[الشيخ الهاد]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى القرآن [ مشاهدة المشاركة ]

بسمه تعالى والآن لنحاول تطبيق ما قرأناه في الدروس السابقة في احكام تجويد القرآن الكريم من خلال الإنصات لهذه الأصوات المباركةوهي تقرأ القرآن الكريم اختاروا القاريء من هنا http://media.rafed.net/quran/tajwid....88%D9%8A%D8%AF

ما شاء الله تبارك وتعالى الأستاذة الأديبة شذى القرآن باركها الله وتقبل عملها الشريف في هذا الشهر ..
سبقنا الصالحون في تثبيته وتقديره..، أحسنتم جزاكم الله تعالى خيراً ، فلقد سردتموه بإيجاز، في غاية الضبط والإحكام، بقلم أدبيّ فصيح سيّال كأنّه الماء الزلال ، وكما قلنا لكم ؛ ففي يراعتكم فيما لاح لنا خبرة طويلة جليلة، وممارسة هادفة شريفة ، أجركم على الله وأهل البيت والقرآن ، وجزاكم الله تعالى خير جزاء المحسنين ..

لكن يلزم التنبيه على أمور بعد إذنكم؛ لعموم الفائدة ، لا تنافي ما ذكرتم سلمكم اله تعالى ..

الأوّل : ما ذكرتموه سلمكم الله تعالى من أصول وحروف (المعنى الاصطلاحي للحرف عند القراء) هي لعاصم الكوفي من رواية حفص ، وهي القراءة المنتشرة في العالم الإسلامي ، عدا المغرب العربي الجزائر وتونس والمغرب ، فهؤلاء يقرأون بقرائة نافع من رواية ورش ، وأصولها وحرفها مغاير لأصول وحروف رواية حفص وبقيّة القراءات العشر..
وعدا بعض بلدان أفريقيا ، الذين يقرأون بقرائة أبي عمرو في إحدى الروايتين عنه ، وعدا بعض أهل الشام الذين يقرأؤون بقرائة أبي عامر في إحدى اروايتين عنه ..، وكلها متغايرة في الأصول والحروف ..

الثاني : كلّ قرائة من هذه القراءات ، وهناك غيرها مشهورة ، مجزئة مبرئة للذمة ، بإجماع علمائنا ، وليس فقط قرائة حفص عن عاصم التي سردت أصوله بكل إتقان الأستاذة شذى القرآن ، وفقها الرحمن ..؛ يدل عليه عدا الإجماع قول أحد الصادقين عليهما السلام : اقرأوا كما يقرأ الناس . وغير ذلك من الأدلة .

القاصر الهاد مثلاً يقرأ في الصلاة وفي غير الصلاة بقرائة نافع من رواية ورش ، وأحياناً حفص عن عاصم ، وربما أبي بكر عن عاصم في أخرى، فلا حصر في واحدة .

الثالث : قلنا أنّ كلّ واحدة من القراءات أعلاه مجزء مبرء للذمة ، لكن هل يجب شرعاً التعبّد بأصولها ؟!!!
قال فقهاؤنا : كلاّ ، وإنما الواجب في الجملة هو المد واختلفوا في وجوب الإدغام في يرملون ، وكذا الاظهار والإخفاء والإقلاب ، وغير ذلك ؛ لدليلين :
أولاً : لم يرد في الشرع ما يوجب هذا .
وثانياً : المطلوب هو تحقيق القرآنيّة في تلاوة القرآن في الصلاة وفي غير الصلاة، وهي متحققة من دون هذه الأصول .

الرابع : وهل الالتزام بأصول هذه القراءات، مبطل للصلاة أو هو بدعة ؟!!
أجاب علماؤنا : كلاّ فغاية هذه الأصول هو تحسين التلاوة بما يلائم أهل اللسان ومن نزل إليهم القرآن ، والتحسين راجح ، فلا بأس بالتزامها أو بعضها ..

فلو قرأنا في الصلاة بقرائة ورش عن نافع ، الذي يوجب المد المتصل ست حركات مثلاً، فلا مانع من متابعته في الست حركات ، وفي ذات الوقت لا يجب ، فيجوز أن نجعلها ثلاث حركات ؛ ففقهاؤنا يقولون : يكفي صدق المد عرفاً ؛ لتحقق القرآنيّة بالثلاث .

الخامس : هل هناك رواية أرجح من رواية ؟!!!
نعم ، فقرائة حمزة من رواية خلف مكروهة جداً ، كرهها أحمد بن حنبل ، وكذا علمائنا ، لما فيها من السكت القبيح الفاحش وغير ذلك ، لكنها مع ذلك مجزئة في الصلاة وفي غير الصلاة .

السادس : للفائدة ، حديث المولى علي عليه السلام في التجويد .
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن الترتيل فقال : معرفة الوقوف وتجويد الحروف .
فهو أوّل من وضع قواعد علم التجويد ، كما صرح بذلك بعض أهل السنة ؛ منهم إمام القراء ، الإمام المرصفي في كتابه هداية القارىء ، بيل قد صرح أنّ إسناد حديث المولى عليه السلام أعلاه صحيح .

مرة أخرى أحسنتم جناب الأستاذة ، زاد الله فضلكم، فما تحسنونه لا يحسنه الكثير ، وأسأل الله تعالى أن يبقى في خدمة محمد وآل محمد وشيعتهم عليهم السلام ، إنه سميع مجيب