عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عابر سبيل سني
عابر سبيل سني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 63250
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 6,772
بمعدل : 1.28 يوميا

عابر سبيل سني غير متصل

 عرض البوم صور عابر سبيل سني

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عابر سبيل سني المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-06-2014 الساعة : 01:21 AM




السعوديـــــة: و دور “الأخ الأكبـــر”

ومهما يكن من أمر، فالمؤكد اليوم، هو أن حلم السعودية بإقدام أمريكا على تدخل عسكري في سورية قد تبخّر وتحوّل إلى سراب بقيعــة.. ولم يبقى لآل سعود الذين يُصرّون على أن تلعب بلادهم دور “الأخ الأكبر” أو (Big Brother) على الطريقة الأمريكية، وليس “مملكة العرب” كما روّج لذلك الرئيس ‘السيسي’، لتتربع مملكة الصمت والقهر والفساد على عرش العالم العربي والإسلامي بالإرهاب وشراء الذمم بالمال الحرام، لضمان الدعم السياسي والعسكري الأمريكي والغربي لمشروعها غير القابل للتحقق، لأنه ضد طبيعة وقيم وأخلاق الإنسان العربي والمسلم الشريف.

وبالتالي، لم يعد أمام الرياض في هذا الزمن الصعب الذي تتحكم في مجرياته ومآلاته قوى الممانعة والمقاومة الشريفة، سوى الإعتماد على النفس وعدم التعويل على أمريكا والغرب، وتغيير سياساتها الإستفزازية لقيم العرب والمسلمين، فما حك جلدك مثل ظفرك كما يقول ‘جمال خشقجي’ نقلا عن الإمام الشافعي، في مقالة له نشرت السبت في صحيفة الحياة، سوّق من خلالها لفكرة أن السعودية هي “الأخ الأكبر” للعرب في المنطقة وهي زعيمة “الأمة” الإسلامية، وأن سياسة المرحلة المقبلة، هي ممارسة السعودية لمزيد من الضغط على إيران كي تقبل بهذه الأطروحة الغبية كمسلمة نهائية، وتتخلى بموجب ذلك عن نفودها في مجالها الإقليمي الطبيعي، وتقبل بالتنازل عن ورقة “الشيعية السياسية” التي تتمدّد بها في بلدان المنطقة، وفق الزعم السعودي، كشرط لحوار منتج بين الرياض وطهران، وفق اشترط “الهزاز” ‘سعود الفيصل’ قبل أيام، في محاولة يائسة وبئيسة لإغراء إيران بالمصالح الإقتصادية مقابل تخليها عن الإديولوجيا، والتي تعني بالنسبة لإيران وحلف المقاومة، القيم والأخلاق والثوابت الدينية والمبادىء الإنسانية السامية التي لا يمكن أن يتطور أي إجتماع إنساني من دونها.

وهنا هو الوجه الحضاري الحقيقي للصراع، حيث يبدو التوفيق بين المصالح والإديولوجيا من سابع المستحيلات، ولا يمكن الإتفاق حول المصالح وترك الإديولوجيا جانبا، لأن الأخيرة هي مفتاح الحل كما كانت سبب الصراعات والحروب السياسية منذ كربلاء وإلى أن يأتي المنقذ من السماء ليضع حدا لهذه الفوضى العبثية.

معضلة العقلية القبلية الرجعية المتحكمة في القرار بمملكة الرمال، أنها لا تريد أن تفهم أن قوة وقدرة وعظمة الدول الفاعلة في التاريخ لا تشترى بالمال الحرام، بل تصنع بجهد الشعوب، والعمل المنتج الدؤوب، والكثير من الصبر والتحمل، والتضحيات الجسام من أجل تحقيق أهداف الأمة الكبرى، وذلك من بوابة الإستثمار في المواطن “الإنسان” صانع الحضارة ومفتاح التغيير.. وهذه شروط لا تتوفر في نظام تيوقراطي، فاسد ومستبد، يلغي الشعب من معادلة الحكم، ويحتكر السلطة والثروة والمجال السياسي والديني.

وكمثال على غباء آل سعود، فقد حاولت الرياض مرارا تقديم رشا إلى روسيا من خلال صفقات أسلحة وهمية بمانسبة زيارات قام بها الأمير ‘بندر’ لموسكو، ثم عرض الرياض فتح أبواب الشرق الأوسط لروسيا وضمان مصالحها في سورية، لكن من دون الأسد مع بقاء المؤسسات والجيش، على أن يضم هذا التحالف روسيا والسعودية ومصر. وقد هلّل وزمّر له مثقفو الإنقلاب الذي قاده ‘السيسي’ على “الديمقراطية” الوليدة لا على الإخوان الفاشلين كما يروج لذلك إعلام الزيت لتضليل الشعوب، وهو ما لم تهضمه حكومات وشعوب الغرب، لوجوب التفريق في السياسة بين المبادىء والأشخاص، لأنه كان بإمكان تغيير الوضع من خلال إستمرار الإحتجاجات حتى قبول السلطة القائمة بإجراء إنتخابات رئاسية لتصحيح الخلل ودعم شرعية الحكم المنقوصة من وجهة نظر المحتجين، أو إنتظار تاريخ الإستحقاقات القادمة لمعاقبة “الإخوان” على فشلهم. وهذه هي الطرق الديمقراطية السليمة المعتمدة في الدول التي تحترم شعوبها، لا هدم الديمقراطية وإسقاط الدستور وسرقة إرادة الشعب بالخديعة والكذب والإحتيال، ثم القيام بإنقلاب عسري في ثوب مدني مكشوف، لوضع مصر في قاطرة العمالة والخيانة ورهن قرارها السيادي للسعودية بعد إسرائيل، خدمة لمصالح أمريكا وضدا في إرادة الشعب المصري وأهداف ثورته المجيدة، مقابل حفنة من الدولارات الملوثة بالدم العربي، والتي لن تُخرج مصر من أزمتها الإقتصادية البنيوية المزمنة، بقدر ما ستتركها كالمعلقة بين الموت والحياة، لتظل تستجدي المساعدات دون قدرة على النهوض بنفسها.

المثال الثاني، ما تناقلته وسائل الإعلام عن وزير الخارجية الروسي ‘سيرغي لافروف’ من أن الرئيس الصيني ‘شي جينبينغ’ أخبر نظيره الروسي ‘فلاديمير بوتين’ مؤخرا، بـأن مسؤولاً عربياً كبيراً بعث اليه برسالة عبر مستشار باكستاني سابق، يعرض عليه فتح ابواب الشرق الاوسط أمام الصين في حال أنهت ‘بكين’ إرتباطها مع موسكو وتحالفت مع الرياض ومصر في وجه إيران.. فضحك ‘بوتين’ و ‘شي’ حتى استلقيا على قفاهما من غباء آل سعود الذي ليس له حدود.

وهذا هو حال وأسلوب السعودية، الراغبة العاجزة، التي تعرف أن أوراق اللعبة في المنطقة ليست بيدها، بل بيد أمريكا، وأن لعب دور الوكيل المُخرّب والمتآمر لا يمكن أن ينجح مع روسيا والصين لعزل إيران الدولة الكبيرة القوية والقادرة، وبرغم ذلك، فهي غير راغبة في المواجهة لحقن الدم العربي والمسلم، وتعمل على إنتاج القوة ومضاعفتها لتوفر لنفسها ومحورها المقاوم ما يلزم لمواجهة عدو الأمة الحقيقي الذي هو “إسرائيل”، عملا بقوله تعالى (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة…) وقوله (ليعذبهم الله بأيديكم)، لأن المثاومة ما ضربت حين ضربت ولا رمت حين رمت ولكن الله ضرب والله رمى، فهزم الأحزاب ونصر جنده.



يتبع



توقيع : عابر سبيل سني


اذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد ان يقتدي بالحســــين
من مواضيع : عابر سبيل سني 0 الوهابية دين الفتنة والخوف من البشر
0 سؤال: لماذا ترك النبي المنافقين ولم يفضحهم
0 فتوى من ولي الطواغيت والاستكبار العالمي
0 شبهة يصلحه الله وليس يصلح الله أمره
0 لا تصلوا على آل محمد في التشهد لأنها أصبحت من شعار الشيعة