الموضوع:
وإنّكَ لَعلى خُلُقٍ عظيمٍ . (بمناسبة وفات النبي صلى الله عليه و اله)
عرض مشاركة واحدة
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا
مشاركة رقم :
5
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 24-02-2009 الساعة : 11:40 AM
الخطوة المصيريِّة الضروريّة: أن يخطو الإنسان ـ بنور النبيّ ـ من أرض الظلمات إلى آفاق النوريّة المبصِّرة. في النور المحمديّ يغدو الإنسان قادراً على الرؤية الطليقة المنزَّهة، فيرى أمسه وحاضره وغده. يرى: مِن أين ؟ وفي أين ؟ وإلى أين ؟ يرى المبدأ والمَعاد وسيرته المتألّهة بين المبدأ والمعاد.
تعلَّمْنا من صحفك المطهَّرة المشرقة بالكتب القيّمة ـ يا رسول الله ـ أنْ لابدّ للإنسان أن يعود إلى الحقّ الذي انبثق ـ في أوّل الخليقة ـ من بين يدَيه.. كما تعود القطرة إلى المحيط، وتلك لها السعادة المطلقة، وسَكينةُ القرار المأمون.
وتعلّمْنا من فرقانك ـ يا صفيَّ الله ـ أنّ أولئك العُتاةَ الجهلة المعاندين إنّما يعاندون كلمتك الشريفة، ويحاربون صوتك الحبيب. واندفاعاً من خنادق الجهل والإنكار يُنكرون ـ نظريّاً أو عمليّاً أو هما معاً ـ سَفرَ العودة الأُخرويّة المحتومة.. فيُنكرون مِن ثَمَّ رسالة الرسول.
إنّ الرُّجعى إلى الله ـ وهي الهدف الإنسانيّ الأعظم ـ لابدّ لها من طريق تسلكه البشريّة للرجوع. والطريق بلا دليلٍ هادٍ كَلا طريق. وما ثَمّ غير الأنبياء وأوصيائهم عليهم السّلام من دليل خبير، ومن هادٍ عارف بأسرار الطريق.
إنّك ـ يا سيّدي العظيم ـ لَتُخرِج الناس من ظلمات أنفسهم وتصوّراتهم إلى نور المعرفة الإلهيّة الساطعة. تُخرجهم إلى صبح ولاية الله بعدما عكفوا ـ جاهلين ـ على أوثان الولاية للجبت والطاغوت. وللجِبت صور متكاثرة، وللطاغوت مظاهر متناثرة. منها ما هو مُعلَن صريح، ومنها ما هو خفيّ مكتوم، ومنها ما هو أخفى يَدُقّ على النظر ويستعصي على التشخيص.. إلاّ بنور الله الذي يموج في صُحفك القلبيّة وفرقانك الفصل، يا نبّيي يا حبيب الله.
لقد دخل الإنسانُ الوجودَ، ولن يَخرج منه. إنّه سالكٌ في السبيل إلى الآخرة السلوكَ الوجوديّ المحتوم، و
ما مِن دابّةٍ إلاّ هوَ آخِذٌ بناصيتها، إنّ ربّي على صراطٍ مستقيم
. ولَسوف يلتقي الإنسان ـ حين تقوم قيامته ـ بالله جلّ جلاله، وبأسمائه المقدّسة. سوف يلتقي المؤمنون الموحِّدون الصادقون بالله تعالى في اسمه (الرحمن)، فيحظَون عندئذٍ بنَضْرة النعيم. ويلتقي أهل الكفر والظلم والعناد بالله سبحانه في اسمه (المنتقم)، فيُلقَون في عذابات الجحيم.
إنّها الرحمة الإلهيّة الموّاجة في قلبك ـ يا رسول الله ـ هي التي تريد لِتُنقذ. وتريد لتهدي البشريّة إلى صراط العزيز الحميد.. قبل أن تفوت الناسَ الفرصةُ الوحيدة النفيسة في عمر الإنسان العاجل القصير. وأنت ـ يا سيّدي ـ الرحمةُ الرحيمةُ والرأفة الفيّاضة. إنّه الله تعالى ربُّك الحبيب مَن قال لنا عنك:
لقد جاءكم رسولٌ مِن أنفُسِكُم، عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم
، وقال لك وأنت في شوق الهداية والإنقاذ:
لَعلّكَ باخِعٌ نفسَك ألاّ يكونوا مؤمنين
،
فلا تَذهَبْ نفسُكَ عليهِم حَسَرات
.
توقيع :
السید الامینی
ا
https://www.facebook.com/aliali.aliali.9275439
لتوقيع :
قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع :
السید الامینی
0
لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0
سلسة في الحب
0
مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0
امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0
فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
السید الامینی
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة السید الامینی
البحث عن جميع مواضيع السید الامینی