|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 6077
|
الإنتساب : Jun 2007
|
المشاركات : 12,550
|
بمعدل : 1.92 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحيدرية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 06-10-2007 الساعة : 10:14 AM
بندورة:
قال :كنت ابيع الخضار في سوق النبطية ، وقد أحتللت مكاناً مناسباً على الطريق العام الرئيسي داخل النبطية ، وكانت البلدة قد سقطت تحت الاحتلال اليهودي أثناء اجتياح 1982 وخضعت لإجراءت قاسية من قبل قوات الاحتلال التي كانت تسير داخلها الدوريات المؤلّلة والمحملة بالجنود
وكانت بضاعتي التي أبيعها في ذلك اليوم بندورة جديدة زينتُ عربتي بها ، ولسعرها المقبول كانت الدقائق المتتابعة لا تخلو من مشترٍ يدفع وآخر يختار .. والسوق بضجيجه المعتاد المعروف وحركة السير الناشطة وإزدحام المتسوقين في تلك الصبيحة أضفى على الجو صورةً طبيعية ليوم عادي من ايام مدينة النبطية .. لولا الضجيج العالي لأصوات جنازير اللآليات اليهودية من آن لآخر .
كان الرجل قد سألني عن سعر البندورة فأجبته وناولته كيساً فارغاً فأعتذر قائلاً : معي كيس ، ولم أستغرب فليس أن يكون معه كيس يضع فيه مايشتريه موضوعاً للإستغراب ..! ، ثم اخذ يقلّب حبّات البندورة يتفصحها بهدوء ويضع مايعجبه منها في الكيس
لم تستلفت إنتباهي في البداية حركته إذ كان تصرفه عادياً يعفهله أي مشترٍ كما أنني كنت مشغولاً بالتعامل مع غيره ، أزنُ وأقبض وأردّ الباقي .. إلا أن مشترين غيره أنصرفوا وبقي هو يقلّب ويختار بهدوء وتمعن .. اخذ يلفت انتباهي شيئاً فشيء إلى الدرجة التي أخذت أستغرب تصرفه فهو يضع حبةً في الكيس ثم يخرجها ثانية ليضع غيرها .. مع أنه لا يوجد فرق بين الحبتين .. وسرعان مايشغلني مشترٍ آخر عنه
إلى أن أطلّت دورية مجنزرة يهودية فلفت أنتباهي كالعادة منظرهها لكبرها وتسليحها وللوجوه الكالحة التي فيها .. ونقّلت النظر بينها وبين المشتري الذي قد مضى عليه نحو العشر دقائق وهو يقلّب حبيبات البندورة من وإلى كيسه ..
وفجأة وفيما نظري مركز على كيسه أنتظر أن ينتهي من الاختيار ويناولنيه لأزنه له .. إذ به يضعه على العربة أمامه ويخرج منه قنبلة يدوية وبكل هدوء وروية ينزع حلقتها ثم يلتفت بخفة رياضية في اللحظة التي وصلت فيها المجنزرة إلى أزأئنا وكأنه يرمي كرةٍ من يده !!..، وبكل سهولة ويسر .. كانت القنبلة قد استقرت داخل المجنزرة ..!

لحظات كنت خلالها لا أملك إلا أن أنظر إلى مشهد طالما سمعتُ به من قبل لقد أنفجرت بينهم ودبّ الذعر في السوق وشاعدت تطايرهم بأم عيني ، وأخذت بقية آليات الدورية تطلق النار .. على من !؟ لستُ أدري فإني بعد تلك اللحظات كنت أحتل مكاني تحت عربة البندورة .. لكي أنسجب بعد قليل من السوق ..!!
اما صاحبنا فأين هو ذهب وكيف أختفى فلستُ أدري!!
والى قصة اخري من قصص الابطال
|
|
|
|
|