|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 77181
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 78
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تلميذ المنبر
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-02-2013 الساعة : 10:03 AM
مساحة الحرية في النظرية الإسلامية
مسألة: إن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، البارئ، المصور، المحيي، المميت، النافع، الضّار، الرزاق، ذو القوة المتين، والجبروت والسلطان، كما قال سبحانه:
( هُوَ اللّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ((7).
ومع ذلك كله خلق الإنسان مختاراً ونسب إليه المشيئة، حيث قال تعالى:
(وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ((8).
(إِنّ هَـَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتّخَذَ إِلَىَ رَبّهِ سَبِيلاً((9).
(كَلاّ إِنّهُ تَذْكِرَةٌ ( فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ((10).
(كَلاّ إِنّهَا تَذْكِرَةٌ ( فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ((11).
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقّ فَمَن شَآءَ اتّخَذَ إِلَىَ رَبّهِ مَآباً((12).
(قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ((13).
ومن خلال مجموع هذه الآيات يعرف أصل حرية الإنسان، وأن لها أكبر المساحات في الإسلام وأنه ليس لغير الله على البشر من سلطان،وحينما يتحرر الضمير من شعور العبادة والخضوع والانقياد لغير الله سبحانه وتعالى، يأتي دور سائر الحريات الممنوحة للإنسان في مختلف معاملاته وسائر شؤونه الفردية والاجتماعية وغير ذلك.
وبمعنى آخر إن الحرية في النظرية الإسلامية ليست بمعنى الانطلاق غير المحدود بفعل المحرمات وترك الواجبات حتى لا يقف عند حد ولا يعبأ بالقيم ويتمرّد على المجتمع، وإنما تعني الانطلاق البنّاء الذي يتطلع إلى فضائل الخير في أرجاء النفس والفكر والعقل والمجتمع فيبني ولا يهدم ويقوّم المعوجّ فيذهب إلى المزيد من التقدم ويطلب الحق والعدل دائما، كما يطلب المساواة في موضعها.
فليست هناك مساواة مطلقة، كما أنه لا تصح الحرية المطلقة حتى وإن كانت على حساب الآخرين، وإنما لكل واحد منهما منطقة خاصة به، فإذا تحوّلت الحرية أو المساواة في غير منطقة العدل، فإن ذلك يسبّب خبالا وفسادا.
فالحرية تعني أن كل إنسان حرّ في كل شيء، ما عدا المحرمات والواجبات، حيث إن المحرمات يلزم تركها، والواجبات يلزم فعلها، وذلك رعاية لمصلحة الإنسان نفسه أو بني نوعه، ومن المعلوم أن الواجبات والمحرمات بإزاء سائر الحرّيات شيء قليل.
|
|
|
|
|