|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14474
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 411
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فطومة الحلوة
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 06-03-2009 الساعة : 09:03 PM
... الجـــــزء الثـــــاني ...
ومرة أخرى أدنى عمي وجهه مني وتلفظ بالشهادتين .. ولما أردت تحريك لساني تحركت الشياطين مرة أخرى ولكن عن طريق التهديد في هذه المرة .
لقد كانت لحظات عجيبة .. فمن ناحية كان الذي يرتدي ثيابا بيضاء يمارس أعمالا مدهشة .. ومن جهة ثانية .. كنت أواجه إصرار عمي على النطق بالشهادتين .. ومن جهة ثالثة محاولات الأشباح الخبيثة في سلب إيماني في آخر لحظات حياتي .
ثقل لساني وكأن شفتي قد خبطت مع بعضهما .. لقد اعتراني العجز .. وكنت أريد الخلاص من هذا الوضع المؤلم ولكن كيف !! وعن أي طريق !! وبواسطة من !! في غضون ذلك التجاذب ظهرت من بعيد أنوارساطعة فقام الرجل ذو الثياب البيضاء إجلالا لها فيما ولت تلك الوجوه القبيحة هاربة .. ورغم عدم معرفتي في تلك اللحظات لتلك الأنوار الطاهرة الفريدة لكنني عرفت فيما بعد أنهم الأئمة الأطهار عليهم السلام قد حضروني في اللحظات الحساسة وببركة وجودهم أشرق وجهي وانفتح لساني فتحركت شفتي ونطقت بالشهادتين هنا امتدت يد ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء لتمسح على وجهي .. وشعرت بالإطمئنان بعد أن كنت أعاني شدة الألم والإضطراب .
لقد أصبحت وكأنني ألقيت الآلام والعذاب بأجمعه على كاهل أهل الدنيا لأنني شعرت بالإستقرار وكأنني لم أرى حرية واستقرارا كالذي عشته في ذلك اليوم فقد انفتح عقلي .
كنت أرى الجميع وأسمع أحاديثهم .. هنا وقعت عيناي على ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء فسألته : من أنت !! وماذا تريد مني !! فإنني أعرف كل الذين حولي إلا أنت .!
فقال : كان عليك أن تعرفني .. أنا ملك الموت .
فاضطربت لسماع اسمه واهتز كياني .. فوقفت أمامه أتخضع وقلت : السلام عليك يا ملك ربي فلطالما سمعت باسمك ومع ذلك لم أستطع معرفتك حين الموت .. هل تريد الإذن مني كي تقبض روحي !!
فأجاب ملك الموت مبتسما : إنني لا أحتاج إلى أذن من أي أحد لأنتزع روحه من جسده .. وإذا ما تأملت جيدا سترى أنك قد ودعت الحياة الفانية .. أنظر إلى جسدك قد بقي بين أهل الأرض !ـ
فنظرت إلى الأسفل فاستحوذت علي الدهشة والحيرة .. إذ أن جسدي مطروح على الأرض بلا حراك بين أقربائي ومعارفي .. فيما كانت زوجتي وأبنائي وكثير من الأقارب يحومون حولي وهم يبكون وترتفع صرخاتهم إلى عنان السماء وأخذ آخرون بالشكوى والتساؤل : لقد تعجل عليه الموت .. لماذا !!!
أخذت أفكر مع نفسي : لم ينوح هؤلاء !! ومن أجل من !! أردت دعوتهم لإلتزام الهدوء .. وهل يكون ذلك !!....
صرخت فيهم : أيها الأعزاء التزموا الهدوء .. أما تريدون راحتي واستقراري !! فلماذا هذا التفجع والحزن !!
يتبع..
|
|
|
|
|