عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي تتمة
قديم بتاريخ : 13-03-2009 الساعة : 11:05 PM


أساس كون المسائل الدينيّة اختياريّة لا جبريّة
إنّ الإنسان موجود متعدّد الأبعاد، ذو فطرة إلهيّة مودَعة، وذو كرامة وجودية، وهو ـ مِن ثَمّ ـ موجود مختار يمكنه أن يحقّق كرامته من خلال كونه مختاراً. وفي الحقيقة أنّ الإنسان من وجهة نظر الإسلام مخلوق ذو نزعات ورغبات وجوانب معنويّة تفتقر إليها الموجودات الأخرى، فهو قادر على مقاومة رغباته الباطنية وإهمال تلك الرغبات والنزعات، كما أنّه قادر على الاستجابة لبعض تلك النوازع وتحجيم بعضها الآخر والسيطرة عليها وتوجيهها في اتّجاه معيّن. وهذه القابليّة التي يختصّ بها الإنسان بحكم إرادته الخاضعة لعقله، هي التي تجعل الإنسان موجوداً حرّاً مُختاراً.
وينبغي في أمر دعوة الأطفال والناشئة للقيام بالواجبات الدينيّة أن يكون على نحوٍ يحسّون فيه بحريّتهم في القيام بتلك الواجبات. وإذا أخذنا نصب أعيننا أن الإنسان يميل بفطرته إلى عبادة الله تبارك وتعالى، فإنّ علينا ـ من خلال الأساليب الصائبة ـ أن نوقظ في نفوس الناشئة هذه الفطرة، ونسوقها باتّجاه قبول أوامر الدين. وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يُوصي أصحابه بالرفق واللين في دعوة الناس إلى الإسلام. وثبت بالتجربة أنّ أحداً لا يمكن سَوقه إلى جادّة الهدى بالقوّة والإكراه. يقول الله عزّوجل في قرآنه الكريم: أفأَنتَ تُكرِهُ الناسَ حتّى يكونوا مُؤمنين (3).
وإذا أنعمنا النظر في قوله تعالى لا إكراه في الدّينِ قد تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِن الغَيّ (4)، وفي قوله تعالى فإنّما عليكَ البَلاغُ (5)، فإنّنا سنصل إلى نتيجة مُفادها: أنّ وظيفة النبيّ صلّى الله عليه وآله تنحصر في البيان والتوضيح والإنذار ـ أحراراً والبشارة، وأنْ ليس عليه أن يُكره أحداً على الإسلام، بل يترك الناس ـ بعد دعوتهم وإنذارهم في اختيارهم.
ومن الأفضل أن نحترز عن إجبار الأطفال والصبيان على القيام بواجباتهم الدينيّة، ومن الأفضل ـ كذلك ـ أن لا نرغّبهم في القيام بتلك الواجبات بالتلويح لهم بهدايا كبيرة مُغرية؛ لأنّ هذين السلاحين ـ التهديد والتطميع ـ لن يُثمرا في جعلهم عقائديّين متديّنين، لأنّ الإسلام لا يريد مثل هذا الاعتقاد القائم على أساس الخوف والإكراه، ولا الاعتقاد الناشئ من الطمع في استجلاب منفعة دنيويّة عاجلة.
وحين ينشأ الصبيّ في محيط سالم من الانحرافات، وفي محيط يُقدَّم له فيه الدين على نحوٍ منطقيّ مناسب، فإنّ الدين الذي سيتقبّله بفكره الانتزاعيّ سيكون ديناً متيناً غير وراثيّ وغير مشوب بشوائب الرياء والتصنّع.
ونلاحظ أنّ الإسلام قد أكّد ـ وباستمرار ـ على حقيقة أنّ أصول الدين ليست أمراً تقليديّاً يمكن الإيمان به بتقليد الآخرين، بل هي أمر ينبغي الإيمان به عن وعي وحريّة، ومن هنا ينبغي على الآباء والمعلّمين أن يرغّبوا الأطفال والناشئة في الدين بأساليب إيجابيّة منطقيّة، وأن يستعينوا في هذا المجال المهمّ بذوي الخبرة في الأمور العقائدية والفكريّة، آخذين بنظر الاعتبار أنّ الأطفال عامّة والصبيان خاصّة يُبدون مقاومة تجاه من يتعامل معهم بخشونة، ومن يكتفي بإصدار الأوامر الصارمة.
وقد طرق سَمْعَ بعض العلماء أنّ أحد الأشخاص كان يُكره ابنته الصغيرة على النهوض فجراً لأداء صلاة الصبح، فبعث إليه يقول: لا تجعل الطابع الجميل للإسلام يبدو في نظر طفلتك مُنفِّراً! وقد أثّر هذا الكلام بعُمق في نفس الطفلة، فصارت ـ بعد ذلك ـ توصي أبويها أن يوقظاها عند حلول موعد صلاة الصبح.
وهناك جملة من العوامل المؤثّرة في تقبّل الناشئة للدين والإيمان به عن طواعية، نوجزها فيما يلي:
1 ـ ينبغي أن يكون والدا الطفل بذاتهما مؤمنَين بالتعاليم الدينيّة، عاملَين بها من دون رياء.
2 ـ أن يعمد الأبوان إلى إيجاد رابطة أُنس بين ولدهما وبين المجالس الدينيّة. ويلزم في هذا الصدد أن تكون ذكريات الطفل عن هذه المجالس ذكرياتٍ طيّبة، وعلى الوالدين أن يحترزا عن الإجبار والإكراه. ويمكن لهما ـ على سبيل المثال ـ أن يوقظا الصبيّ أو الصبيّة لصلاة الصبح بملاطفته وإبراز مشاعر الحبّ، بحيث يعوّضان لذّة النوم لدى الصبيّ بلذّة الإحساس بالمحبّة والحنان، فذلك أحرى أن يجعل الصلاة والعبادة مستساغة بل لذيذة لدى الولد.
3 ـ على الوالدين أن يُوليا أمر الصلاة وباقي الأمور العقائديّة اهتماماً كبيراً. ولو عَمِل الوالدان بتوصيات الأئمّة الأطهار عليهم السّلام والتزما بسيرتهم في هذا الصدد، فإنّ ولدهما سينشأ ـ بلا ريب ـ مصلّياً مؤمناً مُلتزماً.



3 ـ يونس:99.
4 ـ البقرة:256.
5 ـ آل عمران:20.



یتبع ان شاء الله



توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
رد مع اقتباس