|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.29 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-06-2014 الساعة : 01:23 AM
فــي الفــرق بيــن الوهــم والواقــع
وهذا الحلم الذي يبدو كالوهم، يشبه إلى حد بعيد حلم “إسرائيل” بالسلام مع العرب، من يُصدّقه، يكون إما جاهل أو متخلف عقليا.. ونأسف للقول أن نفس القاعدة تنطبق على من يُصدّق أن السعودية جادّة في التقارب مع إيران، لأنه إذا كان فريق 14 إرهابي في لبنان يُقطّع الوقت لحرق أوراق خصومه في السياسة وأعدائه في الرؤية والنهج فيما له علاقة بمنصب الرئاسة تمهيدا لسرقة السلطة والإستحواذ على الثروة في لبنان، فلأنه ينفذ أموامر المملكة الوهابية التي تفضل وضع لبنان في الثلاجة في إنتظار الإنتهاء من المسألة السورية.
ولعل إعتذار وزير خارجية إيران السيد ‘محمد ظريف’ اليوم، عن حضور إجتماع مؤتمر التعاون الإسلامي الذي يعقد في السعودية، وتبرير ذلك بتزامنه مع إجتماع السداسية حول الملف النووي الإيراني. فهم منه أن طهران غير مستعدة للقبول بالشروط السعودية الوهمية التي نقلها أمير الكويت إلى السلطات خلال زيارته اليوم لإيران. واللافت أيضا، أن الشيخ ‘رفسنجاني’ الذي كانت السعودية تنتظر منه ردا على موقف إيران من مطالبها، قال قبل يومين ما مفاده، أن هناك أمورا يجب أن تحسم داخليا في إيران قبل التوجه إلى السعودية.
هذا يعني أن الفجوة لا تزال عميقة بين الجانبين، وأن لا أمل يبدو في المدى المنظور للوصول إلى إتفاق بشأن ملفات المنطقة الشائكة والمعقدة بسبب تداخل المصالح وتضارب القيم والإديولوجيات. كما وأن السعودية بسبب الصلف والكبر والعناد والغباء، ترفض القبول بهزيمة مشرفة، في انتظار هزيمة كبيرة مدوية ومذلة يُحضّرها محور المقاومة القادر بعون الله، لمحور المؤامرة الراغب العاجز والفاشل الذي يسعى بقدميه نحو حتفه ونهايته الحتمية.. هذا ما سيؤكده التاريخ وإن بعد حين.
وبذلك، تتحقق أسوأ كوابيس ‘جيفري فيلتمان’، الذي حذر من ضياع الأردن ولبنان بسبب ما أسماه بـ”العناد”، لينصهرا في وطن قديم جديد اسمه “الشــام”. ونحن بالمناسبة، نريد أن نضيف للقائمة ما أغفله ‘فيلتمان’ عن عمد، ونقصد بذلك فلسطين الحبيبة تاج عروبتنا وعزة إسلامنا وعنوان حضارتنا ومنبع قيمنا وثقافتنا التي تحولت إلى مقاومة بالخنجر والحجر والبندقية، فتبعها القلم ليصنع لنفسه كلمات من رصاص تصيب القلب وتشل العقل..
وبذلك تكتمل خريطة الشام الفدرالية القوية القادرة المتجانسة والمتحابة كما خلقتها السماء وأرادتها أرضا للمقاومة والجهاد فباركت حولها، لا كما رسمها الإستعمار وأرادها أن تكون مقسمة إلى مشيخات وإمارات تدور في فلك السعودية وتقبل بـ”إسرائيل” كدولة محورية قوية وطبيعية في المنطقة.. وهذا هو جوهر الصراع.
انتهى
|
|
|
|
|