عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.16 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-03-2009 الساعة : 06:02 PM





قولوا عني اللي تبون ...

سلطان بيموت بين يدي ...

لا احد يلومني ...









-لا تموت حبيبي أرجوك ... لا تموت ... يا بعد عمري ...

لا تمو ت و تتركني ، لا ... لا سلطان ... لا ... لا ... لا ...

يا رب لا ... خذني و لا تاخذه يا رب لا ....










رفعت راسي شوي ، و بعدته عني ، أبي أشوف وجهه و أتاكد أنه حي ...

كانت عينه مفتوحة ، و الهواء أحس به يطلع من أنفه ...



- أنت حي سلطان مو صح ؟

- ... قمره ...

- يا بعدي ...






رديت ضميته لصدري ، بلا شعور ، بلا وعي ، بلا إرادة ، بلا إدراك ...

و أنا أبكي بشدة ، مفزوعة مفجوعة ... ماسكتنه بقوة ... بقوة ... بقوة ... ، خايفة البحر يسحبه مني ...

لا ... لا ... لا ...

إلا سلطان ...







مرة ثانية باعدته عني شوي ، أتاكد أنه صحيح حي ...





- سلطان ... أنت حي مو صح ؟ أنت حي ؟



حرك سلطان راسه و صار يدور بعينه ، طالع صوب البحر و قال :




- نواف ... منال ... شوق ...



عند ذي اللحظة ، انهارت عضلاتي ...

فقد ت كل احساس ... فقدت كل وجود ...






تركت سلطان من بين يديني ...

رفعت روحي ، لين وقفت ، كأني معلقة بخيوط نازله من السماء ....

طالعت البحر ...

أسود ... غضبان ... خسر فريسته

لفيت ببصري حوالي ....

شفت ناس تجي و ناس تروح ...

شفت نور كشاف يتولع فجأة ، من ناحية البر ...

سمعت أصوات ... ما قدرت أميزها ...

البحر كان يرقص ، و أمواجه بعدها تتأرجح ...

حتى الأرض كانت تتأرجح ....

و السماء كانت تدور ...

وين اختفى النور ؟ من طفى الكشاف ؟

ليه الأرض تهتز ؟ أنا بعدني في البحر ...؟

ما عاد أشوف

ما عاد أحس

ما عاد ادري بنفسي ....

سلطان حي ...

الحلم كذاب ....


فتحت عيونها شوي شوي ، كانت نصف واعية في البداية ، بعدها ، بدا و كأنها استردت وعيها الكامل فجأة ، و طالعت حوالينها ، و فجأة صرخت بفزع :




- وين سلطان ؟


كنت أنا جالسة جنبها و مسكت إيدها ، و أنا أشوف علامات الذعر و الفزع المهوله على وجهها الشاحب ...

ردت صرخت ، و هي تحاول تقوم من السرير :

-وين سلطان ؟؟؟؟


- اهدئي قمر خليك منسدحة



شدّت على إيدي لين بغت أظافرها تنغرس فيني ، و ردت صرخت :

-وين سلطان ؟؟؟

- بالغرفة الثانية ، اهدأي قمر ...


ما كأنها صدقتني ، هزت راسها ( لا ) ، و ردت تسأل :

-وين سلطان ؟

-أقول لك بالغرفة الثانية ، بخير

- لا تضحكي علي ... سلطان مات ؟

- لا يا قمر ، بالغرفة اللي جنبنا



و قامت ... ، وهي بعدها في ملابسها المبللة اللي ما جفت ...

-وين قمر ....؟!

- أبي أشوفه

- خليك قمر أنت ِ تعبانة ارتاحي شوي ...

- لا تكذبي علي شوق ، وينه ؟ مات ؟ خليني أشوفه ؟

وينه ؟؟؟






حالتها كانت هيستيرية ، جنونية ، ما هي طبيعية أبدا ...

قمت و رحت معها حسب رغبتها الملحة الجارفة ، و طلعنا للغرفة اللي كانت جنبنا في طوارىء المستشفى ...

كان أخوي سلطان متمدد على السرير ، و عليه قناع الأوكسجين ، و نايم ...

و جنبه ، كانت منال جالسة تبكي ، و ولدها نايم بحضنها ... توني تركتهم قبل دقايق و رحت لعند قمر ، و اللي ما استردت وعيها من طاحت عند الساحل ...



أول ما دخلنا ، قمر وقفت تطالع ، كأنها تبي تتأكد هذا اللي ممدد على السرير هو سلطان و الا غيره ؟

و شافت منال جنبه و معاها الولد ، و مع ذلك ، لفت علي و سألتني بتوجس :

- سلطان ؟


هزيت راسي ، أأكد لها أنه هو ... و ردت سألت :

- حي ؟


رديت هزيت راسي ، ايه حي ...


- أبي أشوفه ...



طالعتني ، ما ادري هي ( تستأذن ) و الا تعلن ، و الا تنذر ؟؟؟


أنا ما قدرت أتحمل ، انهرت و جلست أبكي ... ، فهمت هي أن صابه شي ، و ذعرت و وقف قلبها و هي تنقل

بصرها بيني و بينه ... بفزع ... بذعر ... بهلع ... بحال ... ما عندي كلمة وافية أقدر بها اوصف التعابير اللي كانت على وجه قمر و بقلبها ...


-سلطان ...

نادت فجأة و بصوت عالي ، و مرة ثانية بصوت أعلى :
- ســلــطــان ...





انتبه أخوي من النوم ، و فتح عينه و دار بها بيننا ، و استقرت عند قمر

- ... سلطان ...



نادت هالمرة بصوت مكبوت ، مسحوب ، منخفض ، ممزوج بصيحة ، ممزوج براحة ، و أسى ...

جت تبي تتقدم خطوة ، ما شالتها رجلها ... حسيتها بتطيح و بسرعة مسكتها و اسندتها علي ، و جلستها على كرسي قريب منا ...



حضنتها بقوة ، بقوة مرارة ... بقوة الصدمة اللي راحت ، و الصدمة اللي جاية ...


و أنا أشوفها ، مجرد هيكل ... مجرد بقايا قماش متمزق ... بقايا روح و بقايا جسد ... بقايا حب و بقايا

عذاب ... و بداية فجيعة أكبر ...



وصلتنا أصوات و حركة عند الباب ، و شفنا بو ثامر و أم ثامر داخلين الغرفة ، و جت أم قمر مثل المجنونة

تحضن بنتها ... و تبكي و تنوح ...


و شوي ، و وصلتنا صرخة من الممر ... عند الباب ...

- و لـــيـــدي ...



كانت صرخة أم مثكولة ، فقدت ضناها ... غرقان وسط البحر ...



أم بسـّـام ....




بسام ، كان الشخص الوحيد اللي ... ما رجع من ذيك الرحلة .......


" خاتمة الذكرى "

ما أظن ، أن فيه فاجعة و مصيبة ممكن تمر على إنسان ، أعظم من اللي مرت على صديقتي و حبيبتي قمر
وفاة بـسـّـام ، كانت أفظع من انه يتحملها أي قلب بشري ... أنا ما أعرف التفاصيل لأني ما شهدتها معهم ، و لا أبي أعرفها ...


الحمد لله ، أني ما كنت معهم ذاك اليوم ...






الفترة اللي تلت الحادث المفجع كانت أفجع و أمر ...


قمر قضت شهور ، تتنقل بين البيت و المستشفى في حالة انهيار عصبي و نفسي حاد و شديد ... كنت ملازمة لها طول الوقت ، و أشوفها تموت قدامي يوم بعد يوم ...



فيه مرات كنت أنام معها ، بالبيت أو المستشفى ... و كانت ، تصحى من النوم بعز الليل فجأة ، مذعورة

مفزوعة و تصرخ ...

-( سلطان غرق ؟؟؟)

( بسـّــام وينه ؟؟؟)

( سلطان لا تموت)

(سلطان تنفس)

(باكسر الجدار)

( سلطان لا تروح)

(سلطان تماسك )

(سلطان أحبك)




سلطان و سلطان و سلطان ، طابور من السلاطين ، و اللي كتمتهم في صدرها طول هالسنتين ، تفجروا و طلعوا كلهم غصبا عليها ... في هذه الأزمة ...



كنت آخذها بحضني و أحاول أهديها ، كانت تصيح و تقول لي :

- (أبي أشوفه يا سلمى ، قولي لشوق تخليني أشوفه )


أنا أبكي و هي تبكي ، لين تتعب من البكاء ، و ترد تنام ...

كم كنت غلطانة ، لما اعتقدت أنه طلع من قلبها خلاص ...





هذا و هو حي ، ما مات ، و هي جنت لأنه شافته على وشك الموت ...

لو كان مات ؟




يا ليته كان هو اللي مات ، و ظل بسام ...


الحين قمر انقذت زوجك يا منال ، و هي ترملت ....


أول ما شفت شوق بعد الحادثة المفجعة ، ما تمالكت نفسي ... كانت جاية تبي تشوف قمر ، بالمستشفى ...

أنا شفتها عند الممر ، قبل ما تدخل الغرفة و بس طاحت عيوني عليها ولـّـعت فيها ...


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس