|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 76917
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 164
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابومحمد العلوي
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 31-07-2013 الساعة : 06:12 PM
المبحث الثاني : لمحه مختصره عن اهمية دراسة تاريخ الاديان
ان الوضع العالمي في العقود الاخير تغير عما كان عليه في السابق بخطوات كثيره حتى اصبح العالم كانه قرية صغيره فاصبح بإمكان اي فرد منا ان يخاطب الناس من اي امة كانوا , وبحبل اي دين ومذهب تعلقوا , وفي اي بقعة من الارض سكنوا ...
فحينئذ الا يجب على هذا الفرد ان تكون له معرفة معتد بها حول اديان الناس ولو اجماليه لكي يتمكن من مخاطبة الناس والتحدث معهم , سواء كان هذا الفرد انسانا عالما ومحب للحقائق ام كان صاحب رسالة الهيه يحتم عليه تكليفه الشرعي الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنه ..
قال الشيخ إبراهيم الأنصاري الزنجاني الخوئيني (في تحقيقه لكتاب اوائل المقالات في المذاهب والمختارات / للشيخ المفيد / ج14 ص7 / سلسلة الكتب العقائدية (188) / إعداد مركز الأبحاث العقائدية) :
إن تتبع تاريخ الأديان وآراء الملل وعقائدها ونحلها من المواضيع الهامة في تاريخ حياة المجتمع البشري ، فإنه يظهر من خلال الاطلاع على تلك الآراء والعقائد درجة الرقي العقلي لتلك الأمم الذين اعتنقوها وشخصيات مؤسسيها ، فالبحث عن ذلك بمنزلة البحث عن تاريخ الفكر البشري وتطوراته المختلفة في مختلف العصور التي مرت عليه وحصل فيها من الرقي والتكامل العقلي ما نشاهده حالا.
ومن جهة هذه الأهمية صار النظر فيه شاغلا لأفكار العلماء
والعقلاء من كل أمة من أقدم الأزمان ، فنجد البحث عن ذلك بين قدماء فلاسفة اليونان وغيرهم من الملل المتنوعة السابقة على العصر الاسلامي ، كما نجد اهتمام المسلمين وعنايتهم بنوع خاص على هذه المباحث الهامة
في إبان التمدن الاسلامي العظيم، ونجد أيضا الجهود الخاصة التي يبذلها علماء الغرب والباحثون منهم عن الشرق وعلومه وتمدنه وآثاره ودياناته وما يبذلونه في سبيل ذلك على اختلاف الدواعي والأغراض منهم في ذلك العصر حتى صار النظر في ذلك أساسا لفن خاص في عرفهم هو علم الأديان وفلسفة المذاهب .
قال الشيخ الاميني في تحفته الغدير(الغدير / للشيخ الاميني) :
..وإن إنبعث الخطيب إلى سبر غور التاريخ لما فيه من عبر وعظات بالغة في تدهور الاحوال ، وفناء الاجيال وهلاك ملوك ، واستخلاف آخرين ، وما انتاب أقواما من جراء ما اجترحوه من السيئات ، وما فاز به آخرون بما جاؤا به من صالح الاعمال ، فالديني يبتغيه للوقوف على ما وطد به اسس المعتقد ، وعلى عليها صروحه وعلاليه ، وإفرازه عما كان حوله من لعب الاهواء ، وتركاض أهل المطامع .
وإذا كان الاخلاقي يقصد به التجاريب الصالحة في ملكات النفوس التي تحلى بالصحيحة منها فرق من الناس فأفلحوا ، وتردى بالرديئة منها آخرون فخابوا ، فيستنتج من ذلك دستورا عاما للمجتمع ليعمل به متى راقه أن يأخذ حذرا عن سقوط الفرد أو
ملاشاة الجامعة ، فالسياسي يريد به الوقوف على مناهج الامم التي
تقدم بها الغابرون ، ومساقط الشهوات التي أسفت بمعتنقيها إلى هوة البوار والضعة فغادرتهم كحديث أمس الدابر ، ويريد به البصيرة فيما سلفت به التجاريب الصحيحة في المضائق والمآزق الحرجة ، وافتراع عقبات كأداء ، فيتخذ من ذلك كله برنامجا صالحا لرقي امته ، وتقدم بيئته
والاديب يقتنص شوارد التاريخ ، لان ما يتحراه من تنسيق لفظه ، وفخامة معناه ، وما يجب أن يكون في شعره أو نثره من محسنات الاسلوب ، ومقربات المغزى باشارة أو إستعارة ، منوط بالاطلاع على أحوال الامم والوقوف على ما قصدوه من دقائق ورقائق ....
والباحث إذا دقق النظرة في أي علم يجد ان له مسيسا بالتاريخ لا يتم لصاحبه غايته المتوخاة إلا به .
فالتاريخ إذا ضالة العالم ، وطلبة المتفنن ، وبغية الباحث ، وامنية أهل الدين ومقصد الساسة ، وغرض الاديب ، والقول الفصل :
انه مأرب المجتمع البشري أجمع وهو التاريخ الصحيح الذي لم يقصد به إلا ضبط الحقايق على ماهي عليه ، فلم تعبث به أغراض مستهدفة ، ولم يعث فيه نزعات أهوائية ككثير مما الف من زبر التاريخ التي روعي في جملة منها جلب مرضاة القادة والامراء ، أو تدعيم مبدأ ، أو فكر مفكر ، أو اريد به التحليق بأشخاص معلومين إلى أوج العظمة ، والاسفاف بآخرين إلى هوة الضعة ، لمغاز هنالك تختلف باختلاف الظروف والاحوال
أو إختلط فيه الحابل بالنابل ، وبتوسع المؤلفين لما حسبوه من أن الاحاطة بكل ما قيل توسع في العلم ، وإحسان في السمعة ، ذهولا منهم عن ان مقادير الرجال بالدراية لا بالرواية ( في كتاب زيد الزراد عن ابى عبدالله الصادق ( ع ) قال : قال ابوجعفر عليه السلام : يا بنى اعرف منازل شيعة على على قدر روايتهم ومعرفتهم فان المعرفة هى الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى اقصى درجة الايمان ، انى نظرت في كتاب لعلى ( ع ) فوجدت فيه : ان زنة كل امرئ وقدره معرفته ، ان الله يحاسب العباد على قدر ما اتاهم من العقول . وفى غيبة النعمانى ص 70 في حديث عن الامام الصادق ( ع ) خبر تدريه خير من عشر ترو به ان لكل حق حقيقة ، ولكل صواب نورا . و في كشف الغمة للشعرانى ج 1 ص 40 : كان على بن ابى طالب رضى الله عنه يقول : كونوا للعلم وعاة ، ولا تكونوا له رواة .)
فأدخلوا في التاريخ هفوات لا تحصى ، غير شاعرين بأن رواة تلك السفاسف زبائن عصبة ، وحناق على عصبة ، أو أنهم قصاصون غير مكترثين من الاكثار في النقل الخرافي أو الافتعال ، إكبارا للسمعة ، أو نزولا على حكم النهمة ، فتلقتها عنهم السذج في العصور المتأخرة كحقايق راهنة ، وتنبه لها المنقب فوجدها أحاديث خرافية فرفضها ، غير مبال بالطعن على التاريخ ، فلا شعر اولئك انها وليدة تقاليد أو مطامع ، ولا عرف هذا ان الآفة عن ورطات القالة ، وسوء صنيع الكتبة ، لا في اصل الفن ، ولو ذهبنا إلى ذكر الشواهد لهذه كلها لخرج الكتاب عن وضعه ، هكذا خفيت الحقيقة بين مفرط ومفرط ، وذهبت ضحية الميول والشهوات .
فواجب الباحث أن يسبر هذا الغور ، متجردا عن النعرات الطائفية ، غير متحيز إلى فئة ، متزحزحا عن عوامل الحب والبغض ، ونصب عينيه مقياس من اصول مسلمة ، يقابل به صفحة التاريخ ، فإن طالته أو قصرت عنه رفضها ، وإن قابلته مقابلة المثل بالمثل إعتمد عليها
|
|
|
|
|