| 
	 | 
		
				
				
				شيعي حسيني 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 7
  |  
| 
 
الإنتساب : Jul 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 21,809
 
 |  
| 
 
بمعدل : 3.10 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
 
معنى إذهاب الرجس والارادة  .. في آية التطهير 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 15-01-2009 الساعة : 03:51 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
السلام عليكم 
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ...... 
وهنا اكمال لبحث حول آية التطهير ... 
ننتقل الان إلى النقطة الثانية في الاية المباركة ، وهي معنى إذهاب الرجس ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً ) ، فتعيّن المراد من أهل البيت بقول رسول الله وبفعل رسول الله ، فأصبحت السنّة المتفق عليها مفسّرة للاية المباركة . 
    فما معنى إذهاب الرجس عن أهل البيت ؟ 
    لابدّ من التأمّل في مفردات الاية المباركة : 
    كلمة ( إنّما ) تدلّ على الحصر ، وهذا ممّا لا إشكال فيه ولا خلاف من أحد . 
    ( يريد الله ) الارادة هنا إمّا إرادة تكوينيّة كقوله تعالى : ( إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )( سورة يس : 82 . 
) ، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(سورة البقرة : 185 ) .  
    فالارادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّةوإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً . 
    لكن المراد من « الارادة » في الاية لا يمكن أن يكون إلاّ الارادة التكوينيّة ، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الاربعة الاطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الارادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الارادة التشريعيّة ، أي الاحكام ، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لان تكون الارادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين ، فالارادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) و ( الرجس ) إذا رجعنا إلى اللغة ، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه ، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب ، ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس )، أي إنّما يريد الله بالارادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت ، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً ، فهذا يكون محصّل معنى الاية المباركة . 
    إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف وبعبارة أُخرى: المراد لايتخلّف عن الارادة الالهيّة ( إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون )(سورة يس : 82 ) . 
    فإذا كانت الارادة تكوينيّة ، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت ، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب ، وهذا واقع العصمة ، فتكون الاية دالّة على العصمة . 
    الارادة التكوينية والجبر : ويبقى سؤال : إذا كانت الارادة هذه تكوينيّة ، فمعنى ذلك أن نلتزم بالجبر ، وهذا لا يتناسب مع ما تذهب إليه الاماميّة من أنّه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الامرين ، هذه الشبهة  
موجودة في الكتب ، وممّن تعرّض لها ابن تيميّة في منهاج السنّة وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه : . 
    إنّ الله سبحانه وتعالى لمّا علم أنّ هؤلاء لا يفعلون إلاّ ما يؤمرون ، وليست أفعالهم إلاّ مطابقةً للتشريعات الالهيّة من الافعال والتروك ، وبعبارة أُخرى : جميع أفعالهم وتروكهم تكون مجسّدة للتشريعات الالهيّة ، جميع ما يفعلون ويتركون ليس إلاّ ما يحبّه الله سبحانه وتعالى أو يبغضه ويكرهه سبحانه وتعالى ، فلمّا علم سبحانه وتعالى منهم هذا المعنى لوجود تلك الحالات المعنويّة في ذواتهم المطهّرة ، تلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي ، جاز له سبحانه وتعالى أن ينسب إلى نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم . 
    وهذا جواب علميّ يعرفه أهله ويلتفت إليه من له مقدار من المعرفة في مثل هذه العلوم ، والبحث لغموضه لا يمكن أن نتكلّم حوله بعبارات مبسّطة أكثر ممّا ذكرته لكم ، لانّها اصطلاحات علميّة ، ولابدّ وأن يكون السامعون على معرفة ما بتلك المصطلحات العلميّة الخاصّة . وعلى كلّ حال لا يبقى شيء في الاستدلال ، إلاّ هذه الشبهة ، وهذه الشبهة قد أجاب عنها علماؤنا ، وبإمكانكم المراجعة إلى الكتب المعنيّة في هذا البحث بالخصوص ، حتّى في كتب علم الاصول أيضاً . 
    أتذكّر أنّ بعضهم يتعرض لمبحث آية التطهير بمناسبة حجيّة سنّة الائمّة ، حجيّة سنّة أهل البيت ، ومنهم العلاّمة الكبير السيّد محمّد تقي الحكيم في كتابه الاُصول العامّة للفقه المقارن ، هناك يطرح مبحث آية التطهير ، ويذكر هذه الشبهة ويجيب عنها بما ذكرت لكم بعبارة مبسّطة بقدر الامكان ، وهناك أيضاً موارد أُخرى يتعرّضون فيها لهذه الشبهة وللاجابة عنها . 
    وحينئذ ، إذا كان المراد من أهل البيت خصوص النبي والاربعة الاطهار ، وإذا كان المراد من إذهاب الرجس إذهاب الذنوب ، والارادة هذه إرادة تكوينيّة لا تتخلّف ، فلا محالة ستكون الاية المباركة دالّة على عصمة الخمسة الاطهار فقط . 
    ومن يدّعي العصمة لزوجات النبي؟ ومن يتوهّم العصمة في حقّ الازواج لاسيّما التي خالفت قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )( سورة الاحزاب : 33) ، الاية المباركة الواردة في نفس السورة ، والتي تكون آية التطهير في سياق تلك الاية ، وهل يكفي أن يقال بأنّها ندمت عمّا فعلت وكانت تبكي ، فخروجها على إمام زمانها أمر ثابت بالضرورة ، وبكاؤها وتوبتها أمر يروونه هم ، ولنا أن لا نصدّقهم ، ومتى كانت الرواية معارضة للدراية ؟ ومتى أمكننا رفع اليد عن الدراية بالرواية ؟ وكيف يدّعى أن تكون تلك المرأة من جملة من أراده الله سبحانه وتعالى في آية التطهير . 
    نعم ، يقول به مثل عكرمة الخارجي العدو لامير المؤمنين بل للنبي وللاسلام .  
بعض التحريفات في كتب القوم 
 
 
    ورأيت من المناسب أن أذكر لكم نقطة تتعلّق بآية التطهير ، وبالحديث الوارد في ذيل الاية المباركة ، ومن خلال ذلك تطّلعون على بعض التحريفات في كتب القوم . 
    إنّ من جملة الاحاديث الواردة في مسألة آية التطهير ونزولها في أهل البيت : هذا الحديث عن سعد بن أبي وقّاص ، وهو بسند صحيح ، مضافاً إلى أنّه في الكتب الصحيحة ، كصحيح مسلم ، وصحيح النسائي وغيره : 
    يقول الراوي : عن سعد بن أبي وقّاص : أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ يعني عليّاً . 
    يقول معاوية لسعد بن أبي وقّاص لماذا لا تسبّ عليّاً ، وكأنّه أمره أن يسبّ فامتنع ، فسأله عن وجه الامتناع . 
    فقال : أمّا إن ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله فلن أسبّه .  يقول سعد : لان يكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » إلى آخره ، وسمعته يقول يوم خيبر : « سأُعطي الراية غداً رجلاً » إلى آخره ، الخصلة الثالثة : ولمّا نزلت : ( إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) دعا رسول الله عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » .  
    هذا الحديث تجدونه في صحيح النسائي وفي غيره من المصادر . 
    ترون في هذا اللفظ أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أو ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ بهذا اللفظ ، وهذا اللفظ ترونه في صحيح مسلم وفي غيره من المصادر أيضاً . 
    لكن النسائي يروي هذا الحديث بنفس السند في موضع آخر من كتابه يريد أن يلطّف اللفظ ويهذّب العبارة فيقول عن سعد : كنت جالساً ، فتنقّصوا علي بن أبي طالب فقلت : قد سمعت رسول الله يقول فيه كذا وكذا . 
    كنت جالساً فتنقّصوا علي بن أبي طالب ، أين كان جالساً ؟    وعند مَن ؟ ومن الذي تنقّص ؟ تصرّف في الحديث . 
    ثمّ يأتي ابن ماجة فيروي هذا الحديث باللفظ التالي : قدم معاوية في بعض حجّاته ، فدخل عليه سعد . فذكروا عليّاً فنال منه ، فغضب سعد . 
    فذكروا عليّاً ، من ذكر عليّاً ؟ غير معلوم ، فنال منه ، من نال من علي ؟ غير معلوم ، فغضب سعد وقال : تقولون هذا لرجل سمعت رسول الله يقول له كذا وكذا إلى آخر الحديث . 
    ثمّ جاء ابن كثير ، فحذف منه جملة : فنال منه فغضب سعد ، فلفظه : قدم معاوية في بعض حجّاته فدخل عليه سعد ، فذكروا عليّاً ، فقال سعد : سمعت رسول الله يقول في علي كذا وكذا .  
    نصّ الحديث بنفس السند في نفس القضيّة . 
    أترون من يروي القضيّة الواحدة بسند واحد بأشكال مختلفة ، أترونه قابلاً للاعتماد ؟ أترونه يحكي لكم الوقائع كما وقعت ؟ أترونه ينقل شيئاً يضرّ مذهبه أو يخالف مبناه أو ينفع خصمه ؟ 
    ولكن الله سبحانه وتعالى شاء أن تبقى فضائل أمير المؤمنين ودلائل إمامته وولايته بعد رسول الله ، أن تبقى في نفس هذه  الكتب ، وسنسعى بأيّ شكل من الاشكال لان نستخرجها ، نستفيد منها ، نبلورها ، وننشرها ، وهذا ما يريده الله سبحانه وتعالى . 
    (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )( سورة التوبة : 32 ) . 
    وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين .  
 
البحث ماخوذ من  كتاب سماحة السيد علي الميلاني  أضافه الى عدة بحوث اخرى حول آيه التطهير وتحقيق رواياتها من قبلنا 
 
والسلام عليكم 
 
 
 
 
 
 
 
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |