|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 24-03-2014 الساعة : 09:45 PM
الفوضـــى قادمـــة و ستعــمّ المنطقـــة
لم يجانب الصواب قائد الثوة الإسلامية الإيرانية ‘على خامنئي’ حين أكد في خطاب ألقاه أمس الجمعة أمام أهالي مدينة ‘مشهد’ المقدسة: إن “حقائق المجتمع الدولي لن تسير وفقا لرغبات الادارة الاميركية”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “فشلت في فلسطين وهي مهزومة في سوريا والعراق وأفغانستان ومهزوزة في الغرب. كلامه هذا أصاب كبد الحقيقة وينم عن رجل واسع العلم والدراية، ويرى الأمور في السياسة بنور الله من منطلق الثوابت والمبادىء والأخلاق ومصالح الشعوب المستضعفة لا مصالح الشركات المتعددة الجنسيات العابرة للأوطان والقارات والصانعة للسياسات في سوق “وول ستريت”.
‘خامئي’ الذي لا يثق بالغرب عموما وأمريكا خصوصا، لمعرفته الدقيقة والعميقة بحقيقة ما يخططون له للمنطقة، سبق وأن قال قبل بضعة أيام خلال استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة: إن “أعداء الشعب الإيراني من بين أسوأ الأعداء”، موضحا: إن “الإدارة الأمريكية باتت معروفة في الولايات المتحدة بأنها كاذبة وأن ثقة الأميركيين بها بلغت أدنى المستويات”، وتابع: أن “الإدارة الأميركية باتت تُعرف على المستوى الدولي بأنها لاعب دولي فظ ومجرم ومنتهك لحقوق الإنسان”.
هذا الكلام معناه أن أمريكا تتصرف بسوء نية، ولا تتردد في اللجوء إلى كافة أساليب الإجرام، وتصر بإستعلاء وإستكبار على: “إما الإنتصار أو الإنتقام”. وحيث أنها هزمت في سورية بسبب سوء التقدير، والإرتجال، والأخطاء الفظيعة التي إرتكبتها بإعتمادها على المرتزقة والإرهاب الوهابي لتدمير سورية، فإنها حتما لن تُسلّم بالهزيمة رغم ظروفها الداخلية السيئة، وعدم قدرتها على خوض أية مغامرة عسكرية خارجية جديدة حتى لو كان ذلك بذريعة الإرهاب، هذا أمر مفروغ منه لأنه السبب وراء مطالبة 29 ولاية أمريكية اليوم بالإنفصال.
وحيث أن لأوباما رغبة دفينة جامحة في الإنتقام، فقد إفتعل ثورة ‘أوكرانيا’ النازية لمعاقبة بوتين بسبب دعمه اللامحدود لسورية ومساعدة نظامها وجيشها وشعبها على الصمود والإنتصار. غير أن ‘أوباما’ ومن حيث لا يدري، إرتكب خطأ العمر حين قرر اللعب مع روسيا في فنائها الأمامي وبوابة المياه الدافئة في المتوسط، فقرر القيصر ضم ‘القرم’ إلى أمها الحنون روسيا، وقعد يتربص ما سيفعله الغرب في أوكرانيا لإثارة فوضى عارمة بين سكان الشرق والغرب، تتدخل على أساسها روسيا عسكريا لحماية رعاياها والناطقين بلغتها، فتقسم أوكرانيا بحيث تضم روسيا الشرق والجنوب الأوكراني إلى إمبراطوريتها الصاعدة.
وعندما قال الرئيس الروسي ‘بوتين’: أن “أوباما يريد معاقبة روسية على ضمها شبه جزيرة القرم”. فهو كان يقصد بكلامه سورية، لأن الحرب ضد روسيا مستحيلة ولا يرغب في حصولها أحد لما سيكون لها من تداعيات عالمية، وبالتالي يصبح الرد على روسا في سورية أمرا واردا، وهو ما دفع بموسكو إلى تعزيز قواتها العسكرية في سورية وأصبح جنودها يشاركون في الحرب في الميادين، كما عززت من ترسانة بوارجها وغواصاتها قرب شواطىء سورية، وكثفت خلال الأسابيع الماضية من رحلات الطيران والسفن إلى سورية محملة بالسلاح والعتاد تحضيرا لأمر جلل على وشك الوقوع في المنطقة.
وفي المقابل، نفس الإستعدادات تجري على قدم وساق في إسرائيل وهناك جسر نشط لنقل السلاح بين أمريكا وإسرائيل، إضافة إلى كثافة في التدريب وإستدعاء الإحتياط، والتحضير لفتح جبهة الجولان ولبنان.
ومعلوم أيضا وفق ما تسرب من معلومات تحدثنا عنها في القالة السابقة “لعنة سورية تحل بالسعودية”، فإن هناك إجماع لدى دوائر القرار وصناع الإستراتيجيا في الإدارة الأمريكية بضرورة تقسيم السعودية لأنهاء الفكر الوهابي والنظام السعودي صناع الإرهاب وتجار الموت في المنطقة، إنتقاما منهم على فشلهم في سورية، وتدخلهم ضد الإرادة الأمريكية في مصر وتحديهم للإدارة الأمريكية بالتلويح بخيار التحالفات البديلة، وزيارة ولي العهد السعودي وتوقيعه إتفاقية وصفت بـ “الإستراتيجية” مع الصين. وبالتالي، هناك “ربيع سعودي” حُضّر لمملكة الزيت والرمال والحقد، سينطلق مباشرة مع هلاك العاهل الحالي، خادع الحرمين الشريفين.
وبالنسبة لسورية، كانت التقديرات تقول أن الرئيس ‘أوباما’ يفضل استمرار الوضع الراهن من الفوضى الهدامة إلى أن تتحقق أهداف إسرائيل بسقوط دمشق، لكن بالنسبة له، لن يتدخل في أي نزاع مقبل محتمل. الأمر أصبح واضحا “كل يحمي نفسه” فأمريكا لم تعد سيّدة العالم وإنتهى دورها كشرطي شرير.
لكن، وهذا أمر غاية في الخطورة، وهو أن إسرائيل والسعودية رافضتان لأي حل في سورية لا يتظمن رحيل الأسد وإعادة سورية إلى حضن السعودية مفتتة منهارة مستسلمة بلا جيش ولا سلاح ولا كرامة، الأمر الذي يريح “إسرائيل” أمنيا، ويربح السعودية في حربها على النفوذ مع إيران على المنطقة.
وهذا مؤشر قوي بالإضافة إلى مؤشرات عديدة متوفرة، تؤكد جميعها، أن الحرب على سورية قادمة، ستفتعلها إسرائيل قريبا، بعد أن أصبح لدى الصهاينة قناعة مؤداها “ما حك جلدك مثل ظفرك” أو كما قال النّتن ‘نتن ياهو’ مستندا لمقولة وردت بالتوراة “من يكون بي اليوم إذا لم أكن بنفسي؟”. وهي الحرب التي تحدثنا عن مخططها بتفصيل في مقالة الأسبوع الماضي، وسنعود إليها في مقالة قادمة بحول الله لقراءة المستجدات في سيناريوهات المرحلة المقبلة.
وفي الخلاصة نشير، إلى أن المتغيرات الطارئة على مستوى الداخل الأمريكي ستغير من المسرح الدولي بالكامل، لأن إنهيار إمبراطورية روما الجديدة وتفتتها سيخلف فراغا هائلا على مستوى إدارة الأزمات والصراعات في العالم، وسيفتح الباب واسعا للفوضى والحروب التي لا تنتهي بين الجيران.
هذا يعني، أن العالم مقبل على متغيرات هائلة في المعادلات المحلية والإقليمية والدولية، حيث سيدخل حروبا بين الدول الجارة لتصحيح الحدود المجحفة التي فرضتها خرائط “سايس و بيكو”، وسيشتد الصراع على الزعامات المناطقية والإقليمية، فيما ستحاول روسيا الإتحادية وورائها الصين ودول ‘البريكس’ إقامة نظام إقليمي جديد ستنظمّ إليه إيران وتركيا التي طلبت ذلك بعد أن رفض الإتحاد الأوروبي عضويتها في مؤسساته، وسيحمل هذا التجمع الإقليمي الكبير إسم “أوراسيا”، بحيث سيشبه نوعا ما الإتحاد الأوروبي، لكن بهيكلية إقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية صلبة، تمتلك الرؤية، وتصنع قرارها السياسي الموحد وفق ما يخدم مصالها الإقتصادية ويحقق أمنها وإستقرارها، لكن على أساس القانون والأخلاق والقيم.
أما على المستوى الدولي، فمن المبكر الحديث عن نظام عالمي جديد وأمم متحدة ومجلس أمن بصيغة جديدة، قبل أن يتضح المشهد الإقليمي في منطقة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وظهور القوى الإقليمية القوية المسيطرة.
ولعل التفكك بدأ مبكرا في عالمنا العربي عندما إنهارت الجامعة العربية وانتهى دورها، وفجرت الخلافات الخليجية مجلس التعاون، وحالت دون إنشاء “إتحاد خليجي إستراتيجي” سياسي وأمني وعسكري لمواجهة إيران.
وخلال ذلك، قد تحاول السعودية الهروب من الغرق والفوضى الخلاقة القادمة باللجوء إلى إيران، بعد أن فقدت أمريكا ولم يعد لها من حامي في المنطقة سوى “إسرائيل” التي تضمر لها شرا وتسعى إلى تقسيمها إنتقاما من “خيبر” و”جيش محمد (ص)” حتى لا يعود، أو مصر التي يكفيها ما فيها، ولن يقوم لها قائمة لتتحول إلى قوة إقليمية وازنة قبل 10 سنوات على الأقل إذا نجحت في معالجة مشاكلها الإقتصادية والإجتماعية والأمنية العويصة، وأمامها حرب ضروس مع الإخوان والإرهاب، قد لا تنتهي قريبا كما يشتهي السيسي.
ولأن ‘آل سعود’ هم إخوة لليهود، و وهابيتهم تمتح من التلمود، وفقهائهم حرّموا قتال إسرائيل وأفتوا بعدم جواز نصرة حزب الله الشيعي في حربه ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وقالوا أن من فعل ذلك عن جهالة في الماضي (2006)، فعليه التوبة والإكثار من الإستغفار، لأنه لا يصح مناصرة كافر على إسرائيل.
وحيث أن الأمر كذلك، فتقديرنا أن تنحاز الرياض لحليفتها تل ابيب، لتخوض معها معركة الوجود والمصير ضد سورية وحزب الله، وهنا سنكون شهودا على إنتصار كبير بشر به سماحة سيد المقاومة جمهوره وأنصاره، وحذر السعودية من تبعاته التي قد تغير وجه المنطقة.
|
|
|
|
|