عرض مشاركة واحدة

الثابت
عضو نشط
رقم العضوية : 13762
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 227
بمعدل : 0.04 يوميا

الثابت غير متصل

 عرض البوم صور الثابت

  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : الثابت المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-01-2008 الساعة : 12:35 AM


اخي العزيز حسن
لاشكر على واجب حبيبي
اشكرك على المتابعة
مروركم اسعدنا والله


17- العابد العاصي
جاء في كتاب" الاثني عشرية " ، وكذلك في" الكلمة الطيّبة " للمرحوم الحاج النوري رضوان الله عليه ، ان الشيخ الشوشتري نقل في " مواعظه ":
ان عابداً عبد الله سبعين سنة ، وذات يوم طرقت بابه جميلة ، وطلبت منه ان يأذن لها بالمبيت في داره تلك الليلة .. في بداية الأمر رفض العابد ان يأذن لها ، ولكنها تشبثت به ، ولما تأمّل محاسنها اغراه جمالها ، استحوذ حسن صورتها على تلابيب قلبه ، واضطر في نهاية الأمر لتلبية طلب تلك الزانية ، وانتقل هوإلى دارها ، وقدّم له كل ممتلكاته .

ما كاد يمضي اسبوع حتّى ترك العابد خلال هذه المدّة كل عبادته التي اتضح انها كانت طوال هذه السبعين عاماً خالية من الجوهر .. وبعد ما مرّ عليه اسبوع افاق من غفلته وعاد إلى رشده ، اين كان وإلامَ انتهى؟.. كيف كان يحلق ، وكيف سقط هذا السقوط الفظيع؟.. وما هو مصيره لو انه مات على هذا الحال ؟.. ومع من يُحشر ؟..
وأسعفته الرحمة الالهية ، ومع ان تلك العبادة لمدة سبعين سنة كانت بعيدة عن الروح، إلاّ أنّ الله لم يكله إلى نفسه .. فأخذته الرجفة بغتة وبكى وندم وخرج تائباً يلطم على راسه .. فسالته المرأة : ما لَكَ ، والى اين انت ذاهب ؟.. قال : تذكرت عبادتي سبعين سنة، كنت خلالها بين يدي ربّي ووجدت اني قد ابتعدت عنه الآن، ولما همّ يالمسير ، قالت له : اسالك بحق الرب الذي تعبده ، اذا انت تبت ان تدعو لي بتوفيق التوبة .. خرج من عندها ولاملجا أمامه الاّ المسجد ليمضي فيه تلك الليلة .
كان يقيم في ذلك المسجد عشرة عميان ، يأتيهم أحد جيران المسجد بعشرة ارغفة كل ليلة .. ولما جاءهم بالارغفة العشرة تلك الليلة ووضعوها أمام العميان ، مدًّ العابد يده وأخذ رغيف أحدهم ،لانه كان جائعاً أيضاً .. ولما مدًّ الاعمى يده ولم يجد رغيفه نادى باكياً : من أخذ رغيفي ؟.. وكيف لي ان اتحمل الجوع هذه الليلة ؟..
وهنا قال العابد لنفسه : انت ايها الآبق !.. اولى بأن تموت ولايبقى هذا الأعمى جائعاً هذه الليلة.. واعاد الرغيف أمام الأعمى .. كانت تلك آخر ليلة من حياة ذلك العابد .. وبقي الملائكة حيارى عند قبض روحه، ومن منهم يقبض روحه ؟.. ملائكة العذاب أم ملائكة الرحمة ؟ ..
جاءهم النداء : زنوا اعماله !.. فوزنوا سبعين سنة عبادة في مقابل اسبوع من المعصية ، فرجحت كفّة المعصية .. وهنا اسعفته رحمة ربّه ، يا من سبقت رحمته غضبه!.. وجاء النداء ثانية : زنوا سرقة رغيف الخبزمع الخجل الذي اعقبها . وهنا رجحت كفّة الفضيلة .
اجل ، لقد كانت تلك اللحظة من الخجل والندم ، واعادة رغيف الخبز، سبباً في ان ياخذ ربّه بيده ،وقبضت روحه على حسن عاقبة .
قال الشاعر :
لهونا لعمر الله حـتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يـغفر ما مضى وياذن في توبتنا فنتوب
اذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم وخلفت في قرنٍ فأنت غريب

ديوان أبي العتاهية: ص34

توقيع : الثابت
من مواضيع : الثابت 0 سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
0 عائشة تتم الصلاة في السفر بدل القصر!!
0 من لطميات الملا باسم في محرم 1429 مع أبو غايب = البحرين
0 لدينا ثلاثة اسئلة فقط؟
0 ممكن طلب اخواني
رد مع اقتباس