[مولى أبي تراب]

الأمر الرابع / شروط التيمم
يشترط في صحة التيمم أمور :
1. النية بأن يقصد بالضرب والمسح الإتيان بالتيمم مع قصد القربة والإخلاص .
2. أن يكون المكلف معذوراً عن الطهارة المائية ، فلا يصح التيمم مع إمكان استعمال الماء والوضوء أوالغسل ، يستثنى موردان :
المورد الأول / إذا آوى إلى فراشه وذكر أنه ليس على وضوء جاز له التيمم وإن تمكن من استعمال الماء .
المورد الثاني / لصلاة الجنازة فيجوز التيمم لها ولو مع التمكن من استعمال الماء .
على أن كلا الموردين ليسا من الفرائض والأفضل أن يأتي بالتيمم رجاء المطلوبية في الموردين .
3. الترتيب بين الأعضاء بأن يبدأ - بعد الضرب بكلتا اليدين على الأرض - بمسح الجبهة والجبينين ثم يمسح ظاهر كفه الأيمن ثم ظاهر كفه الأيسر .
4. الموالاة بأن يأتي بأفعال التيمم متتابعة بحيث لا يفصل بينها بما يخل بهيئة التيمم عرفاً .
5. المباشرة مع التمكن منها بأن يتولى المكلف الضرب والمسح بنفسه ، وإذا لم يتمكن بأن كان عاجزاً كالمشلول يُيمِّمه غيره ولكن يضرب بيديّ العاجز
ويمسح بهما مع الإمكان ، ومع العجز يضرب المتولِّي بيدَيّ نفسه ويمسح بهما .
6. أن يكون المسح من الأعلى إلى الأسفل عند أكثر الفقهاء ولو على نحو الأحتياط الوجوبي وخالف بعض الفقهاء فلم يشترطه .
7. أن لا يكون حائل بين الماسح والممسوح فالمسح يكون بالبشرة على البشرة بلا حائل حتى الخاتم فلا بد من نزعه .
8. إباحة ما يتيمم به فلا يجوز التيمم بالمغصوب وبما يملكه الغير من غير إذنه ، ومع الغفلة عن الحرمة يصح التيمم .
9. طهارة ما يُتيمم به فلا يجوز التيمم بالتراب النجس حتى مع جفاف النجاسة .
10. أن يكون التيمم بما يصح التيمم به وهو كل ما صدق عليه اسم الأرض وأجزائها والأحوط استحباباً أن يكون التيمم بالتراب كما تقدم .
11. اشترط بعض الفقهاء طهارة أعضاء التيمم والمعروف عدم الاشتراط ما لم تكن النجاسة حائلة أو متعدية بأن تكون نجاسة اليد مستلزمة لنجاسة التراب .
12. هل يشترط علوق شيء مما يتيمم به باليد ؟ المعروف عدم الاشتراط وعليه فلا يشترط أن يكون التيمم بمثل التراب ونحوه مما يعلق باليد بل يجوز التيمم
بمطلق أجزاء الأرض حتى مثل الصخر الأملس الذي لا يعلق منه شيء باليد ، الا أن السيد السيستاني قال الأحوط لو لم يكن أقوى اعتبار علوق شئ
مما يتيمم به باليد فلا يجزئ التيمم على مثل الحجر الأملس الذي لا غبار عليه .
13. هل يعتبر نفض اليدين بعد الضرب بأن يضرب إحداهما بالأخرى لإزالة العالق بها ؟ المعروف عدم اعتباره بل هو مستحب خلافاً للسيد الخوئي فاحتاط وجوباً به .
الأمر الخامس / أحكام التيمم
1. إذا أراد التيمم للصلاة المؤقتة انتظر ضيق الوقت أي آخر وقتها ولا يجوز التيمم للصلاة قبل دخول وقتها ، وهل يجوز في سعة الوقت أي في أول وقت الصلاة أو وسطه ؟
استشكل الفقهاء في ذلك والمعروف الجواز إذا حصل اليأس من القدرة على وجدان الماء أو استعماله حتى آخر الوقت أما مع احتمال القدرة يجب الانتظار الى آخر الوقت .
2. إذا حصل اليأس في سعة الوقت فتيمم ثم تمكن من الوضوء قبل نهاية الوقت فهل تجب إعادة الصلاة مع الوضوء ؟
المعروف وجوب الإعادة خلافاً للسيد السيستاني فاختار صحة الصلاة مع التيمم وعدم وجوب الإعادة .
3. إذا وُجد الماء وتمكن من الوضوء أثناء الصلاة فهل تبطل ؟
الجواب / فيه ثلاثة أراء :
الرأي الأول / تبطل الصلاة إذا كان وجدان الماء والتمكن من الوضوء قبل ركوع الركعة الأولى ، وإن كان وجدان الماء أثناء ركوع الركعة الأولى
وما بعده الى آخر الصلاة فالصلاة صحيحة ولا تبطل ولا يجب عليه قطعها وهذا الرأي للسيد الخوئي وأكثر الفقهاء .
الرأي الثاني / الصلاة صحيحة ويستمر عليها بتيممه سواء وجد الماء قبل الركوع في الركعة الأولى أو بعده وهو رأي السيد السيستاني .
الرأي الثالث / تبطل الصلاة مطلقاً سواء كان وجدان الماء قبل الركوع في الركعة الأولى أو بعده فيقطعها ويتوضأ ويعيدها وهو رأي السيد الصدر .
4. يسوغ ويصح التيمم لكل ما يشترط فيه الطهارة من الواجبات كالفرائض والمستحبات كقراءة القرآن ولا يسوغ التيمم لأي شيء
وهل يسوغ لمجرد الكون على الطهارة كما في الوضوء ؟ المعروف الجواز وخالف السيد السيستاني فاستشكل في الجواز .
5. يبطل التيمم وينتقض بكل ما ينتقض به الوضوء والغسل أي الحدث فنواقضهما هي نواقض للتيمم أيضاً ، ويضاف لها هنا التمكن من الطهارة المائية أو قل
ارتفاع العذر والقدرة على استعمال الماء فمن كان على تيمم يبطل تيممه بمجرد القدرة على استعمال الماء وارتفاع العذر وإن لم يُحدِث .
6. إذا تيمم لأمر كفاه تيممه هذا لفعل أي أمر آخر يحتاج الى التيمم ما دام لم ينتقض ولا يجب عليه الى إعادة التيمم ، فلو تيمم لقراءة القرآن ثم دخل وقت الصلاة
كفاه تيممه لأدائها بشرط أن ينتظر الى آخر الوقت أو يحصل له اليأس من الطهارة المائية في باقي الوقت كما تقدم في النقطة الأولى .
يستثنى من هذا الحكم من توضأ للصلاة لأجل ضيق وقتها مع وجود الماء فلا يكفيه هذا التيمم لغير الصلاة كما إذا ضاق وقت العصر فتيمم لأدائها
فلا يكفيه هذا التيمم لأداء صلاة المغرب بل يجب عليه الوضوء .
7. يشترك التيمم مع الوضوء والغسل في كثير من الأحكام كما يدل على ذلك ما تقدم في شرائط التيمم من اشتراط الموالاة والترتيب والنية وغير ذلك
ومنها وجوب الفحص إذا شك في وجود حاجب في بعض مواضع التيمم حتى يحصل اليقين أو الاطمئنان بالعدم كما هو الحال في الوضوء والغسل .
ومنها التداخل بمعنى أنه إذا اجتمعت عدة أسباب للتيمم كفاه تيمم واحد كما هو الحال في الوضوء والغسل .
8. إذا لم يجد الماء فتيمم وصلى من دون أن يبحث عن الماء لم يصح تيممه الا إذا تبين أنه لا يعثر على الماء ولا يحصل عليه حتى
لو بحث عنه قبل التيمم يستثنى ما إذا كان ذلك في سعة الوقت فإن الصلاة لا تصح حتى إذا تبين عدم وجود الماء فيما لو بحث عنه
واختلفوا في صحتها فيما إذا كان التيمم برجاء المشروعية .
9. إذا كان مكلفاً بالتيمم فخالف تكليفه وتوضأ كما إذا وجب عليه التيمم لشدة البرد فخالف وتوضأ فهل يصح وضوءه ؟
هنا ثلاث حالات :
الحالة الأولى / أن يتعمد المخالفة أي ترك التيمم والإتيان بالوضوء وهنا وضوؤه صحيح الا إذا كان محرماً فيبطل كما إذا وجب التيمم للضرر باستعمال الماء
فخالف وتوضأ متحملاً الضرر فهنا الوضوء حرام فيبطل .
الحالة الثانية / أن يكون الوضوء وترك التيمم لأجل الغفلة أو النسيان أو الجهل فالمعروف أن الوضوء صحيح ما لم يكن حراماً وخالف السيد السيستاني واختار عدم الصحة .
الحالة الثالثة / أن يكون ذلك في ضيق الوقت أي توضأ في ضيق الوقت مع أن تكليفه التيمم فهنا وضوؤه صحيح إذا نوى الأمر الفعلي المتعلق بالضوء .
*****
هذه أهم أحكام التيمم وهناك تفاصيل أخرى وتفريعات قد لا تكون ابتلائية والمكلف في غنى عنها خصوصاً إذا راعى الاحتياط في كيفية التيمم كما تقدم
***
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين