الهاتف ، و طلع رقم جوال أخوي بالكاشف ...
رفعت السماعة و كلي خوف ... وش صاير ... ؟ الله يستر ...
- ألو ..
- هلا شوق ، أنا عند الباب ...
- عند الباب ؟؟؟
- افتحي شوق ....
طليت من النافذة و قدرت أشوف سيارة أخوي ، و أنا أرد عليه ..
-طيب تفضل ...
ثواني ، و كان أخوي قدامي ....
مثله ... مثل شبح ... مثل مومياء ... و الله أني ما أنسى حالته ذي ... طاح قلبي يوم شفته حسبت صار شي بالأولاد أو منال ...
بلعت ريقي و همست بصوت مختفي ...
- خير ؟؟
تنهد أخوي ، قال يطمني ...
- بسم الله ... لا تخافي شوق ما صاير شي .... كلنا بخير ...
ما تطمن قلبي ... رديت أسأله :
-وش فيه ؟؟
فجأة ، ارتمى على الكنبة ... و سند ظهره عليها بتثاقل ... و رفع راسه و غمض عينه ....و مسح براحه إيده على جبينه و هو يتأوه بألم ....
أنا ظليت واقفة مثل التمثال ... مذعورة ... و لساني مو قادر يقول شي ....
فتح عينه و قال لي ... بدون أي مقدمات ....
-قمر رجعت الديرة ؟ وين هي ؟
انفجر قلبي بنبضة قوة كبيرة ، بعد انحباس .... و سرى دم حار متوهج بجسمي كله ... و ما قدرت ركبتي تشيلني ...
جيت و جلست جنبه اجمع شوية أنفاس ... و اهدىء نفسي من الفزعة ....
طالعت فيه ، و أنا صامته ... للحين لساني مشلول ... لكن نظراتي كانت تعبر بكل شرح و توضيح ....
أخوي ظل يناظرني و يقرأ تعابير وجهي ... طبعا ... الموقف صاير فوق مستوى التبرير ... و أنسب تعليق كان له ... هو شلال من الدموع فاضت من عينه قطّعت قلبي قبل تقطع طريقها على خدينه ....
مسكت راسه و قمت أمسح الدموع ... و مد إيده و مسك إيديني ... ونطق ... بالجملة الأخيرة اللي قدر ينطق بها لسانه ذيك ليلة ....
- أرجوك شوق ... شوفي لي وين هي ...؟؟؟
........................
" وتجدّد اللقاء "
أخيرا قرر أخوي ثامر أنه يتزوج ، بعد ما مرت سنة و نص من رجعنا البلد و أمي تلح عليه كل يوم !
و الاختيار كان على وحدة من معارفنا القدامى...
حفلة الخطوبة رح تكون عقب كم يوم ، و الوالدة ما خلت أحد بالديرة إلا و عزمته !
في الواقع انشغلت كثير أواخر الأيام .... و قررت آخذ أجازة كم يوم ...
ولدي بدر ... صار ما بين كل يومين ثلاثة يروح يتغذى أو يتعشى أو حتى يبات في بيت جدته ، أم بسام الله يرحمه ...
الولد صار يتعلق بعمينه ، ماجد و رائد كل يوم بعد يوم ... خصوصا بعد ما قرر ثامر أنه يرتبط ...
الولدين اثنيهم يدرسوا بالجامعة ، و فارق السن بينهم و بين بدر حول تسع سنين ... بس صاروا عنده أقرب أصحابه...
بصراحة ... أنا بديت أقلق ...
كبر الولد ... و صار شوي شوي يبتعد عني و يتعلق بأصحابه ... و بالأخص عمينه ...
أكيد هذا الشي الطبيعي ... لكن ... أنا اللي وضعي مو طبيعي ...ما أبي ولدي يبتعد عني ... هو كل اللي بقى لي من الدنيا ....
بُعد بدر عني أواخر الأيام ... يمكن أعطاني فرصة إني ... إني... أفكر في...سلطان..
آه يا سلطان ....
|
|
|
|
|