|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 24-01-2014 الساعة : 01:16 PM
وفي مربع المصطلحات جاء تعريف الباطنية على هذا النحو (ص33): (فرقة ضالة تنتحل الاسلام..لأنها تزعم أن لكل ظاهر باطناً ولكل تنزيل تأويلاً). ويثير التعريف إشكالية كبرى، فهل يستحق هذا التعريف الحكم بالضلال واخراج أهلها من الاسلام، بصرف النظر عن الجهة المقصودة بالباطنية لأن النزعة الهيرومنطقية تكاد تكون قارّة في كل المذاهب الاسلامية والمدارس الفكرية التي تحاول فهم المقاصد النهائية والبعيدة من الاسلام عبر سبر أسرار اللغة التي كتبت بها النصوص الدينية.
في الوحدة الثانية بعنوان: (أقوال وأفعال تنافي التوحيد أو تنقصه)، حيث يراد تحديد أهداف الوحدة ومنها (ص37): (أن تزداد معرفة الطلاب ببعض وسائل الشرك كالتماثيل والنصب والقرابين وتعظيم القبور). إن تكرار هذا الأمر عبر مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، لا تجعل الطالب/ الطالبة في منأى عن الأحكام الجاهزة التي يأخذها كمسلّمات لا تخضع لمجرد التفكير فضلاً المسائلة والتحقيق، لفرط تكرارها حتى تتحوّل الى مكوّن رئيس في نظام المسلّمات. فما يتلقاه الطالب/ الطالبة في آخر مشواره الدراسي قبل الانتقال الى مرحلة الدراسة الجامعية هو أن يتخرّج وقد حصد طائفة كبيرة من الأعداء.
في الدرس الخامس بعنوان: (سد ذرائع البدع والشرك في القبور) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذّر من (ص49): (1 ـ الغلو في الأولياء والصالحين لأن ذلك يؤدي الى عبادتهم. 2 ـ البناء على القبور. 3 ـ الصلاة عند القبور).
وجميعها ممارسات شائعة في كل بلاد المسلمين، ولم يصدر عن أي من المسلمين ما يفيد بأنه يشرك في عبادة الله أحداً غير الله، وإن حب الأولياء والصالحين لا يأتي في عرض حب الله سبحانه وتعالى وإنما في طوله، أي أن حبّهم لأنهم أولياء لله ومقرّبين منه، ولو لم يكونوا كذلك لما اكتسبوا صفة الأولياء والصالحين.. والبناء لا يعني العبادة ولا الصلاة عند القبور كذلك، فهي تصوّرات نمطية وجائرة.
وفي الدرس العاشر بعنوان: (الانتماء الى المذاهب الالحادية والأحزاب والفرق الضالة)، يجمع بين المذاهب الواقعة خارج نطاق الدين، مثل الشيوعية والعلمانية والرأسمالية ويعتبرها الحادية، ويترك الباب مفتوحاً أمام معلّم المادة كي يكمل القائمة أو ربما يجتهد الطالب/ الطالبة لاستكمالها لأن ثمة فرقاً ضالة جرى عرض أوصافها ولم يرد تحديد هويتها، وهي محسوبة على المسلمين وليس الملحدين.
ولكن ثمة ما يلفت تحت عنوان: (أثر الحزبيات والفرق في تفريق المسلمين)، فهنا تصبح النزعة الالغائية مزدوجة الهدف: ديني/ سياسي. وكأن واضعو المقرر يضعون نصب أعينهم موقف الدولة من الأحزاب الدينية التي تنطوي على تهديد لنموذج الدولة السعودية القائمة على أساس مدعيات دينية، وفي الوقت نفسه لم ينسوا نصيبهم بنفي كل ما سواهم على قاعدة تمايز مذهبي.
وعليه ص(61، 62): (يكون الأصل أن المسلمين أمة واحدة.. فلا يجوز أن يتفرق المسلمون تحت شعارات حزبية أو عصبية أو مادية أو غيرها، ولو تسمّت بالإسلام فيعادي بعضهم بعضاً ولا يوالي أحدهم ولا يحب إلا من كان منتمياً الى حزبه أو جماعته فتراه يستبيح غيبة مخالفه ويسيء الظن به. فالواجب أن يعلم أن التعصب للحزب والقومية والقبيلة من المعاصي التي تفرق الأمة. والتعصب للحزبيات أو القوميات بسبب رفض الحق الذي مع الآخرين كحال اليهود).
ولا غرابة حينئذ أن يضع الكتاب الانتماء لحزب اسلامي والتعصب له في باب الانتماء للأحزاب والفرق الضالة.
وفي تواصل مع عملية ترسيخ أسس الدولة السعودية بما تتطلبه من قطع للصلة مع أي انتماء لا يؤدي في نهاية المطاف الى الولاء للدولة، فإن النظرة إلى الدنيا هي الأخرى تنطلق من نفس النقطة، أي ترسيخ الدولة (=السعودية) من خلال تزهيد الناس في الدنيا وترك شؤون الدولة لأهل الحكم. في درس بعنوان (الحياة الدنيا ونظر الناس اليها)، تصبح شؤون الدولة غائبة تماماً عن اهتمامات المؤمن/ المواطن/ الطالب/ الطالبة، عن طريق التزهيد في الدنيا، والنظر اليها (بوصفها دار ممر ومزرعة للآخرة ومجالاً للتسابق في الخيرات..)، والتحذير من تبني النزعة الدنيوية كما هي لدى غير المسلمين (ص65): (فقلوب الذين يريدون الحياة الدنيا وعقولهم متعلقة بها، ومثل ذلك من ينبهر بما عند بعض الكفار من تقدم صناعي واقتصادي فيعجب بهم ويدعو الى اقتفاء آثارهم، مع تناسي انحطاطهم الأخلاقي وسوء عاقبتهم في الآخرة..).
نظرة نمطية لم تعد قابلة للتسويق، وترتد الى أزمنة غابرة حين كان الشرق يواري سوءاته الاخلاقية وتفكّكه الاجتماعي وانهيار نظامه القيمي. إن ثمة جدلية تهدف صرف انتباه الطالب/الطالبة الى الآخر المصنّف في خانة الكفّار.
|
|
|
|
|