|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 78611
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 1,572
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
am-jana
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 23-05-2014 الساعة : 04:50 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
الود المهدوي
الالتفات التفصيلي والعاطفي والولائي والذوباني، لمن جعل الله بيمنه رزق الورى.
إن الإمام عينه على الخِلقة، من المجرات والأفلاك وما تحته.. وعينه على خصوص المستضعفين من الناس، ولو كانوا كافرين.. كالنبي (ص) الذي كانت له التفاتة حتى لغير المسلمين، وعلى رأس غير المسلمين كفار مكة، ومن المعلوم كيف عاملهم.. وله التفاتة لخصوص المسلمين الذين يتشهدون الشهادتين، وله التفاتة لخصوص المؤمنين..
وله التفاتة لخصوص السالكين إلى الله تعالى، فالإمام (ع) عينه على هذه الثلة القليلة، بمعنى العناية المركزة.. فإذا رأى في عبد التفاتة إلى الله تعالى، وله في جوف الليل مناجاة مع رب العالمين، وله ولاء لأهل البيت (ع): يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.. وله التفاتة لولي أمره: يدعو لفرجه في كل صبيحة، ولو في كذا أربعينية من أربعينيات العهد؛ ولا يفوّت في اليوم والليلة في صلواته إلا وقد ذكر دعاء الفرج في قنوته؛ وفي صبيحة يوم الجمعة والأعياد الأربعة، يندب إمامه باكيا عليه...؛ فإن الإمام (ع) يجعله في رعايته الخاصة..
ان اكبر ازمه من أزمات هذه الأيام التقاعس فالبعض يتقاعس، ولا يتحرك في طريق القرب إلى الله تعالى، على أمل أن يأتيه إنسان من جزيرة نائية ويأخذ بيده!.. لماذا أنت متقاعس؟!.. أنت الآن ابدأ الخطوات الأولى، وكن على الطريق!.. إن القطار إذا كان في الصحراء على التراب، فإنه لا يُرجى منه الحركة.. ولكن أنت إذا جعلت القطار على السكة، فقد تأتي عربة وتدفعك إلى الأمام.. إن رب العالمين يقسم الأرزاق، ومنها الأرزاق المعنوية..
وقد تسأل أن الإمام (ع) كيف يأخذ بيدك؟..
إن الإمام (ع) ليس من شأنه أن يأتيك إلى باب المنزل، ويزورك ويشرب معك ما يشرب، ثم يتكلم معك.. فالإمام (ع) له طرقه، ومن طرقه: التصرف القلبي، أو الدعاء لك، أو تيسير قضاء حوائجك فلرب مشكله عويصه ندبت بها امامك حلها محيث لاتعلم . إن هذه عناية موجهة للإنسان الصادق، للأخذ بيده في هذا الطريق.
فإذن، ينبغي علينا الالتفاتة إلى الإمام (ع) بشكل مركز، وأن نعيش حالة الحزن على غيبته.. لنسأل أنفسنا: هل مرة عشنا هذه الحالة: أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء؟.. أين باب الله الذي منه يؤتى؟.. فلو أنك في الشهر مرة، أو في الأسبوع مرة، بكيت لفراقه، وبكيت حزنا على قلبه الذي يحمل الأحزان الكبرى!.. فالإمام (ع) من الصباح إلى الليل، كم يسمع من الأخبار المؤلمة، وخاصة هذه الأيام مع وضع الأمة الذي لا يحسد عليه؟!.. وكم يحترق قلبه؟!.. وكم تجري دمعته؟!.. والإمام الكاظم (ع) في رواية يشير إلى هذه الناحية، عندما قال (ع) في وصفه (ع): (يعتره مع سمرته صفرة من سهر الليل).. حيث جمع بين السمرة والصفرة: فالسمرة كما في أوصاف شمائله المباركة؛ والصفرة لسهره في إحياء الليالي في عبادة ربه، والبكاء على وضع الأمة فعلا..
وإن الذي يدعو لفرجه بحرقة، وخاصة في مواطن الاستجابة: فلما يستيقظ في جوف الليل، يدعو لفرج إمامه بلهفة.. ولما يصل للحجر الأسود في ازدحام الحج، ويضع رأسه في الحجر لثوان، فأول ما يدعو، يدعو لفرج إمامه.. ولما يصل لباب الكعبة، يدعو لفرجه.. ولما يصل إلى الحائر الحسيني، يدعو لفرجه.. فهنيئا لمثل هذا الإنسان!.. وبلا شك إن هذا الإنسان الذي يحمل هذا الود المهدوي، وهو في مقام العمل له التزام بأحكام الله تعالى، سيصل إلى المراد بإذن الله تعالى إن عاجلا أو آجلا.
دمتم من الممهدين المنتظرين
|
|
|
|
|