|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50999
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 514
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبدالله الجزائري
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 31-08-2013 الساعة : 04:52 AM
المحور الثالث
السلوك التفاعلي للمُنتظِر ودوره التمهيدي
يعتبر الانتظار من القيم الإنسانية الكبيرة كما جاء في الحديث: (المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله). وهناك فهمين من الانتظار هما الفهم السلبي والإيجابي.
إن الفهم السلبي للانتظار هو الذي يأخذ الحدث بمعناه الظاهري فقط ولا يأخذه بمعناه العميق كانتظار الصيحة مثلاً وهذا من مصاديق الانتظار السلبي الذي لا قيمة له.
أما الفهم الإيجابي للانتظار فهو ما له قيمة في حركة الواقع المعاش الذي نحن فيه ويساهم في صناعة الحدث. فظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه) شيء مرتبط بحركتنا، ومن الخطأ تصور ظهوره (عجل الله فرجه الشريف) منفصل عن حركتنا ووعينا وجهادنا وتحرّكنا، هذا الفهم السلبي للانتظار فهم خاطئ وغير إيجابي.
مرت على الامة الاسلامية احداث ومواجهات مصيرية كان يمكن ان تمثل نقطة تحول وتغير في حركة الصراع الا ان هذا التغير والتحول تعتمد وجهته ايجابا او سلبا على عدة عوامل منها التفاعل الايجابي او السلبي من قبل الشعوب المستضعفة فضلا عن الطائفة المستهدفة مع هذه الاحداث .
وسبق ان اوضحنا ان هذه العوامل تشكل ارضية تمهيدية وحلقة وصل لمراحل لاحقة من مسلسل الاحداث فهي تساهم في صناعة الاحداث وتجد توضيح هذا في الاية الكريمة في سورة الرعد (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )) [الرعد:11]
اذن قاعدة التغيير في الواقع الخارجي تستلزم تغيير في الفكر والسلوك الانساني . والتغيير الذي نترقبه جميعا بالظهور المبارك لا يشذ عن هذه القاعدة وهذا القانون والسنة الالهية لا تقبل التبديل او التحويل , بل الاحداث نفسها خاضعة للتغيير والتبديل اي خاضعة للبداء ربما في الجزئيات لا الكليات بالشكل التفاعلي ايجابا او سلبا تبعا لطبيعة ووجهة التغير الانساني .
من هنا يظن البعض ان الروايات حاكمة على حركة الواقع فيختزلون دور الانسان في توجيه التغيير والتحول في الاحداث لصالحه مما يتسبب بالمزيد من الهزائم وتكريسها ولا يزيد الهدف الا بعدا زمنيا اضافيا حتى يبلغ الناس مبلغا من العلم ليفهموا دورهم .
في ظل هذا الفهم القاصر لاغلب الناس لدور الشعوب والانكفاء والاكتفاء بالتفرج والاستنكار على استحياء وعدم تشكيل راي عام وعقل جمعي ضاغط كل ذلك لا يساعد على ربط الاحداث الجارية بمضون روايات عصر الظهور .
من هنا تأتي اهمية العلاقة التفاعلية بين الانسان المنتظر والاحداث المختلفة وضرورة العمل على طبق التكليف الشرعي والاخلاقي وعدم التخلي عنه وعدم التخاذل في عصر الغيبة عن نصرة الحق من اجل تعجيل المؤجل وليس تأجيل المعجل .
|
|
|
|
|