|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 13762
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 227
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الثابت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 05-01-2008 الساعة : 04:01 AM
مشكور اخي عاشق المرتضى على مروركم الكريم
19- اللصّ الشاب
روي ان رجلاً ركب البحر بأهله فكسر بهم ، فلم ينج ممن كان في السفينة إلاّ امرأة الرجل ، فانها نجت على لوحٍ من الواح السفينة ، حتى الجأت إلى الجزيرة من جزائر البحر، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق، ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها ،فلم يعلم إلا والمرأة قائمة على راسه ، فرفع رأسه اليها فقال : انسية ام جنية ؟.. فقالت : انسية . فلم يكلمها حتّى جلس منها مجلس الرجل من اهله . فلما اهم بها اضطربت .
فقال لها : مالكِ تضطربين ؟.. فقالت : أفرق من هذا ، وأومات بيدها إلى السماء . قال : فصنعت من هذا شيئاً ؟.. قالت : لا، وعزته .. قال : فانت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئاً ، وانما استكرهتك استكراهاً ؟.. فانا والله اولى بهذا الفرق والخوف واحق منك .
فقام ولم يحدث شيئاً ورجع إلى اهله ، وليست له همة الا التوبة والمراجعة .. فبينما هو يمشي اذ صادفه راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة ، فقد حميت علينا الشمس .
فقال الشاب : ما اعلم ان لي عند ربي حسنة ، فأتجاسر على ان أسأله شيئاً .
قال : فادعو انا وتؤمّن انت .. قال : نعم.
فاقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان باسرع من ان اظلتهما غمامة ، فمشيا تحتها ملياً من النهار .. ثم تفرقت الجادة جادتين ؛ فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة .. فاذا السحابة مع الشاب، فقال الراهب: انت خير مني ، لك استجيب ولم يستجيب لي ، فاخبرني ما قصتك؟.. فاخبره بخبر المرأة . فقال : غفر الله لك ما مضى حيث دخلك الخوف ، فانظر كيف تكون في ما تستقبل .
قال الشاعر :
يا من يسر بنفسه وشبابه إني سررت وأنت في خلس الردى
يا من اقام وقد مضى اخوانه ما انت الاّ واحد ممن مضى
انسيت أن تدعى وأنت محشرج ما ان تفيق ولا تجاب من دعا
أما خطاك إلى العمى فسريعة وإلى الهدى فأراك منقبض الخطى
ديوان أبي العتاهية: ص29
|
|
|
|
|