[الباحث الطائي]

السلام عليكم
لعله قبل ما يقارب الاسبوعين من وقت كتابة هذا الموضوع كان الجميع شبه متفق على قرب الضربة الامريكية لسوريا
وفجأة وخلال الايام القليلة الماضية ونحن نترقب ان نسمع بدء العمليات العسكرية وإذا بخبر نزع فتيلها قد بدأ يلوح في الافق وبسرعة اتجهة التوترات السياسية والاعلامية عامتا الى التحدث عن صفقة او حل ينزع فتيل هذا التوتر الخطير

نعم انها صفقة اللحضة الاخيرة والتكتيك الاستراتيجي
كما تعلمون ولعل المسألة قيد البحث في تفاصيلها السياسية . ان صيغة انهاء ما يسمى العملية العسكرية المحدودة ضد سوريا بسبب الملف الكيمياوي واستخدامه هو ان يتم تسليم هذه الاسلحة او التحفض عليها من طرف خارجي وتخرج من سيطرة قوات الجيش السوري

والاهم في هذه الصفقة هو البعد التكتيكي السياسي والعسكري الذي ورائها . وسوف اطرح تصوري . واترك التعليق لكم
اقول اصل هذه الازمة والتي نعتقد بأنها مفتعلة - يعود الى ان الجبهة المتحالفة بقيادة امريكا والغرب واسرائيل وبعض الدول العربية ضد لحكومة السورية وضد جبهة المقاومة ، وجدوا انفسهم بأن حربهم واستراتيجيتهم لم تأتي بنتيجة وسببت ارهاق وتكاليف كبيرة عليهم وقد بدأ مؤشر النجاح والسيطرة يميل لصالح الجيش السوري والمقاومة عامتا وان هذا الوضع سوف يؤدي بالتدريج الى فشل كل المخطط والخسارة الكبيرة على الارض وفي الوضع السياسي لدول العدوان على سوريا والمقاومة . كذالك كشف هذا الصراع مقدار قوة وخطر جبهة المقاومة على اسرائيل خاصة . كل هذه العوامل ولعله غيرها تعطي وتؤدي الى ان يتجه العقل المدبر للعدوان والتغيير في هذه المنطقة الى ان يحدث امر جوهري ونوعي يقلب فيه ميزان المعادلة العسكرية الى ما يحسن وضعه فيها .
ولكن المشكلة هنا ان حدود التدخل واسبابه مقيدة لوجود الداعم الاستراتيجي للجيش والحكومة السورية وهو روسيا والصين
ولا اطيل ولعلكم مطلعين كفاية هنا كانت هذه ازمة الكيمياوي الذريعة المفتعلة للوصول الى عذر القيام بضربة على سوريا ومن ثم تحقيق ما يرجون من تعديل وضع جبهة المعارضة في الساحة واضعاف القوة الاستراتيجية لقوات الاسد .
ولكن الذي حصل لحد الان ان روسيا وجبهة المقاومة كلها تعلم بهذا المخطط . وهي ايضا مستعدة لمواجهة التحدي والضربة
ولعلها قد تكون في موقع الذي يستطيع ان يلحق الاذى الكبير ويقف ندا امام هذا المشروع الحربي . إلا ان الحرب في ضروفها الان بالنسبةلجبهة المقاومة والداعم الروسي لها ليست مطلب بل اضطرار على عكس الجهة المقابلة التي اصبح فيها التدخل العسكري اضطرار وليس خيار .
والطرفين يعلمان بذالك . الان هذا الحل المعروض لنزع فتيل الضربة هو من الناحية الاست اتيجية لروسيا ولسوريا وجبهة المقاومة هو الانسب رغم انه سيسبب خسارتها لسلاح ردعي مهم في هذه الاوقات المصيرية ولكن ذالك على حساب اتقاء الضربة العسكرية التي يمكن ان تؤدي الى اضعاف الجيش السوري بشكل جوهري يصعب او يستحيل اعادته في هذا الضرف وهذه مغامرة واضف الى ذالك وهو المهم ان الجيش السوري يحرز تقدما في الساحة العسكرية والمؤشرات تقول انه متجه للانتصار وحسم الوضع لصالحه عاجلا ام آجلا
لذالك كان القرار والتكتيك الروسي والسوري ان يتم تسليم السلاح الكيمياوي في هذا الوقت حتى لا يدخل على ساحة الانتصارات العسكرية السورية ما يمكن به ان يزعزعه او يقلب موازينه - وهذه معادلة مهمة وخطرة مع وجود امريكا واسرائيل اللذين لا يمكن الوثوق بهم
وفي الجهة المقابلة فان امريكا واسرائيل والغرب سوف يحقق من هذه الازمة مكسب مهم وهو نزع سلاح استراتيجي وردعي من يد قوات الاسد هذا على الاقل .
ولكن السؤال هل يستطيع الامزيكي وحلقائه ايجاد مخرج لهزائمه على ارض الساحة او ما يمكن به تعديل وضعها .
هنا تكمن المشكلة . ولعل الامريكي سوف يلعب لعبة استلام السلاح الكيمياوي من الجيش السوري ومن ثم لاحقا وبعذر ما يغدر
لان ليس له خيار الا ان يتدخل عسكريا او يحدث شق في صميم القيادة السياسية والعسكرية السورية لاضعافها كي يستطيع الاستمرار في مخططه . هذا ما اراه من هذه الصفقة وما يحتمل منها . وشكرا