|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
شرح خطبة المتقين للإستاذ بناهيان الجلسة 4
بتاريخ : 17-02-2014 الساعة : 03:31 PM
إليك ملخّص الجلسة الرابعة من سلسلة أبحاث سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ بناهيان في شرح خطبة المتقين لأمير المؤمنين(ع) حيث ألقاها في جمع من طلاب وأساتذة الجامعة في مسجد جامعة طهران.
دواعي وفوائد ابتداء الكلام بحمد الله
لقد ابتدأ أمير المؤمنين خطبته بحمد الله والصلاة على نبيه وآله وهناك داعيان وفائدتان يمكن تصورهما لحمد الله في أول الكلام.
الداعيان: مراعاة الأدب/ حبّ الله
الداعي الأول هو مراعاة الأدب. فالذي يبتدأ كلامه بحمد الله والصلاة على نبيه فهو في الواقع قد عمل بمقتضى الأدب لله سبحانه وتعالى. ولكن هناك من يجتاز هذه المرحلة فيراعي الأدب إذ قد أشرب قلبه من حبّ الله. فهو في الواقع لا يستطيع أن يبتدأ كلامه بغير حمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه وأهل بيته.
فإذا استطعنا أن نبتدأ بحمد الله والصلاة على نبيه وآله بحافز الحبّ والعشق فطوبى لنا، وإلا فلنفتتح الحديث بذكرهم أدبا. إنه عمل صغير ولكن آثاره كبيرة جدا. لا بأس أن تلتزموا بهذا الأدب على مستوى القلب لا اللسان فقط وتضيفوا إلى ذكر الله حمده والصلاة على نبيّه وأهل بيته. وأتصور أن كل من داوم على هذا العمل والتزمه في حياته سوف يرى آثاره الجيدة.
الفائدتان: تذكير الآخرين/ اتخاذ موقف
وهناك فائدتان متصورتان لهذا العمل، وهي أنّكم بهذا السلوك تذكرون الآخرين بالله وبحمده وبالرسول(ص) والثناء عليه. فإن في هذا التذكير درسا كبيرا للآخرين الذين كانوا قد غفلوا عن هذا العمل. كما عندما يحضر الإنسان في صلاة الشيخ بهجت(ره) قد يتعجب من شدّة خشوع الشيخ وشدّة خضوعه أمام الله سبحانه، فلعلّه يتساءل في نفسه هل أن الله عظيم بهذا القدر ولابدّ من الخضوع والخشوع أمامه إلى هذا الحدّ، وهل يمكن أن يحبّه الإنسان بهذا المستوى ما يجعله يبكي في صلاته حبا وشوقا وخوفا وحشوعا؟! فانظروا كم يمكن لسلوك ما أن يشتمل على دروس وإشارات!
وهناك أمر آخر لابدّ من إضافته كفائدة لهذا العمل وهو أن هذا النمط من الابتداء هو موقف في حد ذاته. فإنكم عندما تبدأون كلامكم باسم الله وبالصلاة على النبي وآله، سوف تُحرَمون من بعض الأساليب و الطرق العصرية والتي قد تبدو أنيقة وجذابة. فهذا الذي يبتدئ كلامه وعمله باسم الله وباسم الرسول وآله فهو في الحقيقة قد أفصح عن موقفه.
أنتم تعرفون أنّ أحد أساليب المجاملة والتظاهر بالحيادية هو أن لا يصرّح الإنسان باسم الشخصيات والمسؤولين والأحزاب. وهو أسلوب متعارف ومطلوب في كثير من الأحيان. أما بالنسبة إلى الله والرسول وآله فلأننا نودّ أن ننخرط في حزبهم ولا نبغي أن نكون حياديّين فنصرح باسمهم لنعلن عن مبادئنا وموقفنا بشكل صريح. وإن هذا الإعلان واتخاذ الموقف الصريح يجعل الإنسان يتمتع بدينه وديانته ويشعر باللذة المعنوية.
ليس من الفنّ والإناقة أن لا يذكر الإنسان اسم ربّه ونبيّه لكي يخفي موقفه تحرجا من بعض الأوساط، فإن أمثال هذه المواقف قد تسلب من الإنسان بركة دينه. من الجميل جدّا أن تبدأوا حديثكم في خطبتكم ببسم الله الرحمن الرحيم ثم اذكروا الإمام صاحب العصر والزمان(عج) مثلا بشكل أو بآخر. وأنتم تعلمون كم هو موقف كبير وقيّم من الشابّ في جلسة خطبته. وهنا سوف يعرف أهل الفتاة مدى علاقتكم بأهل البيت(ع). ومن شأن هذا الموقف أن يجلب البركات لحياتكم ويجرّ ألطاف الإمام الحجة(عج) إليها. إن في هذه الممارسات والمواقف لذة ومتعة خاصة، وحري بمن شاء أن ينخرط في حزب الدين أن يمارس هذه الأعمال ويتخذ مثل هذه المواقف.
وقفة عند مقدمة الخطبة
بعد ما انتهى أمير المؤمنين(ع) من حمد الله والثناء عليه، يقدم مقدمة قصيرة جدا في مقطعين ويشتمل كلا المقطعين على جزئين. فهي مقدمة مجملة جدا ومقسمة إلى أربعة أقسام. وكذلك ينبغي أن نقف عند جمالها ولحنها.
قال(ع): «َ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَه مِنهُم» ولا يخفى عليكم أن العرب يدركون روعة هذه العبارة من مختلف أبعادها. وفي القسم الثاني من مقدمته قال(ع): «فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُم»
إن الله متكبر عظيم ولولا ذلك لما أمكنت عبادته ومحبته
أول ما ابتدأ به أمير المؤمنين(ع) بعد الحمد والثناء هو تعظيم الله وبيان عزّته وغناه. إذ لا يمكن عبادة إله غير عظيم. ولا يمكن أن يعشق الإنسان إلها غير متكبّر. ولا يمكن عبادة إله غير واحد أو يتحمّل إلى جانبه موجودا غيره. كما لا يمكن عبادة إله يتنازل عن الشرك في عبادته ويقبل الصلاة من عبده حتى وإن كان قد أشرك غيره في واحد بالمئة من أجزائها وكان الباقي لوجهه. فلا يمكن عبادة إله يغضّ الطرف عن هذا الجزء الواحد بلا أن تأبى كبرياؤه وعظمته.
فلا نصغّر الله في سبيل أن يسهل علينا إدراكه والارتباط به. ولا نصوّر رأفته ورحمته بالنحو الذي تتغارض مع عظمته وكبريائه.
يتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|