|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 07-06-2014 الساعة : 03:09 PM
اليوم نستطيع القول بثقة أن مؤامرة أسقط الدولة في سورية سقطت، ولم يعد لمحور الشر من إستراتيجية أو خطة بديلة لإستنزاف سورية سوى هراء الكلام الذي يقول الشيىء ونقيضه، ويسوق للوهم، ويكشف عن عمق قلق وإرتباك محزر المؤامرة في التعامل مع سورية وأزمات المنطقة.
ومرد القلق الأمريكي وخيبة أمل الغرب الأطلسي والرعب السعودي، هو إقرارهم اليوم بأن ‘أوباما’ فشل في سياساته ويتحمل مسؤولية ما يحدث اليوم في المنطقة التي بدأت تتفلت من بين أيادي الغرب دولة بعد أخرى، وأن القادم ينذر بعمليات جراحية دقيقة وعميقة لتغيير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة لصالح محور المقاومة وحلفائه الكبار (روسيا والصين). وهذا ما لا تستسيغه أمريكا وترفضه السعودية لأنها ترى فيه نهاية حكم قبيلتها الرجعية لأراضي المسلمين المقدسة في شبه الجزيرة العربية، والتي حولوها إلى ماركة مسجلة بإسم عائلتهم، في ظاهرة لم يعرف التاريخ ولا الجغرافيا نظيرا لها.
وإذا كانت المخاوف عادت بقوة من إرتداد الإرهاب على داعميه وعلى رأسهم السعودية كما هدد الإمام ‘خامنائي’ هذا الأسبوع، الأمر الذي زاد قلق واشنطن والرياض بعد أن تبين بما لا يدع مجالا للشك أن البلدان تورطا بإشعال حرب لا يملكان اليوم القدرة على التحكم في نتائجها لفرض شورطهما، وأن إنتصار سورية عسكريا وسياسيا قلب موازين القوى على الأرض في سورية والمنطقة، بعد أن نجح الجيش العربي السوري وحلفائه في دحر الإرهاب بالقتل حينا وبالمصالحات أحيانا، مع التركيز على المصالحات لما لها من أبعاد إستراتيجية فهمتها قوى التآمر بأنها خطة ذكية معاكسة مؤداها، أن “بضاعتكم سترد إليكم أكثر حماسة للإنتقام وأحسن تدريبا”.. وفي هذا الإطار فهم تحذير الإمام ‘خامنائي’ الذي اعتبرته السعودية تهديدا.
وبالتالي، فكل المؤتمرات العلنية والإجتماعات السرية والإجراءات التي اتخذت في مجال مكافحة الإرهاب سواء في الغرب أو المنطقة، كانت بسبب ما يمثله هذا التهديد الذي أطلقه ‘الأسد’ في صيغة تحذير قبل أكثر من سنة في حديث أجراه مع قناة ‘الإخبارية السورية’، وها هو اليوم يبشر صناع وداعمي الإرهاب بأسوء كوابيسهم التي لم يكونوا يتوقعون حدوثها، ويرفض التعاون في المجال الإستخباراتي مع من تآمروا على سورية.. ولهذا كان الإصرار من قبل المتآمرين وخاصة منهم أعراب الزيت وإسرائيل على ضرورة “إسقاط الأسد” لأن بقائه يعني سقوط ممالك وعروش في المنطقة، وإعادة رسم خرائط جيوسياسة جديدة يفرضها المحور المنتصر، الأمر الذي سينعكس حتما على المستوى الدولي لما يمثله إنتصار سورية من إنتصار لروسيا والصين وحلفائهما في العالم أجمع.
اليوم نستطيع أن نفهم معنى ما قاله سماحة السيد للسعودية ذات خطاب، حيث نصحها بالقبول بهزيمة صغيرة بدل تكبد هزيمة كبيرة مذلة، لكنها استعلت واستكبرت وأخذتها العزة بالإثم فقررت التغول في إفتراس اللحم السوري حتى آخر قطرة دم.
حينها كانت إيران تراقب، تدعم حليفها بمعية روسيا والصين، وفي نفس الوقت تبعث برسائل ود إيجابية للسعودية، لكن الأخيرة لم تكن تكثرت، وكانت تخطط لإطالة الأزمة في سورية إلى غاية إنتهاء ولاية ‘أوباما’ الضعيف والفاشل وقدوم رئيس جمهوري قوي وحازم، يعيد للولايات المتحدة مكانتها وهيبتها في العالم، فيعلن الحرب على سورية وحزب الله وإيران، فتخلو الساحة للسعودية كي تعلن عن نفسها زعيمة الأمة العربية والإسلامية من دون منافس أو منازع. هذا حلم حلو لم يدم طويلا حتى للولايات المتحدة التي تعتبرها السعودية وغيرها أقوى دولة في العالم، وها هي اليوم تتتراجع القهقري نحو الضمور والإضمحلال بخطى سريعة ثابتة، وتسعى إلى تغيير سياستها في سورية لإنقاذ لبنان والأردن من الضياع.
يتبع
|
|
|
|
|