عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-04-2013 الساعة : 02:00 PM


سماحة آية اللَّه العظمى السيّد حسين البروجردي قدّس سرّه الشريف.
قال عنه استاذه السيّد البروجردي بعد أن رأى‏ تقريرات درسه وهو يدوّنها بقلم عربي مبين: «لم أكن أتصوّر أنّ في هذا السنّ الصغير من يفهم رموز وخصوصيات دروسنا، ويكتبها بعبارات عربية جيّدة ومفهومة».
كما وهناك قول آخر لسماحة السيّد البروجردي، فقد حكى أحد تلاميذه وحضّار درسه أنّه قال يوماً وهو يشير إلى الشيخ الفاضل: «إنّ هذا مجتهد» وهذا القول كان موضع تعجّب كثيرين وحيرة آخرين خصوصاً إذا نظرنا إلى سنّه وهو شاب يافع لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره الشريف.

سماحة آية اللَّه العظمى الإمام الخميني قدس سره.
ما إن بدأ السيّد الإمام الخميني قدس سره يلقي بحوثه العلمية حتّى‏ بادر عدد كبير من عشّاق وجوده ومحبّي علمه بالحضور في حلقات درسه، ينتهلون من علمه الوافر وفكره الغزير وآرائه الخلّاقة وفيوضاته الروحية العالية.
وكان سماحة الشيخ محمد الفاضل من أوائل أولئك الطلبة الحضور، فقضى‏ سبع سنوات بين يدي السيّد الإمام منهياً دورة أصول كاملة في مباحث الألفاظ والمباحث العقلية.
كما كان يحضر دورة فقهية أُخرى كان السيّد الإمام يعقدها بجنب درسه الأُصولي.
وممّا تميّز به الشيخ الفاضل مواظبته على الحضور، وكان يكتب كلّ تلك الدروس وتقريراته بدقّته المعهودة وفطنته المتميّزة حتّى‏ بلغت تلك التقريرات مجلّدات ضخمة في أبواب فقهيّة متعدّدة.

سماحة آية اللَّه العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي قدّس سرّه الشريف.
إلى‏ جانب دروسه الفقهية والاصولية، راح الشيخ محمّد الفاضل يتلقّى‏ دروساً أخرى‏، ولكن هذه المرّة على‏ يدي العلّامة الجليل الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، فدرس عند سماحته قدس سره التفسير والفلسفة والحكمة، فقد درس قسماً من منظومة السبزواري وأسفار الملّا صدرا الشيرازي، إضافةً إلى مشاركته في حلقات ومباحث أخرى‏ عقائدية وأخلاقية.
***
لقد أمضى‏ سماحة الشيخ الفاضل سنين طويلة من عمره المبارك يتنقّل بين أيدي أساتذة عظام؛ سماحة آية اللَّه العظمى البروجردي، وسماحة آية اللَّه العظمى الإمام الخميني، وسماحة آية اللَّه العلّامة الطباطبائي، ينتهل من ينبوع علمهم الثر، ويفيضوا عليه من منهجهم العلمي والتربوي الشي‏ء الكثير، فكانت حقّاً منهلًا سلسبيلًا لم يذق‏ شربةً أنقع لغليله منها، حتّى‏ غدت هذه المرحلة الثرية من حياته دعائم علمية وروحية وجدت مكانها من نفسه وشخصيته، فراحت تتجذّر سلوكاً متيناً وسيرةً ثابتةً وطبعاً نافعاً، ممّا حدا بخطواته العلمية وحتّى الاجتماعية أن تشقّ طريقها متوازنةً رصينةً، يُفتح له من كلّ باب يلجه أبواب أخرى‏، ومن كلّ أُفق يحلّق حوله آفاقٌ أخرى أكثر عمقاً وأعظم نفعاً، وأمامنا إشادة وثناء أساتذته وتقريرات بحوثهم، وحلقات درسه وبحوثه العلمية ومؤلّفاته التي كثيراً ما خرج فيها عن آراء أساتذته، وراح يناقش بعضها بروحٍ علميةٍ وحججٍ بالغةٍ، فإنّها خير برهان على‏ ما يتّصف به سماحته من قدرات فريدة، واستيعاب رصين، ونشاط دؤوب لم يعرف الخمول ولا التكاسل.
فمن اللافت أنّ سماحته في الوقت الذي كان مشغولًا بتحصيل دروسه عند هؤلاء الكبار من العلماء وعند غيرهم في الحوزة العلمية كان مشغولًا أيضاً بالتدريس، ففي ربيعه الخامس عشر كان طالباً متفوّقاً كما كان استاذاً جيّداً وهو أمرٌ يندر أن يحصل إلّالعدد قليل من علماء الحوزة وفضلائها.
فقد راح يحضر دروسه قرابة ثمانين تلميذاً من طلبة الحوزة وممّن كانوا في سنّه، حتّى أثار نشاطه العلمي هذا انتباه كثير ممّن يشاهدونه، بل راح درسه يضمّ جمعاً من‏ الشيوخ الذين أكبروا في هذا الشاب العالم فتوّته واستيعابه وقدرته التدريسية المبكّرة والمتميّزة.
وما إن بلغ عمره السنة التاسعة عشرة حتّى‏ توسّعت حلقات درسه وتجاوز عددُ حضّارها المئات.
وراح سماحته يدرِّس بعد ذلك كفاية الاصول للمحقّق الخراساني وهو آخر كتب مرحلة السطوح وأعمقها.
فقد درّس هذا الكتاب ستّ دورات كاملة كما درّس كتاب المكاسب للمحقّق الأنصاري خمس دورات كاملة.
وهكذا ظلّت حياته نشاطاً متواصلًا وجهوداً علمية متلاحقة حتّى‏ ثنيت له وسادة المرجعية والتقليد، فغدا من كبار مراجع الطائفة ومن أعلامها، كما راح يتربّع منذ سنين طويلة على‏ منبر تدريس البحث الخارج فقهاً وأصولًا، ولجمع كبير غفير من الأفاضل والأعلام، كما راحت إذاعة الجمهورية الإسلامية تبثّ دروسه ليستفيد منها من بَعُدَ عن قم المقدّسة، ومن لم تسنح له الفرصة للتشرّف بحضور دروس سماحته.
وبعد رحيل السيّد الإمام الخميني قدس سره- الذي كان يؤكّد أهمّية وجود سماحة الشيخ محمّد الفاضل في الحوزة العلمية، وضرورة الاستفادة من وجوده المبارك- رجع كثير من المؤمنين إليه في التقليد.
وبعد رحيل آية اللَّه العظمى‏ الشيخ‏ الأراكي رحمه الله عُرّف ورشّح رسمياً من قبل جماعة المدرسين للحوزة العلميّة بعنوان الشخص الأوّل من بين كبار مراجع التقليد للأمّة الإسلاميّة.
هذا وأنّ سماحته كان- إضافةً إلى ذلك كلّه- يتمتّع بسمات جليلة، كان من أوضحها حبّه الراسخ وولاؤه الصادق لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ولأهل بيته الطيّبين وعلومهم وآدابهم، كما كان يتمتّع بصفاء نفس متميّز، وبحبّه للعلم وللعلماء، وتواضعه للمؤمنين، وباهتمامٍ مشهودٍ بالقضايا العامّة والخاصّة، وبسعيه في قضاء حوائج الناس ومساعدته للضعفاء والمعوزين.

الجهاد السياسي لسماحته‏:
‏في الوقت الذي ابتليت ايران طيلة تاريخها الطويل بأنظمة فاسدة وحكّام مستبدّين وطغاة متجبّرين كان آخرهم محمد رضا پهلوي، ونظامه المنحرف والتابع لأنظمة الاستكبار العالمي وعلى‏ رأسها أمريكا، فقد انبثقت من هذا الواقع المرير المعذّب حركات تحرّر واعية وجبهات مقاومة عنيفة وشخصيات استبسلت في مقاومة تلك النظم، وما أفرزته من مآسي ومحن أتت بالويل على أبناء هذا الشعب المسلم المكافح؛ لهذا فقد تعرّض كثير من علماء ومفكِّري هذه البلاد للقتل والتعذيب والسجن والمطاردة والتبعيد؛ لأنّهم يشكِّلون النخبة الواعية والطليعة المؤمنة المجاهدة في هذا الصراع المرير والمقاومة العنيدة، ومن بين هؤلاء العلماء سماحة الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني، الذي راح يشكِّل موقفه السياسي العنيد ضدّ نظام الشاه بُعداً متميّزاً وركناً أساسياً في حياته الاجتماعية والسياسية والجهادية، حتّى‏ عرّضه لأن يقف مواقف جريئة وخطيرة من النظام، وأزلامه وخططه كادت أن تكلّفه حياته.
فمنذ أن بدأ سماحة السيّد الإمام الخميني- رضوان اللَّه تعالى عليه- في عصرنا هذا يعدّ عدّته ويهيئ نفسه وأتباعه ومريديه لمقاومة هذه الحثالة الفاسدة المتسلّطة على‏ رقاب الناس، ورفع الظلم والحيف عن مظلومي هذه الأمّة المسلمة المجاهدة، وقطع أيدي الظالمين عن موارد هذا الشعب المضطهد، ومقاومة الكفر العالمي المستبد والذي كان نظام الشاه المقبور جزءاً منه، وسائراً في دائرته وتابعاً ذليلًا لمؤسّساته ومخطّطاته الإجرامية.
راح سماحة الشيخ محمّد الفاضل وهو من تلاميذ السيّد الإمام المتقدّمين ومن مريديه الحقيقيين والمتميّزين، يتابع استاذه في كلّ خطواته الجهادية إيماناً منه بصحّة موقفه وصواب متبنياته ورصانة آرائه الصلبة والواعية، التي كانت منبثقة عن الوظيفة الشرعية الملقاة على‏ عاتقه رضوان اللَّه تعالى عليه.
فغدا سماحة الشيخ في طليعة الذين واكبوه في جهاده ذلك ومن المعتقدين الثابتين على‏ نهجه قدس سره.
وواصل جهاده المرير، سواء كان بشكل فردي أو منضمّاً إلى اخوته الآخرين مشكِّلين بذلك جماعات ضغط على النظام، فكان من أعضاء جماعة المدرسين، وله فعاليات وأنشطة كثيرة أثارت حفيظة النظام.
ولمّا أمر النظام جلاوزته بإلقاء القبض على السيّد الإمام، وبعد أن تمّ ذلك زجّ به في السجن ريثما تتمّ محاكمته، أصدر اثنا عشر من علماء الحوزة وأساتذتها- وكان الشيخ الفاضل واحداً منهم- بياناً يطالبون فيه رأس النظام بإطلاق سراح السيّد الإمام، وعدم محاكمته؛ لأنّه من المجتهدين الكبار، والدستور لا يجيز محاكمة من يصل من العلماء إلى‏ هذه الرتبة.
ولمّا أحسَّ النظام بما يشكِّله وجود سماحته المبارك من خطر ألقى‏ عليه القبض ثمّ أصدر أمره بتسييره ونفيه إلى‏ مكان يعدّ من أسوء الأماكن في إيران، إلى منطقة «بندر لنگه» حيث حرارتها المرتفعة جدّاً، فقضى في هذا المكان النائي أربعة أشهر.
يقول عنها سماحته: «إنّ هذه الأربعة أشهر كانت بقدر أربعين سنة لمرارتها وشدّة محنتها».
ثمّ نقله إلى‏ مدينة يزد بعيداً أيضاً عن مدينة قم المقدّسة وحوزتها العلمية التي عشقها، فقضى‏ فيها سنتين ونصف السنة من عمره الشريف متحمّلًا ما فيها من آلام ومعاناة.
ومع كلّ ما فيها من مرارة وأذى إلّا أنّ سماحته أشغل نفسه بالتحقيق والبحث العلمي وفي الكتابة مستفيداً من هذه الخلوة التي فرضت عليه إجباراً.
هذا من جهة.
ومن جهة اخرى استغلّ وجوده في يزد لبناء علاقة متينة سرّاً مع شهيد المحراب آية اللَّه الصدوقي، وراحا مع ثلّة مؤمنة يهيئون الناس ويمهِّدون الطريق للثورة على النظام.
ولجهودهما هذه وللوعي العميق الذي ساد مدينة يزد وعمق التزام أهلها بدينهم، كان أهل يزد من السبّاقين الذين لبّوا نداء الثورة وقدّموا كثيراً من الشهداء، حيث كانوا يقاتلون النظام وجنوده بأيدٍ خالية ويواجهون أسلحته بقلوب وصدور مليئة بالإيمان وحبّ الشهادة، حتّى‏ حقّق اللَّه لهم وللشعب الإيراني المسلم النصر وإقامة حكومة إسلامية طالما حلم بها الجميع.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس