|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.16 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-03-2009 الساعة : 06:08 PM
( هبه ) ، هي بنت أخوي سلطان الوحيدة ، و اللي جابها بعد تسع سنين ، من ولادة ( نواف ) ، و البنت الوحيدة
و أصغر طفلة في عيلتنا حاليا . الحين هبه في الثالثة من عمرها و أخوي و منال متعلقين بها و يدللوها دلال ما شافه أخوها الأول و الوحيد ، نواف ...
و لمـّـا يكون عنده عمل طويل ، كثير ما كنت آخذها و نروح نمر عليه هو و ياسر بالشركة .
اليوم ، اثنينهم رح يتأخروا الى الليل ، و انا بأجازة في الوقت الحالي ، و أخذت هبه ، و رحت بها لمكتبهم ...
-هذه شكلها رح تصير إدارية مثلك يا سلطان ! وش رايك تكتب الشركة باسمها أو تورثها لها بعد عمر طويل؟
قال ياسر يمزح ، و ضحكنا كلنا ...
- متى راجعين ؟ جت الساعة سبع و نص ! و بعدين أنا مسوية طبخة حلوة و لازم تتعشى معنا يا سلطان !
رد أخوي :
- خلال ساعة نكون خالصين إن شاء الله ، اذا بغيت ِ تروحي روحي بس خلي هبه عندي ...
ابتسمت ، و قلت :
- تراك مدللها بزيادة يا أخوي ! الله يعينك عليها إذا كبرت !
شالها بحضنه و صار يقبلها بسعادة كبيرة ، كانت من أروع الصور اللي شفت فيها أخوي ، أب يحضن طفلته الصغيرة الحبوبة ، و هو واقف قدام النافذة المفتوحة ، و بعض الأنسام تداعب شعرها الأملس .... و البدر المكتمل يرسل نوره حوالينا بكل غرور ....
الله ...
و لا أجمل من ذي صورة !
- اصبر سلطان ! باجيب كاميرا و أصورك ترى المنظر حلو بالمرة !
قلت بمرح ، و جلسنا نضحك بسعادة ...
بعد شوي ، جا أخوي يلم أغراضه عشان نروح . و على وحده من الطاولات كان فيه أرواق و طرود ،
أظنهااشياء البريد اللي وصله اليوم .
راح أخوي و القى عليها نظرة تفحص ، و توقف و دقق نظرة استغراب في وحدة من العلب ...
- يالله سلطان خل البريد لبكرة !
قال ياسر و هو يفتح الباب يبي يطلع و أنا جايه صوبه ، لكن سلطان ، و هو شايل هبه على كتفه ، ترك شنطته العملية من إيده ، و أخذ ذيك العلبة و بعض الرسايل ، مصر يفتحها لآخر لحظة ....
فتح أخوي العلبة ، و احنا جالسين ننتظره بطوله بال ...
و لو تشوفوا تعابير الذهول اللي طلعت على وجهه فجأة ... تقولوا هذا شايف جني...!
فجأة التفت للورا ، صوب النافذة ، كأنه سامع أحد يناديه ، و طالع في القمر ...
.. أنا استغربت ، و اندهشت ، اش ممكن يكون شاف داخل العلبة ؟؟
العلبة كانت صغيرة ، بحجم (شريط كاسيت ) تقريبا ، وش ممكن يكون داخلها ...؟؟؟
- وش بلاك يا سلطان يالله باموت جوع ؟
قال ياسر ، و التفت لنا سلطان ، و طالع بي بذهول ... ، ما فهمت معنى نظرته ، و سكـّـر العلبة و دخلها بشنطته و طلع معنا ...
فيه شي تغير ، ما حسيته على بعضه ، حتى و احنا على العشاء ما أخذ بنته يأ ّكلها بنفسه كالعادة ، عطاني اياها و صار ياكل شوي شوي ، و بشرود ...
أنا طبعا فضولي وصل حده ، و انتهزت أول فرصة لقيتها ، و رحت ، و فتحت شنطة سلطان خلسة ....
شفت العلبة و طلعتها ، و انا التفت يمين و شمال خايفة أحد يشوفني ، فتحت العلبة شوي شوي ... و اندهشت ...
ما كان داخلها غير ( فص فضي ) ، و ورقة مكتوب عليها :
(( القمر يبلغك السلام ))
.....................................
بعد ثلاثة أشهر ، في مرة من المرات ، و بشكل غير متوقع ، سألني أخوي فجأة :
- قمرة رجعت البلد ؟
طالعت في أخوي ، و أنا كلي اندهاش ، يمكن ما سمعته زين ؟
- إيش قلت أخوي ؟؟
و رد علي بنفس النبرة :
- قمرة رجعت البلد ؟؟؟
ظليت أناظر به ، نظرة بلهاء ، كأني وحدة غبية أو ما تفهم اللغة ... من كثر ما أنا متفاجأة من السؤال ...
-أي ... قمرة ... ؟؟
سألت ، و أنا أبي أقنع نفسي أني ما سمعته زين ، أو أنه يقصد شي ثاني ...
- قمر صديقتك ... ردت البلد و إلا ما عندك خبر ؟
أكيد كان يقصد قمر نفسها ، ما غيرها .... !
-قمر ... صديقتي زمان ؟
طالع بي بنفاذ صبر من ( استهبالي ) ، لكن ...
- ... وش جابها على بالك الحين ؟؟؟
أخوي ، مد إيده بجيبه ، و طلـّـع علبة صغيرة ، و فتحها قدّامي ....
داخل العلبة ، كان فيه أربعة فصوص فضية ، مثل الفص اللي شفته قبل ثلاث شهور ... و جنبها سلسلة
فضية ....
أخوي ، أخذ السلسلة و صار يدخل بها الفصوص واحد ورا الثاني ...
الحين بس ، لما شفت الفصوص في السلسلة ، تذكرتها ....
طالعت بكل معاني الدهشة و الذهول و الاسغراب الشديد ... هذه ... سبحة أخوي سلطان ، اللي كانت عنده قبل 13سنة ، و اللي أذكر ... أن قمر أخذتها منه يوم رحت أنا معها له في مكتبه ذاك يوم .... ! ! !
قمر ... سافرت قبل أكثر من عشر سنين .... و أخبارها عني انقطعت ....
و أنا ... بعد كل اللي صار في الماضي ، ما تجرأت اتقصى عنها و عن أخبارها...
و الحين ... ما اقدر اتجرأ.......
.................. ...
شي تغير في سلطان ... الرجـّـال ما هو بطبيعته الأوله ...
الشرود صار يرافقه أغلب الوقت ... و البهجه تهل عليه بشكل ملحوظ و غريب ، كلما وصلته علبة جديدة ، من العلب اللي صارت تجيه نصف كل شهر ... !
يفتحها ، و يبتسم ، و تشوفه يرتخي فجأة و تنبسط كل عضلاته ، و يسبح في بحر من الشروذ ... تقول
( مخدرات ) و العياذ بالله !
اليوم ، جالس على أعصابه ، ينتظر البريد ، ينتظر ( الفص المخدر )
- وش فيك يا سلطان ما انت على بعضك ؟
- ولا شي ياسر ... خليك بحالك .
- يا رجـّـال ! اللي يشوفك يقول عاشق غرقان في الحب !
- ياسر ما لي مزاج لتعليقاتك الساعة ، أجلها شوي ...
وش رايك تنقشع عني الحين ؟
وشوي ، و وصل البريد ، و وصل معه الفص الفضي ، و تهلل وجه الرجّال و صار غير اللي كلمني قبل
شوي ... !
- ياسر ، وش رايك نروح نتعشى الليلة بمطعم ؟ على حسابي ؟
- سبحان مغير الأحوال !
ابتسم ، و أخذ الفص رقم 30 ، و دخله في السلسلة ... و قال :
- باقي ثلاثة ...
- سلطان ، أبي أقول لك شي ، تراك مجنون يا أخي ...
ما عبرني ، بعده في نشوة المخدر !
- سلطان ، أقول لك تراك جنيت ، و لازم تروح المستشفى !
انتبه لي فجأة ، كأني قلت شي خطير ، و طالعني بنظرة ادراك ، يمكن أوحيت له بفكرة كانت غايبة عن باله ؟
- المستشفى ....
قالها ، و ابتسم ، و أخذ نفس طويل ، و رجع لحالته الأولى ، الطبيعية ، انتهى تأثير المخدر ....
- و بعد ما تكتمل السبحة ؟
سألته ، بس ما رد علي ... أنا بديت أخاف عليه ، أنا متأكد أن هذه من علامات الجنون المبكرة ، و يا ليتنا نلحق عليه قبل فوات الأوان ... !
- سلطان وش تفكر فيه ؟ بعد ما تخلص السبحة ؟
- يكفيني .. أني أحس بها موجودة حواليني ، في مكان قرب أو بعد ... بس هي حواليني ...
- أنت مجنون من جد يا سلطان ، المره يمكن تزوجت واحد ثاني و عشان كذا تبعث لك الفصوص ، مثل ما بعثت السلسلة ليلة زواجها من بسام ، الله يرحمه ... تذكر ؟
يا ليتني ما قلت اللي قلته ، ثار سلطان بوجهي :
- اسكت يا ياسر اسكت ، خلني اتهنى لحظة من عمري ، اسكت يا ياسر و اطلع برى لو سمحت ...
حتى لو تزوجت عشر مرات ... قمرة عايشة بأنفاسي أنا...
روحها هي اللي تحركني ... أنسامها مازالت بصدري من ذاك اليوم ...
لما رجعت البيت ، قلت لشوق :
- أخوك سلطان مريض ، و رح ينجن ، و لازم تشوفي له طبيب نفساني ...
..........................
ثلاثين فص ، في ثلاثين شهر مروا ... و قمر موجودة بمكان ... بس ما بغيت أسأل عنها ...
أكيد ردت البلد ... لكني ما ودي أشوفها ... ما أعرف بأي وجه و أي تعابير أقدر ألتقيها ... بعد أكثر من عشر سنين .... من الفاجعة المشؤومة ...
إش الهدف ... من أنها ترسل الفصوص ؟ ما أدري ...
هل هي بنفسها اللي ترسل الفصوص ؟ بعد مو متأكدة ...
اللي متأكدة منه ، أن أخوي سلطان زي ما قال ياسر .... قرّب ينجن !
أظن هذا رح يكون حكمكم عليه لما تعرفوا وش اللي صار
|
|
|
|
|