|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 07-06-2014 الساعة : 03:11 PM
لكن الأمور لا تحل بـ”عفى الله عن ما سلف” كما كانت تشتهي السعودية وهي لا تزال تسكر بالدم السوري حتى الثمالة، ونصر على الإستمرار في حردها وعنادها الذي سيؤدي إلى هلاكها لا محالة، بعد أن فشل مخططها المعد بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل لإقامة خط عازل في الجنوب السوري مع “إسرائيل” والأردن الذي زاد من تورطه في المؤامرة، وهو الخط الذي كان سيتحول إلى منبع لتصدير السلاح والإرهابيين لمزيد من التخريب في سورية في إنتظار الإنتهاء من إعداد “جيش حر” جديد تحضره السعودية وتدربه أمريكا وإسرائيل في الأردن، والذي كان يفترض أن يقوم بالهجوم على دمشق وإسقاط الأسد، وفق ما كان يتوهم الأغبياء.
وبسبب الفشل مضاف إليه الإرباك الذي سببته الإنتخابات السورية، والتي فهم منها أن “جنيف” مات وانتهى، وأن الشعب قال كلمته حين صوت لـ’الأسد’ ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وأن لا شرعية للخونة والمتآمرين على وطنهم، المحرضين على قصفه وقتل شعبه وتدمير مؤسساته وتفتيت جيشه من خلال زرع الفتنة الطائفية والمذهبية في صفوفه.
اليوم تحاول أمريكا الدخول على خط حل الأزمة السورية سياسيا، خصوصا بعد أن إقتنعت أن وهم “إسقاط الأسد” لم يعد له من معنى بعد الإنتخابات، وأن لا مبرر شرعي أو أخلاقي يسمح لها بالإستمرار في العدوان على سورية. لكن إيران لا يمكن أن تدخل في صفقة مع الأمريكي دون الروسي، ومن غير أن تدفع الرياض ثمن الخراب الذي أحدثته في المنطقة.
محور المقاومة اليوم في موقع القوي المنتصر، وروسيا لا تتدخل في خيارات إيران في المنطقة، كما أن إيران لا تتدخل في خيارات الشعب السوري ولا تفرض على حزب الله سياسات معينة، هناك تعاون وتنسيق وثيق على المستوى الإستراتيجي في معركة الموجود والمصير، لكن كل مكون من مكونات محور الممانعة والمقاومة يتخذ ما يراه مناسبا من قرارات على المستوى الداخلي، وفق ظروف وشروط المرحلة، بخلاف الأمر مع محور المؤامرة المهزوم والمختلف حول السياسات والأولويات، تحسبهم كثير وقلوبهم شتى.
وبهذا المعنى، لا يمكن القبول بحل أزمات المنطقة بالمفرق والتقسيط، ولا أن يفرض أمن “إسرائيل” كثابتة في أي حل سياسي مرتقب، وعلى أمريكا أن تفاوض روسيا إبتداءا فإيران فسورية فحزب الله، لأن لكل مكون خصوصيته وإستقلالية قراره الداخلي، وإيران لا تفاوض باسم حلفائها.. من هنا ضبابية المرحلة القادمة، في إنتظار موقف أمريكي جديد أكثر واقعية يعترف بالهزيمة ويسلم للمحور المنتصر بخرائط النفوذ الجديدة.
انتهى
|
|
|
|
|