|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 34902
 |  | 
الإنتساب : Apr 2009
 |  | 
المشاركات : 1,166
 |  | 
بمعدل : 0.19 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 مجلس أبو الأنبياء إبراهيم وجزعه على مصاب الحسين 
			 بتاريخ : 27-11-2013 الساعة : 08:13 PM 
 
مجلس أبو الأنبياء إبراهيم وجزعه على مصاب الحسين :
 
 في عيون أخبار الرضا عليه السلام : وأمال الصدوق عن ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل قال :  سمعت الرضا عليه السلام  يقول :
 لما أمر الله عز وجل  إبراهيم عليه السلام : أن يذبح مكان ابنه  إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده ، وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
 
 فأوحى الله عز وجل إليه : يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟
 
 فقال عليه السلام  : يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد .
 فأوحى الله إليه : أ فهو أحب إليك أم نفسك ؟
 قال عليه السلام  : بل هو أحب إلي من نفسي .
 
 قال : فولده أحب إليك أم ولدك ؟  قال : بل ولده .
 قال : يذبح  ولده ظلما على أيدي أعدائه ، أوجع لقلبك ، أو ذبح  ولدك بيدك في طاعتي ؟
 قال : يا رب بل  ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي .
 قال : يا   إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة   محمد ، ستقتل  الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا ، كما يذبح الكبش ، ويستوجبون بذلك سخطي .
 فجزع إبراهيم عليه السلام : لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي .
 فأوحى الله عز وجل :  يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك ،  بجزعك على الحسين وقتله .
 
 وأوجبت لك : أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
 
 وذلك قول الله عز وجل :{   فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ  } الصافات107[عيون أخبار الرضا عليه السلام باب 17 ج 1 ص 209 .الخصال ج1ص58 ح79].
 
 
 
 قال المجلسي رحمه الله أقول : بيان قد أُورد على هذا الخبر إشكال :
 
 وهو أنه : إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام ، لا يكون المفدى عنه أجل رتبة من المفدى به ، فإن أئمتنا  صلوات الله عليهم أشرف من أولي العزم عليهم السلام ، فكيف من غيرهم ؟  مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء ، التعويض عن الشيء بما دونه في الخطر والشرف ؟
 
 وأجيب : بأن  الحسين عليه السلام لما كان من أولاد إسماعيل ، فلو كان ذبح  إسماعيل لم يوجد نبينا ، وكذا سائر الأئمة وسائر الأنبياء عليهم السلام من ولد  إسماعيل عليه السلام ،  فإذا عوض من ذبح  إسماعيل بذبح واحد من   أسباطه وأولاده وهو   الحسين عليه السلام ، فكأنه عوض عن ذبح الكل ، وعدم وجودهم بالكلية بذبح واحد من الأجزاء بخصوصه ، ولا شك في أن مرتبة كل السلسلة أعظم وأجل من مرتبة الجزء بخصوصه .  وأقول : ليس في الخبر أنه فدى إسماعيل بالحسين ، بل فيه أنه   فدى جزع إبراهيم على إسماعيل ، بجزعه على  الحسين عليه السلام .
 
 وظاهر : أن الفداء على هذا ليس على معناه ، بل المراد التعويض ، ولما كان أسفه على ما فات منه من ثواب الجزع على ابنه ،  عوضه الله بما هو أجل وأشرف وأكثر ثوابا ،  وهو الجزع على الحسين عليه السلام .
 والحاصل : أن شهادة الحسين عليه السلام كان أمرا مقررا ولم يكن لرفع قتل  إسماعيل حتى يرد الإشكال .  وعلى ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين :
 
 الأول : أن يقدر مضاف ، أي : فديناه بجزع مذبوح عظيم الشأن .
 
 والثاني : أن يكون الباء سببية، أي : فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه.
 
 وعلى التقديرين : لا بد من تقدير مضاف ، أو تجوز في إسناد في قوله " فديناه " والله يعلم [بحار الأنوار ج40ب30ص225ح6].
 
 يا طيب : الكلام ليس في بيان الأفضلية بين إسماعيل والحسين بل بين جزعين ، لا أنه فدي  بالحسين عوض عن إسماعيل ، وكون جزع لمصاب أعظم هو لعظمة الحسين ، وبه قد يتبين أن  الحسين أعظم مقاما وشأنا .
 
 وروي أن إبراهيم عليه السلام : مر في أرض كربلاء وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه ، فأخذ في الاستغفار .
 
 وقال : إلهي أي  شيء حدث مني ؟ فنزل إليه جبرائيل وقال : يا إبراهيم ما حدث منك ذنب   ، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء ، وابن خاتم  الأوصياء ، فسال دمك موافقة لدمه .  قال  : يا جبرائيل ومن يكون قاتله ؟
 
 قال : لعين أهل السماوات والأرضيين ، والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربه ، فأوحى الله تعالى إلى القلم ، إنك استحققت الثناء بهذا اللعن .
 
 فرفع  إبراهيم  عليه السلام يديه: ولعن يزيد لعنا كثيرا، وأمن فرسه بلسان فصيح.
 
 فقال إبراهيم لفرسه : أي شيء عرفت حتى تؤمن على دعائي ؟
 
 فقال : يا  إبراهيم أنا أفتخر بركوبك علي  ، فلما عثرت وسقطت عن ظهري ، عظمت خجلتي ، وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى [بحار الأنوار ج40ب30ص243ح39].
 
 يا طيب : إن بلاء الأنبياء واختبارهم هو من أسس ملاك شأنهم الكريم عند الله سبحانه وتعالى ، والله يختبرهم بما يشاء وكيف يشاء ، ولكل حال ظروف تخصه ، وفداء  إسماعيل كان له أثره في وجود ذريته ، وأنه لم يكن تضحية تعرفنا ظلم العباد وحكامهم الطغاة ،والحسين عليه السلام ثورته بيان لما حل من المصائب بالدين وتعريف ظلم الحاكمين ، فناسبته الشهادة ليعرف محل الهدى الحق عنده وعند آله وضلال أعدائهم.
 
 
 
 
  
 
 |  |  |  |  |  | 
 |