[ابو كرار الياسري]

ان ما يسمى بالربيع العربي جاء بأنظمة ذات صبغة اسلامية في بلدان لم تعرف الاستقرار للان ولن تنعم به اذا استمرت على هذا المنوال وهاك مثلا على ذلك ليبيا وتونس ومصر حيث سوء الاوضاع الامنية والاقتصادية والتخبط والارتجال في اتخاذ القرارات المهمة . مصر بعد 25 كانون الثاني 2011 اصبحت ملعبا للإخوان والسلفية . واللاعب الكبير فيها المال الخليجي الذي جعل من شخص مثل العريفي يؤم الصلاة ويلقي خطب الجمعة في اهم مساجدها وقبل يومين كان يصرخ من جامع الذي كشف سوءاته بان راية يا حسين ترفع فوق مساجد اهل السنة التي اغتصبها الشيعة حسب زعمه في القصير ، والحقيقة ان المسجد الذي رفعت فوقه راية سيد الشهداء في القصير هو مسجد الامام الحسن المجتبى روحي فداه وهو من مساجد الشيعة في تلك المدينة التي اثار تحريرها جنون السلفية والوهابية ومن لف لفهم وليس مسجد ابن صهاك الموجود في نفس المدينة . وقبل ذلك بيوم احتضنت القاهرة مؤتمر لشيوخ التكفير افتى بالجهاد ضد الحكومة السورية وحزب الله ( طبعا الجماعة يقصدون الشيعة ) ، كما اعلنت حكومة مرسي انها لن تحاسب أي مصري يذهب للقتال في سورية مانحة بذلك الضوء الاخضر لبهائمها للقتال في سوريا . هذه الامور لا تعكس نظرة الشعب المصري تجاه حزب الله ( الشيعي ) التي شاهدتها اثناء تواجدي في مصر ابان العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 حيث كانت السيارات ترفع صور السيد نصر الله واعلام حزب الله بالإضافة الى الاقبال على شراء أي كتاب عن حزب الله وقائده من اشهر مكتبات القاهرة (مكتبة مدبولي )، في حين اصدرت بعض الصحف ملحقات خاصة عن حياة السيد نصر الله ( احتفظ ببعضها ) . الشعب المصري بطبيعته محب لأهل البيت ومشاهد الامام الحسين والسيدة زينب في القاهرة لا تخلو من طالب حاجة او متوسل لقضاء امر هام او باحث عن الصلاة وقراءة الدعاء في اجواء روحانية . ان التحشيد الذي ينطلق من ارض مصر هذه المرة قد يبدو رد دين للمنح والقروض القطرية السخية وعلى دول مثل العراق وايران الدخول في مشاريع اقتصادية مشتركة مع مصر كحكومة ومؤسسات وافراد من اجل التصدي لهذه الهجمة وتحييد المصريين ان لم يكن بالإمكان كسبهم في هذه المرحلة المفصلية .