عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عابر سبيل سني
عابر سبيل سني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 63250
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 6,772
بمعدل : 1.28 يوميا

عابر سبيل سني غير متصل

 عرض البوم صور عابر سبيل سني

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عابر سبيل سني المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-06-2014 الساعة : 12:40 AM




دروس مــن الثـــورة المصريـــة

من المفيد التذكير بالمناسبة، أن فترة السنة التي حكم فيها الإخوان مصر لم تكن مشجعة، بسبب قلة الخبرة من جهة، وإنعدام الرؤية لما يجب أن تكون عليه مصر الجديدة ما بعد الثورة من جهة أخرى، وهذا كان متوقعا منذ اليوم الأول، لأن الإسلام السياسي وإن كانت له خبرة طويلة في المعارضة، غير أنه ينطلق في معالجاته للمشكلات وتنظيراته للتطورات من تصورات ماضوية إنطلاقا من رؤية إيديولوجية مغلقة، تختزل الدين والسياسة في شرنقة الجماعة، وتعتبر من سواها يعيش مرحلة الجاهلية الأولى.

لكن علينا أن لا ننسى أن الإخوان وصلوا إلى الحكم عبر صناديق الإقتراع، وبأوامر من أمريكا، حيث قام العسكر، بتزوير النتائج لتكون في صالح الإخوان، لأن أمريكا كانت تعول عليهم لتنفيذ إستراتيجية الموت والخراب في بلاد العرب، لتفتيتها إلى عشرات الإمارات والمشيخات والممالك، ليعود عصر القبائل، وتعود معارك داحس والغبراء، فتأتي أمريكا بعد أن يفني العرب بعضهم بعضا، لتعيد ترتيب خرائط المنطقة وفق أهواء ومصالح إسرائيل.

وبرغم فتح تحقيق في موضوع تزوير الإنتخابات في القاهرة، إلا أن القاضي المكلف بالملف، لم يجد تعاونا، بل عراقيل وأبواب موصدة، ونصائح من الباطن بالتخلي عن الملف، إلى أن جائه كتاب رسمي من أعلى سلطة قضائية بتعليمات سامية من جهة سيادية (العسكر) بالتخلي رسميا عن التحقيق في موضوع تزوير الإنتخابات.. فأقفل التحقيق ووضع الملف في ثلاجة التاريخ ومضى لحال سبيله. لأنه ممنوع المساس بالعسكر الذين قاموا بتزوير الإنتخابات لصالح الإخوان بأوامر أمريكية.

وقد تبين اليوم أيضا أن الإخونجي ‘مرسي’ لم يطلق سراح الإخوان والسلفيين من السجون في عهده، بل ‘العسكر’ هم من قاموا بذلك لخلق سيناريو حرب ضد الإرهاب يُولّد إحساس بالخوف وشعورا بالرعب لدى المصريين البسطاء، فتجعلهم من حيث لا يدرون ولا يشعرون، يهتفون بحياة الزعيم المخلص ويردّدون بحماسة وجنون “الجيش والشعب إيد وحدة” و ‘السيسي رئيسي’، ولتذهب الثورة إلى الجحيم، فتحول الجيش إلى دولة داخل الدولة وأصبح للسيسي والعسكر سلطات تتجاوز سلطات الشعب، بعد أن وضع صهره على رأس مؤسسة الجيش، ليتفرغ هو للعبة السياسة التي لا يفقه فيها إلا بما يملى عليه من الرياض و واشنطن وتل أبيب من تعليمات وفق قاعدة: “لكم الحكم ولنا القرار”.

الشعب المصري، وعن حسن نية، وبسبب غياب القيادة في ثورة 25 يناير 2011، وبالتالي، غياب الرؤية لما يجب أن تحققه الثوة من أهداف كبرى، إرتكب مجموعة أخطاء متفاوته الخطورة، لعل أخطرها هو عندما أسقط ‘مبارك’ وترك النظام العميق على حاله، يدير اللعبة في الدهاليز والكواليس بالتنسيق مع واشنطن والسعودية في تخريجة جديدة لمسرحية سادجة وسخيفة ها هو اليوم يعيش فصولها البئيسة.

كما أن الشعب المصري في ثورة 25 يناير، لم يرفع شعار تحرير فلسطين وإلغاء إتفاقية العار وطرد السفير، كل المعطيات كانت تؤكد حينها أن للثورة بعد إجتماعي وإقتصادي داخلي حصري، وأن المطالب كانت تعبر عن حقوق مقهورين وجائعين ومستضعفين ومظلومين، لا عن حلم أمة ترغب بلعب دور إقليمي لسياسة عربية موحدة. وهو الوهم الذي لم يتحقق حتى للإتحاد الأوروبي برغم نجاح الوحدة الإقتصادية أيّما نجاح، لكن السعودية تريد فرض الوحدة بالمال والقهر، ولا يهمها الشعوب، بل فقط لتضمن تبعية الأنظمة الديكتاتورية لها كحال النظام المصري اليوم، لتورط جيش وشعب المحروسة في صراعات ضد إخوان لهم في القومية والدين لصالح أمريكا وإسرائيل.

أما في إنقلاب 30 يونيو، فبقدرة قادر تغيرت الشعارات التي تدين الإستبداد والفساد، وتحمل النظام مسؤولية تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة، وحلت محلها شعارات قومية من قبيل إلغاء إتفاقية العار مع “إسرائيل”، وطرد السفير الصهيوني من القاهرة، والوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية والإستكبار العالمي.. فقرأ البسطاء من الناس في ذلك قرب عودة الزعيم ‘جمال عبد الناصر’ رحمه الله من قبره على أنغام الأغاني الحماسية القديمة، ليُخلّص مصر والأمة العربية من “إسرائيل” ويحقق لها حلم الوحدة الذي طال إنتظاره.. وبذلك تجاوز تأثير الإعلام المصري على عقل المواطن مفعول هلوسة الحشيش.

من الواضح أن المعزوفة أُعدّت بإتقان للّعب على الوثر الحساس لدى المصريين والعرب عموما، لأن الحاجة كانت تفرض عودة ديكتاتورية العسكر التي حكمت بعد أزيد من 6 عقود من الفشل وإنتاج الأزمات..، لكن هذه المرة بحلة قومية زائفة. وبالفعل، نجحت الحيلة في البداية، فقلنا أن ذاكرة الشعب مثقوبة، وأنه لا شك أن المحروسة أكلت الطعم وسقطت في الفخ الأمريكي والصهيو- وهابي الذي نصب لها لسرقة ثورة شعبها إلى الأبد، لإستحالة أن يواجه الشعب ديكتاتورية العسكر والحكم الأبوي السلطوي الذي إعتاد عيله فقراء مصر منذ عصر الفراعنة القديم.

المنطقـــة علــى شفــا الفـــوضى المدمـــرة

أيها السادة، لقد بدأت طبول الحروب تقرع في المنطقة، وبمجرد دخول مصر في الصراع الليبي من الباطن، اشتعلت الجبهات في اليمن بين الحوثيين وخصومهم السلفيين، في رسالة مفتوحة للرياض مؤداها، أن من يحرق بيوت الجيران ستحرق النار بيته ولو بعد حين.

المعادلة كما تبدو اليوم هي كالتالي: مصالح قطر وتركيا تتقاطع مع مصالح إيران في مصر واليمن وليبيا وتونس، لكنها تفترق في العراق وسورية ولبنان، وفي المحصلة، تركيا وقطر تسعيان لتقويض نفوذ السعودية في المنطقة، فيما إيران تمد اليد لإنقاذ الرياض من الإنهيار والدخول في وحدة إسلامية لإحياء أمجاد الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس وتحولت بفضل السعودية إلى أخطر أمة تهدد الحياة والجمال والحضارة والحجر والشجر والبشر، وتجد مع ذلك كتاب الخراب الذين يدافعون عن مشورعها ويحاولون إقناع الشعوب بأن لا حل لها للنجاة من الإرهاب إلا بإعادة إنتاج “ديموقراطية العسكر” في مصر وبقية البلدان العربية، باستثناء الممالك الشريفة في المغرب والأردن ومشيخات الخليج، لتتحول جيوشها وشعوبها إلى وقود لنار الحرب القادمة مع إيران وحلفائها في المنطقة.

لكن الشعوب التي خبرت التورات، بدأت تدرك اليوم أبعاد المؤامرة، وقد لا يطول الوقت كثيرا لنراها تُحوّل بإرادتها الوطن العربي إلى بركان تحت أقدام الحكام، ينفجر فيهم ليحرق عروشهم في ساعة آتية لا ريب فيها.


نهاية المقال



توقيع : عابر سبيل سني


اذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد ان يقتدي بالحســــين
من مواضيع : عابر سبيل سني 0 الوهابية دين الفتنة والخوف من البشر
0 سؤال: لماذا ترك النبي المنافقين ولم يفضحهم
0 فتوى من ولي الطواغيت والاستكبار العالمي
0 شبهة يصلحه الله وليس يصلح الله أمره
0 لا تصلوا على آل محمد في التشهد لأنها أصبحت من شعار الشيعة