|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 78963
|
الإنتساب : Jul 2013
|
المشاركات : 66
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد \ المسني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 27-09-2013 الساعة : 02:34 AM
وعلى هذا الأساس فان العمل المعنوي خضع إلى عدد من الأسباب والعلل التي لولاها ما كان هذا العمل . قائم على التوازن للأخذ بالحركة الحياتية في الوصول إلى الكمال ولم يكن إلا وفق عدد من الأسباب ذات الأهمية في وجوده وحياته سوى في تكونه او عمله ووفق المسافة والسرعة والكتلة والموقع والمكان والمساحة والمدار والاتجاه والحجم والوحدات المكونة والتفضيل والاختلاف والزمن والقوة والشكل وغيرها كلها تضمها الأسباب والعلل السابقة التي تكاملت فيما بينها للأخذ بالتوازن الكوني حتى وصولها الى الهدف المنشود فمثلا ولتوضيح أهمية الصفات الفرعية كالشكل الكروي للأرض .لولا الشكل لما كان هناك ليل ولا نهار ولا زمن وغيره مستقيما في وجوده فلو فرض ان الأرض مسطحة وغير كروية فان ذلك سينعكس على حياتها كما سيكون فيها الليل دائم وكذلك النهار سوى بشكل جزئي على الأرض أو كلي . مما سيؤثر على الأحياء المخلوقة وفق التنوع فالشكل مهم لتوازن الحياة
وكل الكون بما فيه يشير وبوجه حقيقي لوجود الخالق عز وجل ولوحدانيته كما تقر بعظمتة عز وجل. العليم الخبير. ووفق هذا العمل والإبداع الالاهي يظل الإنسان صغيرا بعمله العلمي امام عمل وعلم الله تعالى الكبير والخالق فلا تتكبر وتستكبر ايها الانسان بما وصلت اليه فأنت مهما وصلت فان هناك من هو اعلم واجل منك وهو الله تعالى وطالما ان الله بديع السموات والأرض فهو يحب كل عمل ابداعي صادر من قبل المؤمنين فيه خيرا للحياة وللإنسانية ويخدم حركتها واستمرارها.
ولو نظرنا الى العمل فانه لايمكن ان يكون هناك عمل من دون وجود تغذية للأجسام الكونية وعلى ذلك جعل الله تعالى التغذية للاجسام الكونية في مكوناتها وفق العناصر والأعضاء التكاملية في الجسم وبالكميات المناسبة للقيام بالعمل ولا يمكن ان يكون هناك عمل الا وفق وجود المادة الأساسية في مكوناته التي خلق منها تساهم في مده بالقدرات والطاقة اللازمة لقيامه بالعمل وعلى هذا الأساس فان جميع الأجسام الكونية تحتوي على الماء لانه المادة الاساسية المكونه له وان قلنا ان الماء وفق التحول تحول الى غازات فانه( وكما يقال بانه يتكون من اكسجين وهيدروجين) واقول وفق ذلك بانهم انفتقا وفق الحركة الى نسب متمايزة بحسب الذرات والتي ادت الى تنوع المخلوقات بموجب نسبها كما خضعت وفق التحول الى أعضاء جامدة متنوعة وفق الظروف البيئية.
وعلى ذلك فان حركة الحياة سارت وفق نظام اذ لو كانت الحكمة والعلم ليست منضوية في خلقه لسار الكون وفق الفوضى والعشوائية التي ستؤدي الى عدم استقرار الكون وفق هذا النظام وهذا التكامل بين الاعضاء والاجسام المتعددة والمتباينة القدرات والمتنوعة التي بمجملها تشكل جسد الكون وفق الإبداع والتي حمت الكون من العودة لطبيعته الأساسية فسار وفق مراحل وسنن في مجملها تقر بان وراء خلقها رب عظيم ولولاه ما تحركت الحياة ولبقت عاجزة عن إخراج نفسها من مستوى الجمود إلى الحركة في ظل بقائها في المستوى الوجودي الاول وان الحركة والعمل ضمان لاستمرارية الحياة.
ملاحظات
-ان حركة الحياة الكونية قائمة وفق اساس وهو العمل التكويني المادي واساس مكمل هو العمل التكويني المعنوي وعلى هذا فان اصل الخلق مادة حركية تحتوي الجمود انتج ثنائي الاكسجين والهيدروجين كما انتج ثنائي الارض والسماء الخ تنازليا وفق الثنائيات .
- ان الكون هوامر بين امرين مادي ومعنوي وانه وسطي بين صفتين عكسية فهو تنازلي وتصاعدي – خير وشر- اتحاد وانفصال – الحياة والموت – التسيير والتخيير الخ
- ان الكمال المادي في مرحلته الاولي حتمي الوجود لما يقضيه الله تعالى وفق المشيئة والارادة والقدر وايضا العمل التكويني المعنوي بالنسبة لكائنات الكون او الاجرام السماوية فهو ايضا حتمي الوجود بالنسبة للعمل المعنوي الا انه عند خلق الله للانسان سخر السموات والارض وما بينهما للانسان أي إعطائه القدرة في اختراق قضاء الله تعالى الكوني القائم وفق النظام والسنن الالاهية وان هذا الاختراق ناتج عن مشيئة الله تعالى في تسخير الخلق والمخلوقات للانسان ولا يعني هذا ان مشيئة الانسان تتفوق على مشيئة الله تعالى في الامر والنهي او ما يقوم به الانسان من عمل فلا يمكن ان يعمل الانسان أي عمل الا بموجب مشيئة الله تعالى وان لم يشأ فلا الانس ولا الجن ولا جميع المخلوقات قادرة على عدم انفاذ قضاء الله تعالى او الوقوف امامه .
- ان الله يبدي ويعيد نفهم من هذا ان كل لحظة او فعل يقوم به أي مخلوق فيه بداء في الفعل وتهيئته وفيه اعادة في اكتماله وحدوثه مهما بلغت هذه اللحظة من زمن ولو جزء من الثانية اضيف مثل لفهم هذه المسالة عندما قضا الله لنبيه إبراهيم عليه السلام في ذبح إسماعيل عليه السلام هنا لم تكن المشيئة تتمثل في هذا العمل ولكن سار متدرج من القضاء ومن ثم القدر لما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام من طاعة لله تعالى ومن ثم الاراده في تهيئته للذبح الا ان المشيئة لم تنفذ لاكتمال الفعل المعنوي فاستبدل الذبح بكبش هنا الله تعالى تبدل وتغير قضائه لانه لم تشأه المشيئة وانما كانت تسير وفق القضاء الغير حتمي الحدوث باعتباره فرع من فروع الحياة وهنا يكمن فائدة الدعاء الى الله تعالى في اكتمال ما يخلق من فروع كالابناء او مما يحدث من قبل الاجرام والارض كالزلازل والاعاصير اما ان كان الامر صادر من المشيئة والارادة فالقدر والقضاء فان هذا القضاء حتمي الوجود ولا مرد له لان المشيئة قد انفذت امرها . ولن يستطيع الانس ولا الجن ولا أعظم مخلوقات الله ردها . الا بالدعاء والاستجداء والترجي للخالق عز وجل في ان يخفف منها كدعاء فرعون وهو غريق فأنجاه ببدنه.ومن هنا ندرك ان دعاء الله تعالى يخفف ويزيل قضاءه بمشيئته وفق هذا الترجي حيث قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان اللذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) غافر(60) وقال تعال (واذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )(186 ) البقرة
- ان اساس الخلق يدخل كشيء اساسي في خلق جميع المخلوقات الفرعية فمثلا الماء وهو اساس الحياة فانه يدخل في جميع الفروع كاساس وجودي فيه كما يدخل في تكوين الفعل التكويني المعنوي كأساس مكمل وغذائي له . وكذلك المشيئة والارادة والقدر والقضاء تحتوي كل الفروع التكوينية المادية وتدخل كاساس مكمل للفروع المعنوية أي ان العمل المعنوي لايكتمل الا فيها .
- ان العمل المادي يكون مسير من قبل المشيئة في خلقة اما العمل المعنوي فيمثل التخيير للمخلوقات ولكن هذا التخيير لاينفذ الا بمشيئة الله تعالى . الا ان الكون ليس له ان يخرج عن اطار المشيئة والقضاء وان اراد الخروج عن العمل الذي خلق لاجل فعله عمل مكرها . لان الحياة سوف تتاثر في حالة المعصية لذا فان الكون مخلوق مطيع وملبي لاوامر الله تعالى . وان جميع المواد والاجسام خاضعة وملبية لكل شيء يعمل فيها.
|
|
|
|
|