[محسن عبود الجبوري]

الأخ العزيز محمد علي : شكراً لك على هذا الجهد، ولكن اسمح لي ببعض الملاحظات، وللعلم أنا شاعر عراقي ومتخصص في علم العروض.
أولاً : واضح أنك تخلط بين الشعر الفصيح والشعر العامي. صحيح أن كلا النمطين شعر، لكن لكل نوع خصائص تميّزه.
ثانياً : الموهبة أساس الشعر والاّ كان ما يُنظم خالياً من روح الشعر.
ثالثاً : لا معنى لكلامك عن الحالة النفسية فإن ما ذكرت من حالات الحزن والفرح والقهر ....إلخ لا بد أنه، أو بعضه، حاصل قبل الكتابة أو أثناءها.
رابعاً : ليس الجو الهادئ، وحده، مناسباً لكتابة الشعر، وأذكّرك بشعر الحرب وقصائد الرّجَز التي ينشئها الفرسان والشعراء وهم في لهوات الموت، وخير مثال واقعة الطف التي ترك فرسان العسكر الحسيني فيها أرقى الأشعار.
خامساً : اللجوء الى اللحن هو عينه اللجوء الى الوزن، غاية الأمر أن اللحن المشهور مستساغ لكثرة الترديد والإعادة وهو شكل من أشكال الوزن.
سادساً : النقطة العاشرة مرتبكة برمّتها، إذ ما معنى الدعوة لأن لا يبدأ الشاعر
قصيدته بحرف الياء أو الهاء ؟! وما معنى أن يكون "الحرف قاسياً في البداية لتطول القصيدة " ؟! ولستُ أفهم معنى أن " الحرف المتحرك يلزمك دائماً ويغتال القصيدة من بدايتها " ؟! إذا كان الكلام عن بداية الكلمة فلا بد أن يُبدَأ بحرف متحرك لأن العرب لا تبدأ بساكن.
لا بأس بنقل هكذا موضوعات، ولكن أتمنى الذهاب الى أهل هذا الفن - نقاداً وشعراء - لكي تكون الفائدة أكثر والفكرة دقيقة.
مع بالغ شكري للأخ محمد علي دام موفقاً.
وتقبّل وجميع الإخوة والأخوات أكيد احترامي.
أنا المحب : محسن عبود الجبوري