|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 13762
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 227
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الثابت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 06-01-2008 الساعة : 04:04 AM
21- توبة جماعة من الأوباش أقبل جماعة من الاوباش ذات يوم على الحاج مؤمني ، وكان من أصحاب المرحوم الشيخ محمد تقي المجلسي رضوان الله عليه ، وقالوا له: سنأتي هذه الليلة إلى دارك .. تحيّر الرجل في امره ؛ لأنهم ان جاءوا إلى داره يأتون معهم بالات الطرب واللهو ، ويمارسون الفسق والفجور ، واذا هو منعهم فسوف ينصبون له العداء ، ويجلبون له المتاعب على الدوام .. فاضطر للاستجابة لطلبهم ، وتوجه إلى المرحوم الشيخ المجلسي محتاراً ، وذكر له المأزق الذي هو فيه .
فكر المرحوم المجلسي وقال : لاضرر في مجيئهم فلياتوا ، وسوف أأتي انا أيضاً .. أعدَّ الرجل المجلس وجاء الشيخ المجلسي قبل الاوباش .. ولما دخلوا وجدوا الشيخ المجلسي قد حضر ، ولن يتسنى لهم بوجوده ان يمارسوا الطرب واللهو كما يحلوا لهم .
توهّم أحدهم انه يجب ان يقول شيئاً يغيظ به المجلسي حتى يغضب ويغادر المجلس ، وتكون لهم الحرية في اللعب واللهو ؛ فبادر بالقول : ايها السيد!.. ماالعيب الذي يراه الناس في سلوكنا ويؤاخذونا عليه ؟.. قال الشيخ المجلسي : وما السلوك الحسن الذي يستحق المدح فيكم ؟.. قال : حتى وان كان فينا الف عيب ، فنحن معروفون بالوفاء ؛ اذا اكلنا الملح والخبز والطعام عند أحد لا ننسى ذلك طوال حياتنا .
قال الشيخ المجلسي : هذه خصلة حميدة ، ولكنّي لااراها فيكم ..قال الشخص : اسال عنا من شئت ، وانظر هل اكلنا الملح والطعام عند أحد، ثم أسأنا اليه ؟..
قال المرحوم المجلسي : اشهد انكم وان كنتم تراعون لأحد حرمة ،فانكم لاتراعون لله أية حرمة، تأكلون من نعمته وتعصونه .
أثّرت كلمات الشيخ هذه في نفوسهم جميعاً ، فأخذهم الخجل، ولم يتحدثوا بكلمة واحدة ، ثم انهم غادروا بعد برهة.. وفي الصباح الباكر طرق الأوباش باب الشيخ المجلسي وقالوا : لقد نبّهتنا البارحة من غفلتنا ، وجعلتنا نندم على اعمالنا ، فاتتم فضلك علينا ، وارشدنا الى ما فيه صلاحنا .
ودأب الشيخ على ارشادهم الى طريق التوبة وعمل الخير .
قال الشاعر :
يا أخـوتي آجـالنا تـقرب ونحن مع الاهلين نلهو ونلعب
اعدد ايامي واحصي حسابها وما غفلتي عما اعد وأحسب
غداً أنا من ذا اليوم ادنى الى الفنا وبعد غدٍ أدنى اليه وأقـرب .
ديوان أبي العتاهية: ص38
|
|
|
|
|