عرض مشاركة واحدة

منتظر العسكري
عضو برونزي
رقم العضوية : 80325
الإنتساب : Jan 2014
المشاركات : 1,048
بمعدل : 0.25 يوميا

منتظر العسكري غير متصل

 عرض البوم صور منتظر العسكري

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي اية وتفسيرها من كتاب الميزان
قديم بتاريخ : 17-11-2014 الساعة : 10:09 PM







خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ






اية وتفسبرها من كتاب الميزان


الاية :


(( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ))




- بيان -




لما امتن الله تعالى على النبي والمسلمين ، بإرسال النبي الكريم منهم إليهم نعمة لا تقدر بقدر ومنحه على منحة ـ وهو ذكر منه لهم ـ إذ لم ينسهم في هدايتهم إلى مستقيم الصراط ، وسوقهم إلى أقصى الكمال ، وزيادة على ذلك ، وهو جعل القبلة ، الذي فيه كمال دينهم ، وتوحيد عبادتهم ، وتقويم فضيلتهم الدينية والاجتماعية فرع على ذلك دعوتهم إلى ذكره وشكره ، ليذكرهم بنعمته على ذكرهم إياه بعبوديته وطاعته ، ويزيدهم على شكرهم لنعمته وعدم كفرانهم ،



وقد قال تعالى :

( واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ) الكهف ـ ٢٤.



وقال تعالى : ( لان شكرتم لازيدنكم ) إبراهيم ـ ٧.


والآيتان جميعا نازلتان قبل آيات القبلة من سورة البقرة.




ثم إن الذكر ربما قابل الغفلة كقوله تعالى



( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) الكهف ـ ٢٨ ،



وهي انتفاء العلم بالعلم ، مع وجود أصل العلم ، فالذكر خلافه ، وهو العلم بالعلم ، وربما قابل النسيان وهو زوال صورة العلم عن خزانة الذهن ، فالذكر خلافه ،



ومنه قوله تعالى

( واذكر ربك إذا نسيت ).



وهو حينئذ كالنسيان معنى ذو آثار وخواص تتفرع عليه ، ولذلك ربما أطلق الذكر كالنسيان في موارد تتحقق فيها آثارهما وإن لم تتحقق أنفسهما ، فإنك أذا لم تنصر صديقك ـ وأنت تعلم حاجته إلى نصرك فقد نسيته ، والحال أنك تذكره ، وكذلك الذكر.




والظاهر أن إطلاق الذكر على الذكر اللفظي من هذا القبيل ، فإن التكلم عن الشئ من آثار ذكره قلبا ،

قال تعالى ( قل سأتلوا عليكم منه ذكرا ) الكهف ـ ٨٣.



ونظائره كثيرة ، ولو كان الذكر اللفظي أيضا ذكرا حقيقة فهو من مراتب الذكر ، لانه مقصور عليه ومنحصر فيه ،



وبالجملة :



الذكر له مراتب كما قال تعالى :

( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد ـ ٢٨ ،



وقال

( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول ) الاعراف ـ ٢٠٥ ،



وقال تعالى

( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدذكرا )

البقرة ـ ٢٠٠ ،




فالشدة إنما يتصف به المعنى دون اللفظ ،



وقال تعالى

( واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ) الكهف ـ ٢٤ ،



وذيل هذه الآية تدل على الامر برجاء ما هو أعلى منزلة مما هو فيه ، فيؤل المعنى إلى أنك إذا تنزلت من مرتبة من ذكره إلى مرتبة هي دونها ، وهو النسيان ، فاذكر ربك وارج بذلك ما هو أقرب طريقا وأعلى منزلة ،



فينتج



أن الذكر القلبي ذو مراتب في نفسه ، وبذلك يتبين صحة قول القائل :


أن الذكر حضور المعنى عند النفس ، فان الحضور ذو مراتب.




ولو كان لقوله تعالى ، فاذكروني ـ وهو فعل متعلق بياء المتكلم حقيقة من دون تجوز أفاد ذلك ، أن للانسان سنخا آخر من العلم غير هذا العلم المعهود عندنا الذي هو حصول صورة المعلوم ومفهومه عند العالم ، إذ كلما فرض من هذا القبيل فهو تحديد وتوصيف للمعلوم من العالم ، وقد تقدست ساحته سبحانه عن توصيف الواصفين ،


قال تعالى
( سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين ) الصافات ـ ١٦٠ ،



وقال : ( ولا يحيطون به علما ) طه ـ ١١٠ ،


وسيجئ بعض ما يتعلق بالمقام في الكلام على الآيتين إنشاء الله.





مقتبس من تفسير الميزان




توقيع : منتظر العسكري




وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ


من مواضيع : منتظر العسكري 0 حديث النبي(ص) في ولاية علي(ع)
0 سبيل النجاة
0 شجرة الجنة
0 روايات في فضل العقل وذم الجهل
0 مشروعية زيارة القبور من أحاديث وأقوال أهل السنة
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الكوثر ; 14-03-2015 الساعة 11:55 PM. سبب آخر: تعديل حرف

رد مع اقتباس