|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 78963
|
الإنتساب : Jul 2013
|
المشاركات : 66
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد \ المسني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 27-09-2013 الساعة : 02:34 AM
وعلمنا أن الكون قائم وفق الكل الذي هو قضاء الله الوجودي بحسب الأولوية كما أن المكان هو الأساس المكمل للكون فأصبح الكون قائم على شيئيين المادة والمكان سار في نشأته الأولى بحسب التفضيل في خلق الأولويات وعلى هذا التفضيل فان كل الأسباب اللاحقة ستكون في خدمته للوصول إلى الكمال وبغض النظر في تطبيق النظريات فان تطبيقها في خلق الكائنات الوجودية الفرعية ستسير وفق الاهميه والأولوية للحياة فالتحول له أهميته في خروج الحياة من المستوى المعيشي الأول إلى مستوى أرقى حياتيا و فتق السماء عن الأرض أولوية للحياة اذ بدون الفتق لايمكن ان يخرج الكون من المستويات الاولى له وسيعيش في عزلة في تحوله الى كائنات وجودية فرعية وعلى هذا الاساس فان الكون تشكل اولا بموجب الأساسيات المهمة لوجوده وحياته فخلقت السماء والأرض ولكن خلق السماء والأرض لا يعني اكتمالها الخلقي لان حياتها قائمة وفق التقدم الحياتي لمراحلها فالارض قد تخلق مع السماء الا أنهما كل منهم يخضع لوجودية أساسيات مكملة لحياتهم الخلقي وان اكتمال بعض اجرام السماء الخلقي يشير إلى أهمية وجودها الأولي لكمال الأرض و إن خلق السماء والأرض تشكل واكتمل بموجب الأفضلية الأولية للحياة قال تعالى ((ءانتم اشد خلقا أم السماء بناها( 27)رفع سمكها فسواها( 28) واغطش ليلها واخرج ضحاها29 والأرض بعد ذلك دحاها (30) اخرج منها مائها ومرعاها( 32) والجبال أرساها( 33 ) متاع لكم ولأنعامكم ) سورة النازعات
كما ان اكتمال خلق الأرض والسماء شكليا يمثل أهمية لفتق السماء إلى سبع سموات كون الأساس الكوني الاول قد تشكل وفق مرحلته الأولى ولكنه يظل في طور السير نحو الكمال الخلقي للفروع وفق الزمن
قال الله تعالى ( هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا ثم استوي الى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم ) البقرة 29
وعلى هذا الأساس فان من أسباب خلق الكون (التحول تنازليا ) الذي يكون في خدمة الحياة واستمرارها أي في تشكيل الأجزاء والمجموعات والكليات الفرعية ويتوقف التحول الخلقي للكائنات الوجودية بحسب أهميته وأولويته لخدمة الحياة وفق الأخير للحياة أولا فالجزء أحيانا يكون أفضل للحياة في اكتمال خلقة ومن ثم يتم إكمال خلق بقية أعضاء أو أجزاء مجموعته الحياتية كما أن المجموعات الفرعية في اكتمال خلقها يكون بحسب الأهمية والأفضلية للحياة وعلى هذا الأساس فان الخلق وكماله يتوقف على الظروف البيئية المناسبة المحيطة به بحسب الأولوية الأساسية والأفضلية والأهمية والتي تؤثر على مستويات خلقه وتشكله وكماله لذا فان أي كائن يعيش في ظل عدم وجود الظروف الملائمة لحياته فان جسده سيكون مختل خلقيا (والظروف الحياتية مقصود فيها المكان والتغذية المناسبة مادية ومعنوية والبيئة الصالحة الخ) إلا أن الخلق سار منسجما من الكل الى الجزء بغض النظر عن الجزء مجموعة فرعية او جزء عضوي بحسب الأهمية وسوف تتفرع الدراسة بشكل اكبر ونخلص بان أي جسم كوني او أي كائن او مخلوق فرعي في هذا الكون خاضع للأسباب السابقة في خلقه وبنائه وخاضع للأسباب نفسها في تحلله وعودته ومستند عليها في عمله .
ثانيا العمل المعنوي :-
الكون يتمثل في شيئين في تكوينه وهي كالتالي :-
1- العمل التكويني المادي
2- العمل التكويني المعنوي
بدونهما يصعب على الكون الحياة والاستمرارية ودرسنا سابقا العمل التكويني المادي وفق مراحله السابقة وفق الاسباب والعلل والسنن التي بموجبها سار الى الكمال الخلقي وأقول هنا الكمال الخلقي باعتبار ان كل المخلوقات عاشت في جوف الكون وفق مرحلته الاولى الا انها كانت تحمل صفاتها الأولية حتى استقرت في الكون وفق كمالها الكلي الاولي السماوات والارض او الوجود او الكون اما العمل التكويني المعنوي فهو يمثل ما يقوم به العمل التكويني المادي(الكون ) من عمل او ما يطرأ على العمل المادي من فعل كما ان كلا العملين مكملان للحياة فالحركة تشير الى العمل المعنوي والجمود يشير الى العمل المادي كما ان كليهما يحملان صفة العمل التكويني الا ان الاختلاف ان العمل التكويني المادي مصادرة واضحة وظاهرة وجلية اما العمل المعنوي يكون مصادرة باطنة ومبهمة ووجه التشابه انهم متكاملان للوصول الى الكمال الابداعي الكلي الاول تنازليا والاخر تصاعديا .
كما ان هناك اختلاف بين العملين اذكر منها :-
1- ان العمل المادي يبدا بالكل وينتهي بالجزء اما العمل المعنوي يبدا بالجزء وينتهي بالكل .
2- ان العمل المادي يتشكل ويتكاثر تنازليا اما العمل المعنوي يتشكل وينمو تصاعديا .
3- ان العمل المادي انفتق من المادة وفق ثنائي كلي اما العمل المعنوي فهو امر يبدأ بتكامل ثنائي جزئي .
4- ان العمل المادي أساسه كلي متحد والأساس المكمل له كلي منفتق اما العمل المعنوي فان أساسة جزء منفتق والأساس المكمل له كل متكامل.
5- كمال العمل المادي في وجوده وخلقه يبدأ بكمال الأساس ومن ثم الأساس المكمل (الأرض ومن ثم السموات ) أما كمال العمل المعنوي يبدا بالأساس المكمل ومن ثم الأساس اي كمال عمل السماء اكتمل قبل كمال عمل الأرض.
6--العمل المادي يبدا بالمشيئة والإرادة والقدر والقضاء أما العمل المعنوي ينتهي بالقضاء ومن ثم القدر والإرادة ويكتمل بالمشيئة ولتوضيح فان النظريات والقوانين الوجودية المتاثر فيها المادة في خلقها وتشكلها وفق الكون ابتداء من الكل وحتى الجزيئات يعتبر كل منها قانون او سبب او سنة بمثابة قضاء الله أي ان كل واحدة منها هي قضاء لله تعالى ( وللمسالة توضيح ).
7-إن العمل التكويني المادي ينسب إلى الله تعالى في وجوده أما العمل المعنوي فانه ينسب إلى الله تعالى والمخلوق نفسه واقصد هنا المخلوقات التكوينية غير الروحية فالشمس هي شمس الله تعالى ولكن الضوء يمكن أن نقول أن الضوء من الشمس أو من عمل الشمس أو ضوء الشمس او نقول الضوء من الله أو من عمل الله او ضوء الله مثل روح الله وارض الله ومشيئة الله بمعنى ان العمل المعنوي هو امر بين أمرين عمل الله تعالى وعمل المخلوق اما العمل التكويني المادي فهو امر بين أمرين بصفته الخلقية (حركة وجمود) (سماء وارض) ( حياة وموت ) (خلود وفناء) أي بين متضادين .
8- ان العمل المادي أساسه جمود والأساس المكمل له هي الحركة اما العمل المعنوي أساسه الحركة والأساس المكمل له الجمود وان غابت الحركة غاب العمل المعنوي.
9 - أن الكون بأكمله قام وفق أمر اللاهي في كينونيته فسار وفق مشيئة الله تعالى .
وعلى ذلك فان كل جسم يصدر عمل معنوي وفق ما يحويه من قدرات عضوية في أعضائه تتكامل فيما بينها في الجسم للقيام بالعمل أو الفعل المعنوي.
ويرجع سبب اختلاف العمل المعنوي للأجسام وتمايزه إلى اختلاف القدرات بحسب طبيعتها ونسبها في كل جسم فمنها من يصدر الضوء والحرارة والزلازل والبراكين كما يرجع أيضا الى التكامل وفق المجموعات الحياتية للأجسام كالمطر و السحب والزمن والليل والنهار والظلام والبرودة .
وفق هذا فان العمل التكويني المعنوي يتكون من .
1 العمل التكويني المعنوي الذاتي :الحرارة - الضوء – الزلازل- وغيرها
2 العمل التكويني المعنوي الجماعي : المطر – الليل – النهار – السحب وغيرها
وبتطبيق الأسباب والعلل السابق ذكرها وفق العمل المعنوي فإنها ستكون هي نفس العلل والأسباب السابقة
وقبل تناول الأسباب والعلل وفق العمل المعنوي فانه يرتكز في نشأته على العمل المادي اي انه يسير وفق قضاء وقدر وإرادة ومشيئة الله تعالى كمرتكز أساسي في نشأته ووجوده وبدون هذا المرتكز الأساسي ما كان هناك عمل معنوي يصدر من المخلوقات كما أن الأسباب التسعة اللاحقة والمنطلقة من القضاء والصادرة عن المشيئة تكمل قيام الفعل المعنوي التي يحتويها القضاء في جوفه.
ولولا هذه الأسباب ماكان هناك عمل معنوي ولما وجد الفعل ولا العمل (الخير) كما أن الأسباب السابقة وفق العمل المادي تعتبر بل و تمثل أساس الوجود أو الكون بينما الفعل المعنوي الصادر من الأفعال المادية هو الأساس
|
|
|
|
|