|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 13762
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 227
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الثابت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 05-01-2008 الساعة : 04:04 AM
20- الشاب السكير
ورد في كتاب" منهج الصادقين " ان ذا النون المصري ، ذلك الرجل الشريف الذي يعد من جملة عرفاء عصره ، كان ماراً ذات يوم إلى جانب نهر النيل في مصر، اذ وقع بصره بغتة على عقرب رآها تحث السير نحو نهر النيل .. فقال في نفسه : لا شك ان لدى هذه العقرب مهمّة عاجلة ، فاقتفى اثرها إلى ان وصلت إلى حافة الماء ، فجاءت سلحفاة والتصقت إلى جانب العقرب ،فركبت هذه فوق ظهرها وسارت بها السلحفاة صوب الجانب الآخر من النهر .
اخذ ذا النون زورقاً على وجه السرعة وسار نحو الجانب الاخر ايضاً .. ولما وصلت السلحفاة إلى الجانب الآخر التصقت بساحل النهر ونزلت العقرب، وسارت في طريقها .. وبقي ذا النون يسير وراها إلى ان وصلت إلى شجرة كان إلى جانبها شاب قد وقع من شّدة السكر ، وبقربه افعى رافعاً راسه عند صدر ذلك الشاب الذي كان فاتحاً فاه، والأفعى على وشك ادخال رأسها في فمه .. فجاءت العقرب وصعدت فوق الأفعى ولدغتها في رأسها ، فسقطت وعادت العقرب ادراجها .
ظل ذا النون حائراً في معرفة السبب الذي من اجله حفظ الله هذا الفتى .. فايقظه حتى استعاد وعيه ، وقال له : انهض اريد ان اعرف حقيقة امرك ، وأنى لك ان تكون خصماً لله ؟.. نظر الشاب فرأى إلى جانبه افعى ، وقص عليه ذا النون الحكاية فاخذ بالبكاء .. وقيلأنه تاب وندم على ما سلف منه ، وبقي ملازماً لذي النون لا يفارقه ، وطلب منه أن يرشده إلى طريق الهداية ، وإلى ما فيه العفو والمغفرة.. فاستجاب له واصطحبه إلى مدينة مصر، ودأب هناك على العبادة والتبتل إلى الله ، حتى صار من جملة الأخيار والصالحين .
قال الشاعر :
وأي المحارم لم تنتهك واي الفضائح لم تأتــها
كأني بنفسك قد عوجلت على ذاك في بعض غراتها
وقامت نوادبها حسراً تداعي برنة اصواتــها
الم تر أن دبيب الليالي يسارق نفســـك ساعتها
ديوان أبي العتاهية: ص99
|
|
|
|
|