الموضوع: عِبر ُ عاشوراء
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.32 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي البلاء والابتلاء
قديم بتاريخ : 16-12-2012 الساعة : 11:55 PM






اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


البلاء والابتلاء


البلاء هو العناء والألم والمصاعب والمشاغل المرهقة والمصائب التي تواجه الإنسان في الحياة وفي سبيل العقيدة. والابتلاء هو الوقوع في هذه المحن والآلام، وثمرة ذلك نوع من اختبار الخلوص وطهارة القلب من النوايا غير السليمة والدوافع غير الخالصة لله تعالى.

وعدا مفهوم الألم والعناء والبلوى، التي ينبغي الاستعاذة بالله تعالى منها، وأن يسأل الله العافية منها، وعدا معنى الاختبار والامتحان الذي يُشخّص به مستوى إيمان وانقياد وطاعة العباد، هناك أيضاً مفهوم عرفانيّ أعمق لهذه الكلمة، وهو حبّ الألم والعناء والمصاعب في سبيل مرضاة الله تعالى، وتحمّل المحن والشدائد عن عشق من أجل الفوز بالقرب الإلهيّ.

وبلاء كهذا من قبل الله تبارك وتعالى هو لطفٌ بعباده، وتحمّل هذا البلاء علامة حبّ العبد لربّه وعشقه إيّاه، ودليل صدق إيمانه بالله سبحانه، وحالٌ كهذه قريبة من مفهوم "الرضا" و"التسليم" في البعد العرفانيّ.

وفي روايات كثيرة ورد أنّ الله تعالى يخصّ أحبّاءه بالبلاء، وعلى أساس هذه النظرة، فكلّما اقترب العبد من ربّه أكثر كلّما اشتدّ به البلاء.

ومن النّاس من لا يُطيق البلاء ولا يتحمّله لأنّه يعبد الله على حرف! أي يعبد الله ما وافقت هذه العبادة مصالحه الدنيويّة وأهواءه النفسيّة، فإنّ أصابه خيرٌ اطمأنّ به، وإن محصّ بالبلاء انقلب على وجهه فخسر الدنيا والآخرة! يقول الإمام الحسين عليه السلام مشيراً إلى أمثال هؤلاء:

"النّاس عبيد الدنيا، والدّين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون"!

أمّا المؤمنون العارفون بالله تعالى فهم ليسوا لا يهربون من البلاء أو لا يتذمّرون منه وحسب، بل يرونه علامة لطف الله بهم، وسبباً لتطهير أرواحهم وقلوبهم وتصفية أعمالهم، ولفضيلته وعظيم ثوابه تراهم يرحّبون به .

يقول الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الله إذا أحبَّ عبداً غتّه بالبلاء" وورد في الروايات أنّ هكذا بلاءات هي إمّا هدية من قبل الله تعالى أو علوّ درجة عند الله تعالى لعبده المبتلى، وتتناسب شدّة الابتلاء تناسباً طرديّاً مع قوّة الإيمان، ومن هنا نقرأ أنّ الله تبارك وتعالى قد ابتلى الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ببلاءات ومحن خاصّة لم يبتل بها أحداً غيره من أوليائه ، كذلك فإنّ الصبر على البلاء له أجر الشهيد .

وفي ضوء هذه النظرة والعقيدة، نجد سيّد الشهداء عليه السلام في آخر لحظات عمره الشريف يوم عاشوراء، وقد اشتدّ به البلاء والابتلاء، يناجي محبوبه تبارك وتعالى في آخر مناجاة معه قبل استشهاده، فيصفه بجميل الصفات، ويحمده بأفضل محامده فيذكر منها سبوغ نعمائه وحسن بلائه، قائلاً: "... سابغ النعمة، حسن البلاء..." .

ونجده عليه السلام كذلك في يوم عاشوراء يوصي أهل بيته في آخر وداع له معهم قائلاً: "استعدّوا للبلاء، واعلموا أنّ الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب أعاديكم بأنواع البلاء، ويعوّضكم الله عن هذه البليّة أنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم" .

إنّ أصحاب الهمم العالية الذائبين في حبّ الله تبارك وتعالى يستقبلون البلاء الإلهيّ مستبشرين مطمئنّين، محتسبين ما يُبتلَون به عند الله عزَّ وجلَّ، منتظرين حسن جزائه ومثوبته على ذلك.



نسألكم الدعاء



من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس